هل يجوز ارجاع الزوجة بعد الطلقة الاولى بدون علمها؟ وهل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى دون شهود؟ حيث تعتبر هذه الأسئلة من أكثر الأسئلة التي يتم طرحها لمنع الوقوع في الخطأ، لذلك سنجيب عنها الآن عبر موقع القمة.
هل يجوز ارجاع الزوجة بعد الطلقة الاولى بدون علمها
متاح للزوج أن يقوم بإرجاع زوجته أثناء فترة العدة ولا يجب أن تكون الزوجة حاضرة أو على علم، ولا يشترط كذلك أن تكون الرجعة عند المأذون سواء تم الطلاق عند المأذون أو لا، ولكن من الأفضل أن يشهد بعض الشاهدين على الرجعة.[1]
حيث قال ابن قدامة رحمه الله قال “والمراجعة أن يقول لرجلين من المسلمين : اشهدا أني قد راجعت امرأتي ، بلا ولي يحضره , ولا صداق يزيده ، وقد روي عن أبي عبد الله – رحمه الله – رواية أخرى , أنه تجوز الرجعة بلا شهادة“، والمقصود بجملة أن الرجعة لا تفتقر للولي ولا للصداق ولا رضا المرأة، ولا حتى علمها وهذا بإجماع أهل العلم.
كما ذكرنا أن الرجعة في أحكام الزوجات، وأن الرجعة إمساك لها واستبقاء لنكاحها ولذلك أوضح الله عز وجل أن الرجعة إمساكًا والترك فراقًا وسراحًا، حيث قال تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [الطلاق: 2]، كما قال تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229].
الطلقة الأولى
في إطار الاطلاع على إجابة سؤال هل يجوز ارجاع الزوجة بعد الطلقة الاولى بدون علمها، يعتبر المقصود بالطلقة الأولى هي الحالة التي يقوم فيها الرجل بتطليق زوجته للمرة الأولى، ويطلق على هذا الطلاق طلاق رجعي أو طلاق بائن بينونة صغرى، حيث يترتب عليه أن المراة تظل على ذمة الرجل حتى يتم انقضاء عدة الطلاق كاملةً، والتي هي ثلاثة أشهر بمعنى ثلاث حيضات أو حتى تضع مولودها في حال كانت حامل.
يتم تسميته رجعة لأن هذا يرجع إلى الزوج، حيث يكون بإمكانه أن يرجع زوجته متى أراد ذلك طالما أنها ما زالت في عدة الطلاق، مما يعني أنه إذا كانت المرأة في عدة الطلاق فيمكن مراجعة الزوج من خلال القول أو من خلال الفعل.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الاستخارة بعد الظهر
هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى دون شهود
بعد الاطلاع على إجابة سؤال هل يجوز ارجاع الزوجة بعد الطلقة الاولى بدون علمها، يتساءل العديد من الأشخاص بشأن إجازة إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى من دون شهود، إذ تصبح الإجابة حينها نعم، بحيث يجوز للرجل أن يرجع زوجته من دون شهود، بحيث لا يعتبر وجود الشهود شرطًا للرجعة وفقًا لأقوال جمهور العلماء.
لكن من الأفضل أن يشهد اثنين من الرجال على إرجاع الزوجة من أجل الحفاظ على الحقوق وإبراء الذمة في حال نسي الزوج هذه الطلقة أو غفل مثلًا عن حصولها بعد فترة من الزمن وبالتالي يتمكن من إيجاد من يذكره بحصولها.
إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثانية
يرجى العلم بأن ما هو مذكور عن الطلقة الأولى ينطبق على الطلقة الثانية كذلك، حيث يتم التعامل مع الموضوع بنفس الطريقة بشأن إمكانية إرجاع الزوجة في فترة عدة الطلاق الخاصة بها، وكذلك من حيث عدم ضرورة وجود الشهود مع العلم بأنه أمر مستحب.
بالإضافة إلى أنه أحد أهم الأمور كذلك التي تتعلق بالطلاق الرجعي هي إثبات الطلاق والرجعة بشكل رسمي من قبل الجهات المختصة والتي تتمثل في وزارة العدل، ويتم ذلك من خلال تقديم طلب إلى الإنهاءات داخل الوزارة من أجل إثبات الطلاق ثم رجعة الزوجة بكل التفاصيل التي تتعلق بالواقعتين.
كما يجب أن يكون هذا الطلب بشكل إلكتروني من خلال موقع وزارة العدل ومن دون حاجة لزيارة المحكمة، أما في حالة رفض الزوج لإثبات الرجعة بشكل رسمي فبإمكان الزوجة أن ترفع دعوى من أجل إثبات الرجعة على الزوج والمطالبة بإثباتها، وستقوم حينها المحكمة بالتحقق من الموضوع بشكل دقيق مع إجبار الزوج على توثيق الرجعة بشكل رسمي.
اقرأ أيضًا: هل يجوز للحائض دخول المسجد النبوي
ما هي مشروعية الرجعة إلى الزوج
إن الرجعة تعتبر مشروعة بنص من كتاب الله العزيز وسنة رسوله مع إجماع علماء المسلمين كذلك، حيث قال تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 228].
حيث إن الرجل إذا قام بتطليق زوجته الطلقة الأولى أو الطلقة الثانية فمتاح له رجعتها من دون عقد جديد ما دامت في فترة عدتها كما ذكرنا سابقًا، وفي حال انقضت العدة فلا يجوز له أن يعود إليها إلا بعقد جديد يشتمل على كافة الشروط.
أباح الإسلام الطلاق وفقًا لبعض الشروط التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار، كما توجد العديد من الشروط للرجعة والتي تختلف باختلاف وضع فترة العدة بين الزوجة وزوجها، لذلك فمن المهم التعرف على هذه الشروط واللوازم.