هل يجوز الصلاة بالمناكير أو الحناء؟ وما حكم طلاء الأظافر بالمانيكير؟ نظرًا إلى أن المرأة تميل بطبيعتها إلى التزيين، فنجد بعض النساء تطرح أسئلة فيما يتعلق بجواز الصلاة بالمانيكير أو الحناء من عدمه، وهذا الأمر لا بُد من توعية النساء به؛ لوجود قاعدة كبيرة منهن يجهلن صواب تلك المسألة، ومن خلال موقع القمة اليوم سنعرض الإجابة الكافية الوافية والدقيقة حول جواز صلاة المرأة بالمانيكير وما نحوه من إطالة الأظافر وطلاء الحناء إلى جانب الأمور المُشرع بها في الوضوء.
هل يجوز الصلاة بالمناكير أو الحناء؟
تتساءل إحدى السيدات هل يجوز أن تضع المانيكير على طهارة ومن ثمَّ تصلي أم لا، وأجاب عن هذا السؤال المشايخ والفقهاء بأن الواجب ألا تفعله إلا إذا كانت على طهارة، وترك المانيكير أولى مُطلقًا حيث إنها قد تتساهل فيه مما يمنعها من الوضوء؛ لذا ينبغي تركها بالكلية.[1]
أما في حالة إذا كان ضروري ولا بُد منه وقامت بوضعه على طهارة، فيُمكنها الصلاة إذا جاء وقتها وكانت لا زالت على طهارتها ولم تنقضها، أما إذا قامت بوضعه على طهارة وقامت بنقض وضوئها وجاء وقت الصلاة، ففي هذه الحالة لا يجوز أن تُصلي به وعليها أن تُزيله وتتوضأ وتُقيم صلاتها.
أما إذا لم تضع على طهارة من بادئ الأمر وجاء وقت الصلاة فلا يُمكنها أن تصلي به، حيث إن من شروط صحة الصلاة الوضوء ولكي يصح الوضوء يجب أن يصل الماء إلى أصل البشرة وأصل الظفر.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة بعد شرب الخمر بيوم
حكم طلاء المانيكير والحناء وتأثيره على الوضوء
في ضوء عرض إجابة سؤال هل يجوز الصلاة بالمناكير أو الحناء، نجد أن طلاء الأظافر بالحناء أو غيرها مُستحضرات التجميل التي تُحسن شكلها لا بأس بها طالما أنه طاهر ليس بنجس، وكان رقيقًا لا يمنع من الوضوء والغسل، أما في حالة أن يكون له جسم، فلا بُد أن يتم إزالته عند الوضوء أو الاغتسال لكيلا يمنع من وصول الماء إلى حقيقة الظفر.
بمعنى آخر نوضح أن استخدام الحناء لا بأس به عند الصلاة حيث إنه ليس له جسم وكل ما يفعله هو أن يجعل الظفر أحمر أو أسود اللون، دون وجود أي طبقة عازلة على الظفر، وهذا على عكس المانيكير الذي يكون له جسم عند الوضوء، وبالتالي لا بُد من إزالته ليتم الوضوء بصورة صحيحة وإقام الصلاة.
ما حكم إطالة الأظافر
في سياق آخر من الحديث عن هل يجوز الصلاة بالمناكير أو الحناء، نجد أن إطالة الأظافر من الأمور المكروهة وليست المُحرمة، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة (المالكية، الشافعية، الحنابلة والحنفية) والأدلة على ذلك من السنة النبوية تأتي على النحو التالي:
- “وُقِّتَ لنا في قَصِّ الشَّارِبِ، وتَقْلِيمِ الأظْفارِ، ونَتْفِ الإبِطِ، وحَلْقِ العانَةِ، أنْ لا نَتْرُكَ أكْثَرَ مِن أرْبَعِينَ لَيْلَةً” صحيح مُسلم.
- “الفِطرةُ خَمسٌ: الخِتانُ، والاستحدادُ، وقصُّ الشَّارِبِ، وتقليمُ الأظفارِ، ونتْفُ الآباطِ” صحيح البخاري.
هل يجب إزالة ما يمنع الوصول لأعضاء الوضوء
من الضروري على كل مسلم أن يعي أن عليه إزالة ما يمنع الوصول إلى بشرة أعضاء الوضوء، وهذا يأتي باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، ويتضح ذلك في قول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) [المائدة: 6].
ووجه الدلالة هُنا أن عموم الآية يدل على وجوب وصول الماء لجميع المحل الواجب استعمال الماء فيه ويجب إزالة ما يمنع من وصول الماء إلى الأعضاء، وما لم يتم الواجب إلا به، فهو واجب.
اقرأ أيضًا: أسئلة دينية للأطفال عن الصلاة والصحابة والقرآن الكريم وإجاباتها
ما يُباح في الوضوء
في سياق آخر من الإجابة عن سؤال هل يجوز الصلاة بالمناكير أو الحناء؟ ووجدنا أن الحناء لا تُبطل الوضوء وبالتالي يُمكن الصلاة بها، وأن المانيكير يمنع من الوضوء؛ سنعرض فيما يلي الأمور التي يُباح فعلها في الوضوء:
1- الكلام في الوضوء
الكلام أثناء الوضوء غير مُحرم وذلك باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة سواء كانت الحنفية أو المالكية أو الشافعية أو الحنابلة، وجاءت الأدلة من السنة النبوية في الحديث الشريف:
عن أمِّ هانئ بنت أبي طالب أنَّها قالت:
“ذهبتُ إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَ الفتح، فوجدتُه يغتسِلُ، وفاطمةُ ابنَتُه تستُرُه، قالت: فسلَّمتُ عليه، فقال: مَن هذه؟ فقلت: أنا أمُّ هانئ بنتُ أبي طالب، فقال: مرحبًا بأمِّ هانئٍ. فلمَّا فرَغ من غُسلِه، قام فصلَّى ثمانيَ رَكعات، مُلتحفًا في ثوبٍ واحدٍ” صحيح البخاري.
نجد أن وجه الدلالة في هذا الحديث هو أنَّ لا يوجد ما يُنهي من الحديث أثناء الوضوء، والأصل في الأفعال هو الإباحة.
2- الاستعانة بالغير في الوضوء
يُمكن الاستعانة بالغير في الوضوء، وذلك تبعًا لمذهب الحنابلة، ووجه للشافعية وتم اختياره من قبل ابن باز وابن عثيمين، وجاء في هذه المسألة قول المغيرة بن شعبة رضي الله عنه:
” كنتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفرٍ، فقال: يا مغيرةُ، خُذِ الإداوةَ، فأخذتُها، فانطلقَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى توارى عنِّي، فقضى حاجتَه، وعليه جُبَّةٌ شأميَّة، فذهب ليُخرِجَ يدَه من كمِّها فضاقتْ، فأخرج يدَه مِن أسفَلِها، فصببتُ عليه، فتوضَّأ وضوءَه للصَّلاةِ، ومسَح على خفَّيه، ثمَّ صلَّى” صحيح البخاري.
وجه الدلالة في هذا الحديث أن قول (فصببتُ عليه) يشير إلى أن الاستعانة بالغير في الوضوء من الأمور المُباحة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز لبس الخلخال في الصلاة
3- التنشيف من الوضوء
التنشيف من الوضوء من الأمور المُباحة وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربع، حيث إن الأصل في التنشيف هو عدم المنع، والأصل فيما عدا العبادات من الأفعال والأعيان والعقود، والحل والإباحة حتى يأتي دليل على المنع.
المانيكير والحناء من مُستحضرات التجميل التي تستخدمها المرأة في تزيين أظافرها، ومن النساء من يتساءل حول جواز وضع تلك المُستحضرات وتأثيرها على الصلاة والوضوء لنصل إلى أن الحناء لا تُفسد الوضوء ويجوز الصلاة بها، بينما المانيكير فيجب إزالته لكي يصل ماء الوضوء إلى الظفر.