هل يجوز تقبيل الخطيبة من الفم بعد العقد؟ وما حكم الخروج معها دون محرم؟ هذا من أشهر الأحكام الشريعة التي يسأل عنها الكثيرون من الشباب والبنات المقبلين على الخطبة أو الزواج، من أجل الاطلاع على ما هو مباح بين الرجل والمرأة وما هو حرام، لتجنب الوقوع في الخطيئة أو فعل الحرام من دون علم، لذلك نطرح تلك الأحكام عبر موقع القمة.
هل يجوز تقبيل الخطيبة من الفم بعد العقد
للإجابة عن سؤال هل يجوز تقبيل الخطيبة من الفم بعد العقد، يرجى العلم بأن العلماء المسلمين قد أفتوا بجواز تقبيل الرجل لخطيبته من الفم بعد العقد، نظرًا إلى أن العقد يحل للخطيب من خطيبته كل ما يحل للرجل من الزوجة، سواء أكان التقبيل أو حتى الجماع، ولكن من الواجب أن يقوم المسلم بمراعاة العادات والتقاليد التي تقوم عليها المجتمعات في العصر الحالي.[1]
حيث تنص العادات والتقاليد على عدم جواز الجماع إلا بعد الانتهاء من حفل الزفاف الذي يتم من خلال الإشهار بالزواج والإعلان عنه بين الناس جميعًا، لذلك وجبت الإشارة هنا إلى أن تقبيل الخطيبة بعد العقد هو أمر جائز شرعًا، ولكن يجب أن يتم في خلوة وليس أمام الناس حفاظًا على الحياء.
اقرأ أيضًا: هل يجوز عمل عمرة لأكثر من شخص متوفى
هل يجوز تقبيل الزوجة من الفم في رمضان
يعتبر تقبيل الزوجة من الفم في شهر رمضان الكريم من الأمور الجائزة بين الرجل وزوجته، ولكن مع عدم بلوغ شيئًا من ريقها، حيث إن من يبتلع ريق غيره في نهار شهر رمضان يفطر، ويجب عليه حينها القضاء وهذا من مذهب جمهور أهل العلم.
أما المذهب المالكي فيرى أن من يبتلع ريق زوجته في نهار رمضان وجبت عليه القضاء والكفارة كذلك، والدليل على جواز تقبيل الزوجة من فمها في رمضان الحديث النبوي الشريف الذي ورد عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها الذي قالت فيه “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهو صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهو صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لإِرْبِهِ” (صحيح مسلم).
هل يجوز الخروج مع الخطيبة بعد عقد القران
نعم يجوز، حيث يجوز للمسلم أن يخرج مع خطيبته بعد عقد القران، كما يجوز له الخلوة بها، حيث إن عقد القران يبيح بين الرجل والمرأة ما يُباح بين أي زوجين، حيث إن العقد الشرعي يجعل من الخطيبة زوجة شرعية للرجل ويحب له حينها أن يجامعها.
فإذا دخل الخطيب بخطيبته حينها فلا يوجد إثم عليه في الشرع الإسلامي، كما قال الشيخ محمد بن صالح عثيمين رحمه الله في كتابه الشرح الممتع عن زاد المستنقع “وهل له أن يباشرها وإن لم يحصل الدخول الرسمي؟ فلو عقد عليها ـ مثلاً ـ وهي في بيت أهلها، ولم يحصل الدخول الرسمي الذي يحتفل به الناس، فذهب إلى أهلها، وباشرها جاز، لأنها زوجته، إلا أننا لا نحبذ أن يجامعها“.
فيعتبر المقصود بالقول هنا هو أنه من الأفضل ألا يجامع الرجل زوجته إلا بعد الزفاف والله تعالى أعلى وأعلم.
اقرأ أيضًا: هل يجوز خروج المطلقة في العدة
ما هي شروط صحة عقد الزواج في الإسلام
إن المقصود بعقد الزواج في الدين الإسلامي هو العقد الشرعي الذي يتم عن طريقه تزويج الرجل والمرأة، والذي تصبح من خلاله المرأة حينها حلالًا للرجل ويصبح الاستمتاع بها مباحًا بموجب هذا العقد، حيث قال عز وجل:
{وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة:235].
لكن لا بد من معرفة أن لعقد الزواج بعض الشروط في الدين الإسلامي والتي لا بد من توافرها حتى يكون العقد حينها صحيحًا، وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:
- تعيين الزوجين: حيث يجب أن يتم ذكر اسم الزوج واسم الزوجة كذلك، بمعنى أن يقول ولي الزوجة: زوجتك ابنتي فلانة لابنك فلان، أو أن يقول زوجتك ابنتي الكبرى أو ابنتي الصغرى، من أجل تحديد الزوجة المقصودة بعينها.
- رضا الزوجين: حيث إن رضا الزوج والزوجة من أهم الشروط الخاصة بصحة عقد الزواج الشرعي في الدين الإسلامي، فيجب ألا يكون أي أحد من الزوجين مُجبرًا على الزواج.
- حضور ولي المرأة: يعد هذا واجب في الشرع الإسلامي، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا نكاحَ إلا بوَلِيٍّ” (الخلافيات للبيهقي).
- حضور شاهدان: بمعنى أن يشهد اثنان على عقد الزواج، ويجب أن يكونا من الذين تصح شهادتهما في الإسلام، ما يعني أن يكونا عدولًا.
- خلو الزوجين من كل ما يمنع النكاح: والمقصود بذلك الشرط هو ألا يكون بين الزوجين رضاعة أو مصاهرة، أو أن يكون الرجل متزوجًا أخت المرأة وما تزال على ذمته حيث لا يجوز في الدين الإسلامي الجمع بين أختين، أو أن يكون متزوجًا من عمتها أو من خالتها أو أن تتزوج المرأة المسلمة برجل غير مسلم أو أن تكون الزوجة من غير أهل الكتاب.
إن للزواج في الشريعة الإسلامية العديد من الشروط الواجبة التي تجعل منه زواجًا شرعيًا صحيحًا، لذلك يتساءل العديد من الخُطاب بشأن هل يجوز تقبيل الخطيبة من الفم بعد عقد القران أم لا في الشريعة الإسلامية.