حكم الاحتلام في الصيام بالتفصيل

إن حكم الاحتلام في الصيام بالتفصيل من أهم الأحكام التي أوضحتها الشريعة الإسلامية، فلا شك أن الاحتلام ظاهرة من ضمن الظواهر الطبيعية التي تحدث لجميع البشر، وهو عبارة عن فطرة فطر بها الله تعالى الناس أجمعين، وهي ظاهرة تتم للأنثى والذكر؛ وعن طريق موقع القمة سنعرض الحكم من الاحتلام في أوقات الصيام.

حكم الاحتلام في الصيام بالتفصيل

حكم الاحتلام في الصيام بالتفصيل

إن المقصود بالاحتلام هو نزول المني خلال النوم، ويترتب على هذا عدة آثار خاصة بالعبادات؛ لهذا يتم طرح العديد من الأسئلة التي تتعلق بتلك المسألة، ومن أشهرها ما هو حكم الاحتلام في الصيام بالتفصيل، فيأتي هذا الحكم على النحو الآتي:[1]

  • إن الاحتلام لا يُبطل الصيام، وينبغي أن يقوم المسلم بإكمال صومه ولا يقطعه، ولا فرق في هذا بين إذا كان الصوم سنة أم فرض.
  • جاء حكم الاحتلام أنه لا دخل للمرء فيه فهو أمر فطري خارج عن إرادته، ولكن لا تصح الصلاة به.
  • جاء قول الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286].
  • روى أبو قتادة الحارث بن ربعي – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: الرُّؤْيا مِنَ اللَّهِ، والحُلْمُ مِنَ الشَّيْطانِ، فإذا حَلَمَ أحَدُكُمُ الحُلُمَ يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عن يَسارِهِ، ولْيَسْتَعِذْ باللَّهِ منه، فَلَنْ يَضُرَّهُ” (المصدر: صحيح البخاري).
  • روت السيدة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: سُئِلَ رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – عَنِ الرجُلِ يَجِدُ البَلَلَ ولا يَذْكُرُ احتِلامًا؟! قال: يَغْتَسِلُ، وَعَنِ الرجلِ يَرَى أنه قَدِ احتَلَمَ ولا يَجِدُ بَلَلًا؟! قال: لا غُسْلَ عليه، قالت أُمُّ سُلَيْمٍ: هل عَلَى المَرْأَةِ – تَرَى ذلك – غُسْلٌ؟! قال: نَعَمْ، إنَّ النساءَ شقائِقُ الرجالِ” (خلاصة حكم المحدث: صحيح).

اقرأ أيضًا: حكم الاحتلام في نهار رمضان

كيفية التعامل مع الاحتلام وقت الصيام

في إطار الحديث حول حكم الاحتلام في الصيام بالتفصيل، فمن الجدير بالذكر أن هناك خلاف بين الفقهاء حول المرء الذي استيقظ في فراشه ووجد بللًا فلم يدر على من يجب الغُسل، ومن أقوال العلماء بشأن هذه المسألة ما يلي:

  • ذهب المالكية إلى أنه يجب الغُسل على الرجل في كان متزوج، وهذا لأن خروج المني يحدث منه في الغالب، وإذا كان شاب أعزب فينبغي في كلا الحالتين الغُسل.
  • قول آخر أنه يُستحب الغُسل لمن احتلم وهو نائم؛ لأن هناك شك في نزول المني.
  • أوضح بعض الفقهاء أنه يتوجب الغُسل للمحتلم، ولم يفرقوا بين المتزوجين وغير المتزوجين سواء رجل أو أنثى.
  • ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب الغُسل في حالة الاحتلام، واشترط البعض منهم أن يكون الشك بين المني والمذي أو الودي.
  • قال الشافعية إن العبد قد ينتج هذا البلل منيًا وفي هذه الحالة يجب الغُسل، بينما إذا كان الشك في أمر آخر يمكن ألا يغتسل، فيكون الحكم الاغتسال أو عدمه، ولكن يُفضل الغُسل.

كيفية الاغتسال من الاحتلام

بعد الإلمام بحكم الاحتلام في الصيام بالتفصيل، فتجدر الإشارة إلى أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد أوضح طريقة الاغتسال الصحيحة من الاحتلام أو الجنابة، وهذا يتم بطريقتين، ونذكرهما خلال السطور الآتية:

1- الاغتسال بالصورة الكاملة

روت السيدة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقالت:

كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، غَسَلَ يَدَيْهِ، وتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بيَدِهِ شَعَرَهُ، حتَّى إذَا ظَنَّ أنَّه قدْ أرْوَى بَشَرَتَهُ، أفَاضَ عليه المَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ” (المصدر: صحيح البخاري)

ويمكن شرح خطوات الاغتسال كما كان يفعل عليه السلام عبر التالي:

  1. يبدأ المرء بتسمية الله تعالى أي قول “بسم الله الرحمن الرحيم”.
  2. من ثم استحضار النية، وهذا بأن ينوي الاغتسال من الجنابة أو الاحتلام أو لإباحة العبادات التي لا تصح إلا بالطهارة.
  3. بعد ذلك غسل اليد على الرسغين ثلاث مرات، ثم غسل الفرج وطهارته مما حل به.
  4. ثم الوضوء كالوضوء للصلاة.
  5. الحرص على تخليل الشعر واللحية بالمياه، وهذا من خلال استعمال الأصابع العشر.
  6. يقوم المرء بملء يده بالمياه، ويضع على الرأس 3 حثيات؛ وذلك من أجل التأكد من وصول المياه.
  7. تعميم جميع أجزاء الجسم بالمياه، وتمرير اليدين على كافة الجسد حتى يتأكد من وصول الماء لكافة الجسم.
  8. في النهاية غسل القدمين بعد ترك موضع مياه الغسل.

اقرأ أيضًا: هل الاحتلام يفسد الصيام

2- الاغتسال بصورة جزئية

يكون هذا الاغتسال عبارة عن فعل بعض أجزاء الاغتسال الكامل، ويصح به فعل العبادات المتوقفة عليه، وتأتي خطوات الاغتسال الجزئي فيما يلي:

  1. أن ينوي المسلم الاغتسال للطهارة من الحدث أو لاستباحة العبادات.
  2. يتم تعميم المياه على كافة بشرة الإنسان الظاهرة وما عليها.
  3. التأكد من وصول المياه إلى كافة أجزاء الجسد.

يُعد الاحتلام من الأمور التي تحدث بشكل فطري لأي إنسان، سواء كان أنثى أو ذكر، ويحدث بغير إدارة من المرء، فلا يتوجب على المُحتلم أن يقضى هذا اليوم بل يُكمل صيامه بشكل طبيعي.

Scroll to Top