معلومات غريبة عن حادثة الإفك من أهم المعلومات التي يجب البحث عنها وقراءتها لأخذ الموعظة منها، حيث إن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هن نساء الجنة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن جميعًا، وانتشار واقعة في عرض إحداهن من الأمور الشنيعة، لذا يتيح موقع القمة معرفة ما هي حادثة الإفك.
معلومات غريبة عن حادثة الإفك
قام المختصون في علم السيرة النبوية بتسمية حادثة إتهام السيدة عائشة رضي الله عنها بحادثة الإفك والتي تعني الكذب، حيث أراد من اختلق هذه الحادثة أن يجعل الباطل حقًا، من خلال تغييره الحقيقة ويجعلها كما يريد.[1]
حيث إنه في هذه الحادثة أراد عبد الله بن أبي سلول أن يغير حقيقة سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين زوجة الرسول الطاهرة إلى الباطل المليء بالفواحش، وقد أتت تفاصيل الحادثة كالآتي:
1- خروج السيدة عائشة مع الجيش في غزوة بني المصطلق
تأتي أهم معلومات غريبة عن حادثة الإفك فيما حدث في بدايتها، حين بلغ الرسول في السنة السادسة من الهجرة أن الحارث بن أبي ضرار يجهز جيشه من أجل غزو المدينة، فخرج رسول الله إلى بني المصطلق وتواجه الجيشان مواجهة ليست بالكبيرة، وقد انتهت بتقهقر المشركين وانتصار المسلمين.
وقد كان رسول الله تبعًا لرواية السيدة عائشة يقرع بين زوجاته ومن يخرج اسمها هي التي تخرج معه، لذا كان في هذه المرة عندما أقرع رسول الله بينهن خرج اسم السيدة عائشة، وكانت آيات الحجاب وفرضه قد نزلت قبل هذه المرة، وخرجت السيدة عائشة مع رسول الله في هودج.
اقرأ أيضًا: حكم تصديق الرسول في ما أخبر عنه في حادثة الإسراء
2- ضياع عقد السيدة عائشة وبحثها عنه
نستكمل أهم معلومات غريبة عن حادثة الإفك في الجزء الثاني من حكايتها حيث كانت الغزوة قد انتهت فأراد رسول الله العودة إلى المدينة، وأثناء العودة في الاستراحة فقدت السيدة عائشة عقدًا لها لم تجده، لذا قامت بالذهاب للبحث عنه، وكانت رضي الله عنها خفيفة الوزن.
لذا عندما أرادو إكمال المسير قاموا بحمل الهودج معتقدين أنها بداخله، وساروا دون أن يشعروا أنها ليست فيه، وعندما وجدت السيدة عائشة عقدها وعادت كان الجيش قد سار مسافةً طويلةً، لذا اعتقدت أنهم سينتبهون لعدم وجودها مع مرور الوقت ويعودون إليها.
3- عودة السيدة عائشة مع الصحابي صفوان بن المعطل
إكمالًا لعرض معلومات غريبة عن حادثة الإفك نكمل باقي حادثة الإفك، حيث إنه بعد ترك السيدة عائشة والسير بدونها، فكان من ضمن جيش رسول الله صحابي اسمه صفوان بن المعطل.
فكانت مهمته أن يبقى في مكانه إذا حل الليل، وفي الصباح يسير من خلف الجيش متفقدًا الطريق من بعدهم، إن كان وقع من أحدهم شيئًا يأخذه ويعود به إليهم ويرجعه إلى صاحبه، لذا عندما عادت السيدة عائشة ولم تجد الجيش حزنت وأخذت تمشي من خلفه تبكي.
حينها كان صفوان بن المعطل ماشيًا خلف الجيش فوجدها، وكانت رضي الله عنها قد غطت وجهها، فسألها عن نفسها فأخبرته أنها عائشة، فقال إنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم نزل عن بعيره وسألها عن أمرها، فأخبرته بما حدث معها، ثم حملها على بعيره وسار بها، ثم تفقد رسول الله عائشة فلم يجدها إلى أن جاء صفوان ومعه عائشة محمولة على بعيره.
4- اختلاق حادثة الإفك
كان المنافقون يريدون المساس برسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا قاموا بالتحدث عن عرضه، ولم يتوقف الحديث عند المنافقين فحسب، بل امتد الحديث ليتحدث به أناس مثل مسطح بن أثاثة ابن خالة أبي بكر الصديق وغيره.
حيث كان أبو بكر ينفق على مسطح بن أثاثة والذي حين تكلم بذلك امتنع أبو بكر عن النفقة عليه، لذا أنزل الله تعالى آيته
{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة النور الآية 22].
لكن المنافق عبد الله بن أبي سلول كان على رأس من اختلق هذه الفتنة وأثارها، ولكنه لم يكن يريد أن يظهر للناس أنه مصدرها، لذا كان يذهب إلى الناس ويقول لهم: أما سمعتم ما قيل في عائشة قيل كذا وكذا.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن زوجات الرسول
5- حال السيدة عائشة قبل نزول براءتها
استكمالًا في عرض معلومات غريبة عن حادثة الإفك فيجدر الذكر أنه قد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها لا تعلم بما يتحدث الناس به من خلفها، وذلك حتى خرجت ذات يوم مع أم مسطح، ثم تعثرت بالطريق.
فحينها قالت: تعس مسطح، فوجهت عائشة لها اللوم كيف تقول هذا لمن شهد بدرًا، فسألتها إن كانت عالمة بما يقول الناس فيها، فأجابتها أنها لا تعلم فأخبرتها.
ورجعت عائشة دون أن تقضي حاجتها وعندما تيقنت من الخبر ذهبت إلى بيت أمها وجاءتها امرأة من الأنصار فحكت لها كل ما يجري، فلم يبق من الشك شيء سقطت مغشيًا عليها ثم دخلت إلى البيت ومرضت مرضًا شديدًا، وبكت بكاءً حتى لم يبق من دمعها شيء، ولم يطرق النوم بابها.
6- موقف النبي صلى الله عليه وسلم من حادثة الإفك
كان موقف رسول الله مما يحدث الصمت التام، حيث إنه كان مقيدًا بالوحي، ولم يرض أن يحكم بالأمر إلى أن جائه الوحي بالخبر اليقين، فعندما رآه أبو بكر الصديق ساكتًا سكت مثله، ثم بدأ رسول الله يعرض أمره ويستشير الأقربين منه، فاستشار علي بن أبي طالب فقال له ملمحًا
أن النساء غير عائشة كثر.
ثم استشار أسامة بن زيد فأشار عليه أن يبقى على عهده، ثم أشارت عليه إحدى زوجاته فأمدحت عائشة رضي الله عنها وأثنت عليها وقالت بأنها لم تأتي بها سوءًا.
إلى أن ذهب إلى عائشة وسألها إن كانت فعلت شيئًا أن تقول له وتستغفر، فقالت له لا أقول إلا ما قاله أبو يوسف:
{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} [سورة يوسف الآية 18].
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن هجرة الرسول (ص)
7- تبرئة السيدة عائشة
في آخر معلومات غريبة عن حادثة الإفك، نزلت الآيات في قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} إلى قوله تعالى {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [سورة النور من الآية 11 إلى الآية 14].
ففي هذه الآيات ظهرت براءة السيدة عائشة في قرآن يتلى إلى قيام الساعة، ففرحت وقالت أعلم أن الله مبرئي ببراءتي، لكن والله ما كنت أظن أن الله قد ينزل في شأني وحيًا يُتلى، وعندما نزلت هذه الآيات قالت أم عائشة لها أن تقوم وتشكر رسول الله، فقالت رضي الله عنها أنها ستشكر الله الذي برأها من فوق سبع سماوات.
يقول الله آيات متضمنة لحد القذف، حيث قال:
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة النور الآية 4].