هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام؟ وما هو حكم الجمع والقصر لمن نوى الصلاة أكثر من 4 أيام؟ فأمر الجمع والقصر من الأمور الضرورية التي يتساءل عنها المسافر فيما يخص صلاته، ومن خلال موقع القمة اليوم سنتطرق لعرض الإجابة عن التساؤلات المطروحة إلى جانب توضيح المُدة التي يتم تشريع قصر الصلاة بها.
هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام
تأتي الإجابة عن سؤال هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام، في أن الأحوط أن يتم أربعة أيام إذا عقد النية على ذلك، أما إذا كان ما عنده نية وما يدري المدة التي يقيمها سواء كانت يومين أو ثلاثة أيام أو أربعة وما عنده جزم، فالأفضل أن يُصلي قصرًا ثنتين ثنتين، الظهر، والعصر، والعشاء ثنتين.[1]
كما أنه لا بأس أن يجمع إذا كان ما عنده أي جزم بالمدة التي يقيمها، سواء كانت يومين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر، أو إذا كان ينتظر ناس أو يبحث عن ضالة أو من سافر مسافة قصيرة أو يطلب من خصيمه يدوره أو ما عنده الجزم على أيام معلومة، فهذا يقصر.
أما عند العزم على الإقامة أكثر من 4 أيام، فبهذا يتم أربعًا عند أهل العلم من الجمهور، حيث إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: عزم على إقامة أربعة أيام في مكة، وهو يقصر؛ ومن هنا دلَّ على أن الأيام الأربع لا تمنع من القص، والأصل بعد ذلك الإتمام.
وإذا أبيح للشخص القصر فيُمكن له أن يجمع، ولكن ترك الجمع أفضل، حيث إن المقيمين يُمكن ترك الجمع لهم إذا كانوا مُقيمين لكل الصلوات في أوقاتها.
اقرأ أيضًا: هل يجوز عمل عمرة لأكثر من شخص متوفى
حكم الجمع والقصر لمن نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام
في سياق الإجابة عن سؤال هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام، نجد أن يتساءل البعض عن حكم الشخص الذي سافرة لبلدة معينة ومكث بها حوالي شهرين، وكان يصلي جمعًا وقصرًا في تلك البلد مع العلم أنه كان عالم بالمدة التي يقضيها في هذه البلد.[2]
الرد على هذا التساؤل كان أن من عزم على الإقامة في بلد أكثر من 4 أيام صارت له أحكام المقيمين في البلد، ولا يجوز له أن يصلي صلاة قصر، وعليه أن يعيد كافة الصلوات التي قام بقصرها وهو مقيم، إذا لم ينو الإقامة المطلقة، وهذا بالكاد ما قام بترجيحه الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
ما هي المدة التي يتم تشريع قصر الصلاة بها
المسافر يُمكنه أن يقصر 4 أيام على الصحيح الذي قاله الجمهور من أهل العلم، إذا كان أراد أربعة أيام أو أقل، والمعنى في ذلك أن من أراد الإقامة جازمًا بها أو أقل في أي محل في سفره، كالسفر إلى بلد معينة لقضاء حاجة وعزم أن يقيم في البلد لمدة أربعة أيام أو أقل فعليه أن يقصر.[3]
أما إذا كانت النية أكثر من ذلك أو إقامة طويلة تصل إلى 5 أيام، وهكذا ما يكون في الإقامات العارضة في الطريق، وهو مسافر يقصر يومين أو ثلاثة في الطريق، حيث كلما أقام يقصر ويصلي ثنتين.
أما حالة الجمع بين العشاء والمغرب، وبين الظهر والعصر فمن الأفضل أن يتم تركه
إذا كان مُقيمًا، أما إذا كان في حاجة إلى الجمع فيتم الجمع، أو في حالة أن تكون الإقامة يسيرة ثم ارتحل إلى بعد زوال الشمس فيتم الجمع بين الظهر والعصر جمع التقديم.
في حالة الارتحال قبل غروب الشمس فيتم تأخير المغرب مع العشاء كجمع تأخير، أما الارتحال قبل غروب الشمس فإن يتم فيه تأخير المغرب مع العشاء جمع تأخير، أو الارتحال قبل الزوال فيتم تأخير الظهر مع العصر جمع تأخير لإرفاقه به ولا بأس في ذلك.
حكم من حبس ولم ينو الإقامة أو مكث لقضاء حاجته
بعد إيضاح الإجابة عن سؤال هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام، يُذكر في حكم من مكث في قضاء الحاجة، ولم يتم الجمع على الإقامة أن له قصر الصلاة حتى وإن طالت مدة إقامته، وجاء من السنة دليل على ذلك هو:” أقامَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تِسْعةَ عَشَرَ يَقْصُرُ” حديث صحيح.
كما أن تم نقل الإجماع بأن للمسافر أن يقصر ما لم يجمع إقامة حتى وإن طالت مُدة إقامته، وذلك للترمذي وابن عبد البر وابن رشد.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة القرآن بدون حجاب
حكم الملاح الذي معه أهله ولا ينوي الإقامة ببلد
الملاح هو مسافر وله أن يقصر الصلاة حتى ولو كان أهله معه ما دام أن ليس قريبًا من الوطن وهذا هو مذهب الحنفية والمالكية بالإضافة إلى الشافعية وقول داود، وتأتي الأدلة من السنة بأن:
عن ابنِ عبَّاسٍ قال: “فرَضَ اللهُ الصَّلاةَ على لِسانِ نبيِّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الحضَرِ أربعًا، وفي السَّفَرِ ركعتينِ، وفي الخوف ركعةً” حديث صحيح، والحكم هنا أن الملاح في البحر مسافر، وله حكمه وله الترخص برخصة السفر حتى ولو كان مع أهله فهذا لا يمنعه من الترخص.
حكم الجمع والقصر في الصلوات يكون بناءً على حالات مُعينة، ويلزم الاطلاع على هذه الحالات والتأكد مما إذا كانت الحالة الواقع بها المسافر تجيز الجمع والقصر أم لا، حيث إن هذا الباب واسعًا ويلزم التعمق به للوصول إلى حكم الحالة بالضبط.