الحالات التي يجوز فيها الزنا

ما هي الحالات التي يجوز فيها الزنا؟ وما هي عقوبة الزنا؟ نظرًا إلى أن الزنا كبيرة من الكبائر، فيحاول البعض إيجاد أي وسيلة لتحليله، فدعونا نلتقي اليوم من خلال موقع القمة حول موضوع من المواضيع الشائكة وهو الزنا وعقوبته وأنواعها، ونٌلقي الضوء بشكل خاص عن المتداول من وجود حالات يجوز فيها الزنا!

الحالات التي يجوز فيها الزنا

لا يوجد أي إجابة للسؤال عن “ما الحالات التي يجوز فيها الزنا؟” حيث إن أي إجابة تحلل هذا الأمر ما هي إلا فسق وفجور، وهو سؤال يوسوس به الشيطان في ذهن المسلم ليقنعه أن الأمر مُستباح ويُمكنه فعله، وكأن العبد يتحايل على الله -عز وجل- والعياذ بالله.[1]

حرم الله عز وجل الزما بكل الطرق المؤدية له من نظر وملامسة وغيرها، وذلك لقول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [سورة النور، الآية 30] كما جاء في قوله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [سورة الإسراء، الآية 32].

عقوبة الزنا

عقوبة الزنا

الزنا كبيرة من الكبائر التي حرم الله عز وجل ارتكابها، وشدد الله عز وجل على عقوبة الزنا حيث تكون العقوبة بالجلد أو الرجم، كما توعد له بعذاب عظيم يوم القيامة إذا لم يتب، وجاء الاستدلال على ذلك بقول الله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة النور، الآية 2].[2]

كما جاء قول الله تعالى حول مضاعفة العذاب لمن لم يتب:{ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً، إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} [سورة الفرقان، الآية 68:70].

في ظل الحديث عن أمر الحالات التي يجوز فيها الزنا، تجدر الإشارة أنه يوجد أكثر من نوع عقوبة للزنا والتي تختلف على حسب القائم بها، حيث قامت العقيدة بالتفريق بين الرجل المحصن والبكر، ولكن نشد أن العقوبة الأشد تكون على المحصن، والتي يتم بها الرجم بالحجارة حتى الموت وذلك للذكر والأنثى.

كما أن عقاب الزنا لا يختلف من بين المرأة المملوكة أو المرأة الحرة، فكلاهما يتم تعريضه إلى نفس العقاب، وذلك لقول الله تعالى:{ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} [سورة النساء، الآية 25].

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الاستخارة بعد الظهر

الفرق بين مستحل الزنا ومرتكب الزنا

مُستحل الزنا ليس فاعل الزنا، ولكنه يقول إن الزنا مُباح أي حلال شرعًا، فمن شاء يُمكنه فعله وليس بحرام، ويتعامل أن هذا الفعل حلال حتى لو حرمه الله عز وجل، ولو حرمه لا يبالي إلى أمر التحريم، وبالتالي يتم اعتبار مستحل الزنا كافر لأنه يكفر بأوامر الله عز وجل ولا يعترف بها.

أما من قام بالفعل نفسه فهو مرتكب الزنا، ويعلم أنه عاصٍ وأن الفعل حرام، ولكن غلبه هواه ووسوس له الشيطان حتى وقع الزنا، وإن تاب إلى الله عز وجل؛ تقبل الله توبته وتاب عليه، ولكن إن مات على الزنا ولم يتب فإن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه على قدر ما عصى ربه، ومن ثمَّ تعذيبه لا يُخلد.. بل يُخرجه الله عز وجل من النار إلى الجنة بالتوحيد والإسلام.

هكذا نجد أن مات على اللواط أو الخمر أو عقوق الوالدين أو قطيعة الرحم أو الربا أو مثلها من المعاصي فيكون الأمر كله بمشيئة الله فإن شاء غفر له وإن شاء عذبه.

بالتالي نجد أن الفرق بين مستحل الزنا ومرتكب الزنا، أن مستحل الزنا كافر، ولكن مرتكب الزنا وهو يعلم أنه أمر محرم فهو عاصٍ وليس بكافر.

الزنا المجازي

يأتي هذا الزنا في شكل الحديث مع الأجنبية سواء كان ذلك عبر الهاتف أو الإنترنت او بأي شكل من الأشكال، وذلك لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: ” إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر وزنا اللسان النطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه” حديث صحيح.

جاء بخصوص الزنا المجازي قول النووي -رحمه الله-: ” إن ابن آدم قدر عليه نصيبه من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقياً بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر إلى الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو بتقبيلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا، أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك أو بالفكر بالقلب، فكل هذه أنواع من الزنا المجازي” انتهى.

أنواع الزنا

يوجد أكثر من نوع للزنا تداوله العلماء والفقهاء، وفي سياق توضيح الإجابة عن سؤال ما الحالات التي يجوز فيها الزنا، سنتعرف فيما يلي على أنواع الزنا، والتي تصنف جميعا من الكبائر، وفيما يلي سنعرض الزمان والمكان والأشخاص التي تختلف على أساسها شدة ارتكاب حرمة الزنا:

  • المكان: بيت المقدس، المدينة المنورة، مكة.
  • الزمان: رمضان، الأشهر الحرم حيث إن في هذه الأشهر انتهاك إلى حرمتها.
  • الأشخاص: الأجنبية التي لا زوج لها، والتي لها زوج، لأن في هذا الأمر تعليق نسب للزوج لم يكن منه.
  • الزنا بزوجة الجار: حيث إن الجار يأمن لجاره، وهذا الأمر يجمع بين الكبائر والصفات الفاحشة التي تبعد كل البعد عن النبل.
  • الزنا بحجة المجاهد، والدليل على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” حُرمةُ نساءِ المجاهدين على القاعدين كحُرمةِ أمهاتِهم، ما من رجلٍ من القاعدين يخلُفُ رجلًا من المجاهدين في أهلِه فيخونُه فيهم؛ إلا نُصِبَ له يومَ القيامةِ فقيل: هذا قد خلَفك في أهلِك، فخُذْ من حسناتِه ما شئتَ” حديث صحيح.
  • زنا المحصن يكون أشد من زنا غير محصن، وذلك لأن الرجل المتزوج يجب أن يكون في غنى عن فعل هذه المحرمات.
  • زنا الشيخ حيث إن هذا الزنا يكون أعظم من زنا الشباب، والدليل على ذلك قول ابن تيمية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ، قالَ أبو مُعاوِيَةَ: ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ.” صحيح مسلم.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الزنا للضرورة

التوبة من الزنا

أما بالنسبة لكفارة الزنا المجازي فتكون بالتوبة النصوحة إلى الله عز وجل وذلك من خلال الاستغفار إلى الله عز وجل والإقلاع عن الذنب والندم على الذنب والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.

كما أن من الضروري أن يقوم مُرتكب هه الفاحشة بالإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة والحسنات، ومحاولة محو تلك الخطايا من خلال ال

جاء في أمر التوبة قول الله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمً} [سورة الفرقان، الآية 70]، وقول الله تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [سورة الزمر، الآية 53].

سؤال ما هي الحالات التي يجوز فيها الزنا ساعد على فتح العديد من الأبواب التي تتعلق بمسألة الزنا، والتي يجهل البعض حكمها لا سيما شباب هذا الجيل الذين يبتعدون عن تعاليم الدين الإسلامي بشكل كبير.

Scroll to Top