هل يجوز الجماع قبل طواف الوداع؟ وما حكم من جامع زوجته قبل التحلل من العمرة؟ فبعض الرجال ممن يذهبون إلى الحج يباشرون زوجاتهم بمجرد الانتهاء دون طواف الوداع، والبعض يقع في ذلك قبل التحلل، ومن خلال موقع القمة سنعرض الأحكام في الحالتين وما تم الاستناد إليه من أحاديث أو آيات قرآنية توضح صحة هذه الأحكام فيما يلي.
هل يجوز الجماع قبل طواف الوداع
الحج له القيود الواجب على مؤديها الالتزام بها، فهو العبادة التي فُرضت على كل من يقدر عليها، ومن الواجب احترام إحرامها، وفي ذلك نوضح الإجابة عن هل يجوز الجماع قبل طواف الوداع.[1]
فقد اتفق جمهور الفقهاء على جواز الجماع في حال قد أدى الحاج مناسك حجه كاملة وقد تحلل منها، وتكون برمي جمرة العقبة، الحلق أو التقصير وطواف الإفاضة.
فقد أوضحوا في ذلك أن الطواف وحده غير كافي لإتمام الحج، بل لا بُد من رمي الجمرة في يوم العيد، ولا بُد له من الحلق أو التقصير، والسعي حال كان واجب عليه السعي، وبعد ذلك يحل له مباشرة النساء، أما ما دون ذلك لا يحل له مباشرتها ويكون قد ارتكب ذنب من الذنوب التي حرمها الله.
كما اتفقوا بشكل واضح أنه لا يحل للرجل جماع النساء إلا باجتماع ثلاثة وهو رمي جمرة العقبة، الحلق أو التقصير وطواف الإفاضة، وبعد ذلك يسعى سعي المتمتع، فإذا فعل الثلاثة ما عدا طواف الوداع يكون حجه مقبول، ولكن عليه التوبة عما فعل، لأن طواف الوداع به ينتهي الحج، وكان من الواجب عليه احترام حرمة الحج والطواف، ولكن هذا لا يؤثر على قبول حجه بشيء.
اقرأ أيضًا: هل طواف الوداع من شروط صحة الحج ؟
حكم جماع الرجل أهله بعد التحلل الأول وقبل طواف الإفاضة
في بعض الاستفسارات التي أجاب عنها الإمام بن باز والتي تتناول الرغبة في توضيح مدى صحة الحج بعد التحلل الأول وقبل إتمام طواف الإفاضة.
فقد أجاب قائلَا إن الحج صحيح في حال أداء التحلل الأول بالرمي والتقصير، فإن أتم التحلل الأول يُقبل الحج، ولكن الخطأ يكون في الجماع قبل إتمام الطواف، وهو ما يتطلب من مرتكب هذا الخطأ التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، لأن من ارتكبه قد فعل ما هو مُحرم، فقد كان عليه الالتزام بعدم الجماع إلا بعد التحلل الثاني والذي يكون بالطواف.
لذا يتوجب على من يرتكب هذا الذنب الالتزام بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، وذبيحة شاة في مكة للتكفير عما قد فعله من محظور على الزوجة التي قد جامعت زوجها قبل الطواف.
كذلك يتوجب على الزوجة الحاجة معه التوبة عما حدث، وتُقدم الذبيحة للفقراء والمساكين في مكة بأي وقت، وفي حال قد قدم الزوج عن زوجته هذه الكفارة يكون الأفضل لأنه من تسبب لها في ارتكاب هذا الذنب.
حكم من جامع زوجته قبل التحلل في العمرة
أوضح الإمام ابن باز في الإجابة عن بعض الأمور الفقهية التي يتساءل بها البشر لتجنب الوقوع في معصية أن الرجل الذي يجامع زوجته قبل التحلل لا يُقبل حجه.
لكن هذا لا يعني أنه يتوقف عنه فعليه إتمامه وقضاؤه بعد ذلك، كما الحال في حج التطوع، وعليه تقديم ذبيحة للفقراء والمساكين في مكة المكرمة، وقد كانت الإجابة واضحة وهي الفساء وتقديم الكفارة عما ارتكبه من ذنب.
هل يجوز معاشرة الزوجة قبل الحج
بعض الرجال يرون في معاشرة الزوجة قبل الحج أنها عفاف لهم من ارتكاب هذا الخطأ في فترة الحج، وأجابت دار الإفتاء عن ذلك موضحة أن بعض العلماء استحبوا ذلك وأجازوه بلا شك، وذلك لأنه أمر مُحرّم في فترة الحج، وبُناءً عليه فيُستحب للرجل معاشرة زوجته قبل الحج.
اقرأ أيضًا: هل يجوز تأخير طواف الافاضة مع الوداع
متى يُفسد الجماع نُسُك العُمرة
يوجد أكثر من حالة يُفسد بها الجماع نُسُك العُمرة، وفي ذلك نستكمل الإجابة عن هل يجوز معاشرة الزوجة قبل الحج، والتي سنوضح وقت فسادها فيما يلي:
1- الجماع قبل الطواف
في هذه الحالة يفسد النُسك وتفسد العمرة، وذلك باتفاق جمهور الفقهاء على هذا الأمر، وأنه ذنب لا بُد من قضاء العمرة مرة أخرى وتقديم الكفارة عما فعل.
2- الجماع قبل السعي
ركن أساسي من أركان العُمر السعي، ومن جامع زوجته قبل السعي فسدت عمرته، وهو ما اتفق عليه جميع المذاهب سواءً المالكية، الشافعية، الحنابلة، وبُناءً عليه فإنه يُحرم الوطء قبل السعي لأنه يفسد العُمر مثلما الحال في الحجة بالتحلل الأول.
اقرأ أيضًا: بعد طواف الوداع هل يجوز المبيت في مكه
3- الجماع بعد السعي وقبل الحلق
في هذه الحالة لا فساد للعمرة، ولكن عليه الهدى، وهو ما ذهب إليه جمهور المالكية، الحنفية والحنابلة، والتبرير في ذلك أن الجماع قد حدث بعد أداء ركن من أهم أركان العمرة، كما أن الوطء حدث بعد التحلل الأول، وما عليه سوى هدى لما حدث من جماع في الإحرام.
بُناءً على ما ذُكر في الإجابة عن هل يجوز الجماع قبل طواف الوداع يجب الالتزام في العُمرة أو الحج بمناسكهم والابتعاد عما نهى عنه الله في هذه الأيام المباركة، والتفرغ لعبادة الله فقط، وعلى من ارتكب هذا الذنب وأفسد عمرته تقديم الفدية الواجب عليه تقديمها.