هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين في السجود

هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين في السجود؟ وهل يجوز صلاة قيام الليل للزواج من شخص معين؟ فبعضنا عندما يفقد الأمل بالوصول إلى ما يرغب يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ويُلِح عليه بالدعاء، بل ويكون لديه الطاقة التي يؤدي بها كافة العبادات في سبيل استجابة الله تعالى له، ومن خلال موقع القمة سنوضح حكم هذا الدعاء.

هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين في السجود

الدعاء بالزواج من شخص معين تكاد تكون عادة مدفونة لا ضوء عليها، فجميع الفتيات بالأخص عن الرجال يلجؤون إلى الله في تحقيق أحلام الحياة الزوجية التي يأملون ويطمحون إليها، فهن يدعون الله سبحانه وتعالى بالزواج ممن تعلق به القلب دعاءً خالصًا لله راجين منه الاستجابة وتحقيق الأحلام.[1]

الله سبحانه وتعالى أتاح لعباده الدعاء بما ترغب به الأذهان والقلوب ما دام في حدود ما أباحه الله، والدعاء بالزواج من شخص معين من الأمور التي تحدث أهل العلم والفقهاء عن جوازها، وأنها من الأشياء التي لم يُذكر بها أي آية قرآنية أو حديث تمنع من القيام بها.

لا حرج في الشرع من دعوة الفتاة بالزواج من شخص معين، ولا حرج أن تدعو في صلاتها بالزواج ممن يحبه قلبها، وقد أوضح ذلك الكثير من الشيوخ، بل وقالوا إن الدعاء بالزواج قد يُستجاب من المرأة والرجل وذلك في حال كان القلب نقيًا يكن الخير والحب الصافي له.

استدل الجميع في هذه الإجابة وبرخصة الدعاء بالزواج من شخص معين في الصلاة بالحديث الشريف الذي ذُكر به عادة رسول الله باستحباب جوامع الدعاء، وهو الدعاء بخير الدنيا وما فيها من صالح وفالح، الأجر والثواب وكذلك يبتعد عن الأدعية التي لا تكون جامعة.

عَن عائشةَ رضيَ اللَّهُ عَنها قالَت: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يستحِبُّ الجوامعَ منَ الدُّعاءِ ويدَعُ ما سِوى ذلِكَ” [المحدث: الألباني].

اقرأ أيضًا: هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي

رأي المالكية والشافعية في الدعاء بالزواج من شخص معين

رأي المالكية والشافعية في الدعاء بالزواج من شخص معين

في ضوء التعرف على إجابة هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين في السجود، نجد أن رأي جمهور المالكية والشافعية ذهب في الاستدلال على الإجابة بهذا الاستفسار موضحًا الحديث النبوي الشريف الذي ذُكر به ما يُباح للمسلم الدعاء به وهو خير منافع الدنيا لا حرج في ذلك، وهو:

عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: كُنَّا نَقُولُ في الصَّلَاةِ خَلْفَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: السَّلَامُ علَى اللهِ السَّلَامُ علَى فُلَانٍ. فَقالَ لَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ: إنَّ اللَّهَ هو السَّلَامُ، فَإِذَا قَعَدَ أحَدُكُمْ في الصَّلَاةِ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، …”

“….السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، فَإِذَا قالَهَا أصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ في السَّمَاءِ والأرْضِ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ المَسْأَلَةِ ما شَاءَ. وفي رواية: مِثْلَهُ ولَمْ يَذْكُرْ: ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ المَسْأَلَةِ ما شَاءَ. وفي رواية: ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ بَعْدُ مِنَ المَسْأَلَةِ ما شَاءَ، أوْ ما أحَبَّ” [صحيح مسلم].

يتبين من خلال هذا أن المُسلم مُباح له الدعاء بكل ما يرغب به من منافع الدنيا ما دام لا يُشرك به بالله سبحانه وتعالى، ولا يخالف به ما أباحه الله للإنسان من طاعات وخلافه، والدعاء نوع من أنواع العبادة والطاعة التي يتقرب بها العبد من ربه، وتكون دليل على ثقته بالله وحبه له وقربه منه.

هل الدعاء بالزواج من شخص معين يغير القدر

في إطار التعرف على  إجابة السؤال هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين في السجود، وجب التنويه أنه يوجد بعض الظنون الخاطئة التي يفكر بها الإنسان بشأن الدعاء الذي يتقرب به إلى الله، وهي أن الدعاء يغير القدر، لكنه ظن خاطئ، فلا يوجد ما يغير الأقدار سوى الله سبحانه وتعالى، إذا أراد أن يمنح الإنسان أمر ما سعى نحو الحصول عليه سخر له عقله ولسانه بالدعاء بما يريد.

حينها يقبل الله منه دعائه، وتبين من خلال رد الشيخ عبد الله العجمي على ذلك أن الدعاء جزء من القدر ولا يغير القدر مثلما يظن بعضنا، ويجب على الإنسان أن يكون الدعاء بالخير لا الشر كي يُستجاب من الله رب العالمين.

هل يجوز الدعاء بالزواج من امرأة متزوجة في الجنة

في إطار التعرف على  إجابة السؤال هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين في السجود، وجب التنويه أنه لا يوجد في الدين ما يدل على أن المرأة تتزوج رجل آخر بخلاف زوجها في الجنة، أو أنها ستُخير في الآخرة وهذا بحسب ما قاله أحد الشيوخ المجيبين على هذه التساؤلات على الموقع الرسمي لدار الإفتاء.

مما جعله يوضح أن أمر الزواج من امرأة متزوجة في الدنيا بالآخرة في الجنة لا صحة له، وقد لا يكون له داعي لأنه لا يوجد في السنة النبوية أو القرآن الكريم ما يبيح هذه الفرصة، لذا لا داعي لتعليق القلب بامرأة لها نصيبها وحياتها في الدنيا والتي قد تكون عليهم وتستمر على نهجهم في الآخرة، والأولى أن يدعو لنفسه بدخول الجنة.

هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين ابن باز

في ظل الحديث عن هل يجوز الدعاء بالزواج من شخص معين في السجود، ننوه على أن الشيخ ابن باز قد اتفق مع باقي جمهور الفقهاء والشيوخ الذين أجازوا الدعاء بالزواج من شخص معين في الدنيا، وهو ما تبين في الإجابة عن هل يجوز الدعاء من شخص معين في السجود.

بُناءً عليه يمكن للمسلم/ة الدعاء في السجود بعيدًا عن الفروض التي اختلف بأمرها الكثير من العلماء الزواج من شخص معين، والإلحاح في الدعاء من الأمور التي تجعل الدعاء مستجاب بإذن الله تعالى ممن دعا، لأن به دلالة على يقين الداعي باستجابة الله لدعائه.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة العيد منفردا

أدعية للزواج من شخص معين

بُناءً على جواز الدعاء من شخص معين سنعرض في النقاط التالية الكثير من الأدعية التي يمكن استخدامها في هذه الحالة، والتي يتطلب بها الأمر المزيد من الخشوع واليقين بالله أنه سيستجيب للدعاء، ومنها:

  • يا رب يا مُغير الأقدار إلى ما يحبه القلب ويميل إليه، حافظت على نفسي من كل سوء وآمل أن تحقق لي ما أتمنى وأن ترزقني الزواج من … فأرى به الزوج الصالح الذي يأخذ بيدي إلى الطريق الصائب.
  • يا رب يا مستجيب الدعوات آمنت بك ورضيت بك ربي وبالإسلام ديني، أتمنى أن تقبل مني دعائي وتجعل …. من نصيبي، يا رب اكتب لي نصيب العيش في ظله، واغنني بحلالك عن حرامك، واجعل به الخير لي والبركة وارزقني بره وارزقه بري وطاعتي.
  • اللهم يا من تقول للشيء كُن فيكون، قُل لـ …. أحب …. وتزوجها لتتجه خطاه نحو بابي ويتقدم لي، يا رب ارزقني فرحة زواجي منه، واجعلني له الزوجة المصون التي يحبها ويرضى بها اللهم آمين.

الدعاء نوع من العبادات، يجب على المُسلم الالتزام به سواءً لنفسه، متطلباته أو لغيره، فهو من أجمل العبادات التي يؤكد بها الإنسان على حبه لله ويقينه به، فالتزموا الدعاء استجاب الله لكم ولنا.

Scroll to Top