هل يجوز تعدد الزوجات بدون سبب؟ وما هو رأي شيخ الأزهر في ذلك الأمر؟ حيث إن تعدد الزوجات لم يتم تقييده في الإسلام إلا بشرط واحد فقط وهو العدل بين الزوجات من حيث النفقة والمبيت وما إلى ذلك، فمن كان له قدرة على العدل بين الزوجات مباح له أن يعدد، لذلك من خلال موقع القمة نجيب على كافة التساؤلات.
هل يجوز تعدد الزوجات بدون سبب
يقول الله تعالى في كتابه العزيز {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا} [النساء:3].[1]
لذلك فلا بد أن نعلم أن تعدد الزوجات أمرًا ليس ممنوعًا في الشرع الإسلامي ولكنه يكون مباحًا وفقًا لبعض الضوابط، كما أشار إلى أن إجازة الشرع لتعدد الزوجات يكون الهدف الأساسي منه هو حل مشكلات المجتمع التي من الممكن أن تطرأ على بعض البيوت.
حيث إن الأصل في الزواج الثاني هو أن تكون المرأة الواحدة لا تكفي للرجل أو لا يتمكن من الاكتفاء بها، وليس الأصل هو تعدد الزواجات فقط كما يرى المتشددون، بالإضافة إلى أن الرجل إذا لجأ إلى التعدد مع وجود مبرر فيكون حينها مسؤولًا أمام الله عز وجل في ضرورة الالتزام بالعدل بين زوجاته.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الكسوف في البيت
رأي شيخ الأزهر في تعدد الزوجات
صرح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بأن رخصة تعدد الزوجات التي أحلها الله عز وجل لم تأتي في آية منفصلة أو في حكم مطلق من دون تقييد.[2]
بل وردت في سياق آية قرآنية فيها دفاع عن اليتيمات من الظلم الذي يمكن أن يتعرضن له من بعض الأولياء عليهن، مما يجعلنا نستحضر الظلم المحتمل أن تتعرض له الزوجة الأولى بسبب التعدد في حال لم يلتزم الزوج بالعدل.
كما لفت إلى عدم وجود منظور جديد في التعامل مع التعدد، حيث إنه موجود في التراث وأقر به العلماء، كما ساد فكر آخر أدى إلى هذه المآسي التي نعاني منها اليوم، على الرغم من أن التعدد كان موجودًا في المجتمع العربي قبل مجيئ الإسلام كذلك، وقد جاء الإسلام ووضع حدًا لفوضى التعدد التي كانت سائدة آنذاك.
لماذا لم يحرم العلماء التعدد بشكل مطلق
في إطار التعرف على إجابة سؤال هل يجوز تعدد الزوجات بدون سبب، فلا بد من التعرف على سبب عدم تحريم التعدد بشكل مطلق، حيث قال إن هذا المنع كان سيولد حرجًا عند البعض، حيث إن التعدد في بعض الحالات هو حق طبيعي للرجل.
فإذا كانت الزوجة لا تنجب مثلًا والزوج يرغب في أن تكون له ذرية فمن حقه حينها أن يتزوج بواحدة أخرى، حيث إن هذه تعتبر غريزة وليس من حق أي أحد أن يقول له ألا يرغب في الذرية، ولكن إذا كان سيتزوج بأخرى فيجب أن يحرص على عدم ظلم الزوجة الأولى.
كما يجب أن يحرص على إعطائها نفس الاحترام الذي كان يعطيه لها قبل أن يتزوج عليها بأخرى، كما أن من حق الزوجة الأولى أن تطلب الطلاق من أجل الضرر في حال لم تقبل العيش مع زوجة أخرى ولا يجوز له أن يمنعها أو يحبسها.
بالإضافة إلى استشهاد شيخ الأزهر بما ذكره الإمام محمد عبده بشأن تعدد الزوجات حيث قال “إباحة تعدد الزوجات في الإسلام أمر مضيق فيه أشد التضييق كأنه ضرورة من الضرورات التي تٌباح لمحتاجها بشرط الثقة بإقامة العدل“.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة العيد منفردا
هل يجوز الزواج من الثانية دون وجود عيب أو نقص في الأولى
في إطار عرض إجابة هل يجوز تعدد الزوجات بدون سبب، فقد يتساءل البعض عن إجازة الزواج من الثانية من دون وجود عيب أو نقص في الزوجة الأولى، حيث جاء الجواب بأنه لا يوجد مانع في ذلك حتى وإن كانت الزوجة الأولى صالحة وطيبة ولا يوجد بها أي علة أو مرض.
حتى ولو كانت المراة تنجب أيضًا فلا يوجد حرج من الزواج من الثانية في حال كان الرجل قادرًا على الزواج وعلى العدل كذلك، لقوله تعالى {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء:3]، كما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تزوج عدة مرات ولم يكن في أزواجه علة.
إن الشرط الذي اشترطه الإسلام في تعدد الزوجات أن يكون المسلم الراغب في التعدد واثقًا في نفسه بأنه قادرًا على العدل بين زوجاته في كافة شيء، وألا يظلم واحدة منهم أو يميل بقلبه تجاه واحدة عن الأخرى.