معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا

معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا يبحث عنها من يرغب في الاطلاع على كفارة الزنا وكيفية التوبة منه، ونظرًا إلى أن الزنا من الكبائر والتي يجب الابتعاد عن الوقوع بها، فسنهتم اليوم من خلال موقع القمة بعرض المعلومات عن كفارة الزنا.

معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا

معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا

أي ذنب يقترفه العبد مهما كان حجمه حتى لو كان الشرك بالله، إذا تاب منه توبة نصوحة لإن الله عز وجل يغفره له، وذلك لقول الله تعالى:

(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة الزمر، الآية 53].[1]

فالتوبة هي باب مفتوح طوال الوقت أمام العبد، وذلك لقول الله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) [التحريم: 8]

وأجمع العلماء أن على العبد أن يطبق شروط معينة ليتوب إلى الله عز وجل، وتلك الشروط هي الإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.

إضافةً إلى هذه الشروط أشار العلماء إلى شرط رابع لقبول التوبة، وهو تأدية الأمانات إلى أهلها، وجاء عن ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

من كان عنده لأخيه مظلمة من عرض أو شيء فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه” حديث صحيح.

إلى جانب ما سبق نجد أن جاء حديث شريف عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:

إسباغُ الوضوءِ في المكارِه، وإعمالُ الأقدامِ إلى المساجدِ، وانتظارُ الصلاةِ بعد الصلاةِ؛ يغسلُ الخطايا غسلًا” صحيح الجامع

ونجد أن في هذا الحديث كفارة لجميع الذنوب مع الإكثار من أعمال البر والنوافل.

فبشكل عام يجب على المسلم أن يحذر من الوقوع في المعاصي، حيث إنه من الممكن أن يقع المسلم في مثل هذه الذنوب، ومن ثمَّ يبتلى بشيء يقف حاجز بينه وبين التوبة، لذا يجب ألا يتم التساهل مع الشيطان وعدم مطاوعته، ومحاولة التقرب إلى الله عز وجل حتى لا يورث عن الحسرة والندامة.

فمن الضروري أن يتم العمل بقول الله تعالى في الآية الكريمة:

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [سورة فاطر، الآية 5:6].

اقرأ أيضًا: لا يفطر الصائم إذا فعل المفسدات إلا بثلاث شروط

كفارات مقدمات الزنا

الزنا أكثر من درجة حيث إن له العديد من الصور فيوجد زنا للعين، وزنا باللسان والمشي إلى الفاحشة ويعتبر زنا للقدم كما أن الاستمتاع إلى النساء الأجنبيات رغبةً في التلذذ بصوتهن يعتبر زنا للأذن، وكل تلك الأمور هي مقدمات للزنا الأكبر الموجب للحد، وعلى الرغم أن المقدمات نفسها لا حد فيها، وعلى الرغم من حرمتها ووجوب التوبة فيها.

جاء بخصوص هذه المسألة قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:

كُتِبَ علَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُما النَّظَرُ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُما الاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا البَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذلكَ الفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ” صحيح مسلم.

الزنا كبيرة من الكبائر

الزنا تعتبر كبيرة من الكبائر وفاحشة من أبشع الفواحش، حيث حرمه الله  عز وجل ونهى عنه بشكل واضح وصريح في قوله تعالى:

(وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [سورة الفرقان، الآية 68:70].

فعقوبة الزنا جاءت في قول الله تعالى:

(الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ) [سورة النور، الآية 2]،

وهذه العقوبة تخص من ارتكب الجريمة المغلظة، أما مقدمات الزنا والسابق ذكرها فيها تعزيز على حسب اجتهاد الحاكم، ومن الحكام من أشار إلى أن إذا حدثت خلوة ولم يحدث بها زنا فيجلد كلًا منهما 10 أسواط.

فكفارة الزنا كما أشرنا في جزء معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا هي التوبة النصوحة والإكثار من الأعمال الصالحة، وجاء حديث شريف يصف الزنا بالقاذورات وهو:

أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قام بعد أنْ رجَم الأسْلَميَّ فقال: اجتنِبوا هذه القاذوراتِ التي نهى اللهُ تعالى عنها، فمن ألَمَّ بشيءٍ منها فلْيستَتِرْ بسِترِ اللهِ، ولْيَتُبْ إلى اللهِ، فإنه من يُبدِ لنا صفحتَه، نُقِمْ عليه كتابَ اللهِ” صحيح الجامع.

اقرأ أيضًا: دعاء الاستغفار والتوبة من الزنا والكبائر مكتوب ومعرفة شروط التوبة

الآثار المترتبة على ارتكاب الزنا

في النقاط التالية نعرض مجموعة من الآثار التي تترتب على ارتكاب الزنا:

  • الزنا يورث الفقر وينقص من البركة في العمر ويكسو الوجوه بالظلمة، ويقتل معاني الرجولة والغيرة لدى الرجل، ويبدلهم عنها بألقاب الديوث والفاسق.
  • الزنا يقف عائق بين استجابة الدعاء والعبد.
  • قد يكون سبب في الجر إلى ارتكاب المعاصي الأخرى.
  • يٌنقص من الحسنات يوم تقوم الساعة.
  • يتسبب في انتشار الأمراض الخطيرة والتي تنتقل فيما بعد من الآباء إلى الأبناء.
  • الزنا يتسبب في التفكك الأسري وخراب البيوت والتشرد والجريمة إلى جانب الانحراف.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الزنا للضرورة

نصائح لتجنب الوقوع في الزنا

في إطار عرض معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا نتعرف فيما يلي من نقاط على النصائح التي يُمكن اتباعها من أجل تجنب الوقوع في الزنا:

  • الخوف من الله عز جل ومن مراقبته لك.
  • المعرفة التامة بخطورة الشيء الذي يتم ارتكابه، وهي واحدة من أكبر الجرائم بعد الشرك بالله والقتل.
  • الانتقام ممن يعبثون بالأعراض ومعرفة أن الله لم يخلق شيء عبثًا وأن كل شيء بقدر وبحكمة وبالتالي سيُدان كل شخص بفعلته.
  • على الإنسان ان يغض بصره فكل حوادث الزنا تبدأ من النظر ومعظم النار مستصغر من الشر.
  • تجنب الاختلاط بالأجنبيات.
  • معرفة مدى خطوة الأمراض التي تنشر بين الزناة وأهل الفاحشة.
  • الابتعاد عن تناول المأكولات الدسمة، والمحافظة على صلاة قيام الليل قبل النوم.
  • تجنب استخدام الوسائل التي تنشر الفسق والفجور والامتناع عن مشاهدة الأفلام الإباحية.
  • التعوذ بالله العلي العظيم من شر العين والبصر والسمع والمني.
  • الابتعاد عن رفاق السوء وأماكن العرس والفسوق.
  • المواظبة على أداء الصلاة على أوقاتها وفي جماعة والانشغال بطلب العلم وممارسة الرياضة والمهام الشاقة عن غيرها من الأعمال الفاسدة التي تقود إلى ارتكاب تلك المعاصي.

الاطلاع على معلومات لا تعرفها عن كفارة الزنا يساعد مُرتكب هذه الفاحشة من تكفير هذا الذنب العظيم، وتلك المعلومات موضحة بالأدلة من القرآن والسنة النبوية لذا يجب العمل بها، والحرص على تجنب الوقوع في هذا الذنب والتوبة إلى الله توبة نصوحة.

Scroll to Top