من علامات حب الله لك اصرارك على التوبة، لأن الله يعطي العبد الفاسد في الدنيا ويوفر له ويزيده من النعم لتكون شهيدة عليه وعلى إسرافه وتقصيره يوم القيامة، ولكن العبد الذي يرجى فيه الخير يبتليه ليتوب ويستغفر فيعفو الكريم عنه ويصفح، ومن خلال موقع القمة نعرض كافة علامات حب الله للعباد والعبادات التي تجعل الله راض عنهم.
من علامات حب الله لك اصرارك على التوبة
إن الله خلق الإنسان وأعطاه نعم كثيرة على رأسها العقل والذي ميزه به عن سائر الخلق، وأرسل الكتب السماوية والرسالات ليهديهم لسبيل الحق والرشاد، ويحب العباد التي تطيعه وتعبده بإخلاص، رغم أنه غني عن العالمين وقد أكد الله على هذا حين قال في المهاجرين والأنصار {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [سورة التوبة: 100].[1]
كما أن علامات حب الله لعباده هي أن يوفقهم ويزيد لهم في الخير كما قال تعالى:
{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [سورة محمد: 17]
ومن علامات حب الله لك اصرارك على التوبة إذ إن الله سبحانه وتعالى قال:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [سورة العنكبوت: 69].
كما ورد في حديث قدسي:
“قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، واللَّهِ لَلَّهُ أفْرَحُ بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن أحَدِكُمْ يَجِدُ ضالَّتَهُ بالفَلاةِ، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، ومَن تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإذا أقْبَلَ إلَيَّ يَمْشِي، أقْبَلْتُ إلَيْهِ أُهَرْوِلُ” [صحيح مسلم – الراوي: أبو هريرة].
اقرأ أيضًا: من علامات محبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
سمات العبد الذي يحبه الله من القرآن
أكد المشايخ والسلف الصالح أن من علامات حب الله لك اصرارك على التوبة، كما أنهم قاموا بشرح السمات والصفات التي يحبها الله أن تتواجد في العبد الصالح والذي يحبه ويُحبب به خلقه، وتتمثل هذه السمات والصفات فيما يلي:
- في بداية عهد الإسلام كان ضعيف ومهدد بالأخطار، وقد أكد الله ومحمد صلى الله عليه وسلم أن من يجاهد في سبيل الله يكون من المقربين لله عز وجل في الدنيا والآخرة، كما جاء في قوله تعالى: {ؤإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [سورة الصف: 4].
لكن الآن لا يوجد حرب بالمعنى الفعلي ولكن يوجد حرب أكثر شراسة وأعتى، وهي التي قال فيها النبي أن القابض على دينه كالقابض على الجمر أي يجب أن يحارب المرء الفتن والمعاصي.
- إن الله يحب العباد الذين يتعاملون باللين ويأخذون بالمشورة ويتوكلون عليه في كل خطوة يأخذونها كما في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [سورة آل عمران: 159].
- إن الله يحب العبد الذي يصبر على البلاء ويجاهد في اتباع ما أمر به وترك ما نُهى عنه كما في قوله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [سورة آل عمران: 146].
- خيانة العهد من صفات اليهود وهم أكثر قوم لم يتبعوا أمر الله ولم يؤمنوا بالرسل، لذا فإن من يريد أن يحبه الله عليه بالالتزام بالعهد والوعد وأن يتقي الله كما في قوله تعالى: {بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [سورة آل عمران: 76].
- أكد الله عز وجل أنه يحب العبد الطهور الذي يتوب كلما أخطأ ويستغفر لأن بني ادم خطائون وخير الخطائين التوبين كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [سورة البقرة: 222].
- إن الله يحب العبد الكريم المعطاء الذي يعطي لو كان عنده قليل ويمتنع عن الغضب والغرور لأنهم صفات الشيطان، والله يحب العباد المحسنين كما في قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [سورة آل عمران: 134].
اقرأ أيضًا: أدعية جميلة وقصيرة .. ادعية جميلة للأحبة مستجابة بإذن الله
كيف نحصل على حب الله
يسعى الإنسان لإرضاء الله عز وجل عنه ويتمنى أن تكون من علامات حب الله لك إصرارك على التوبة ويسأل نفسه وأهل العمل عما يمكنه أن يقوم به لكي يحصل على رضا الله في الدنيا والآخرة، لأن حلم كل مسلم أن يصل باتباع الأحكام والتعاليم الدينية للحياة الطيبة التي وعد الله العباد الطائعين بها ويجتهد في العبادات التالية:
1- تلاوة القرآن
إن قراءة القرآن تجعل المسلم عالمًا بشئون الدين ويعرف أوامر الله ونواهيه، ولكن ليس ذلك فقط لأن القلب يلين بذكر الله، وتنحل العقد ببركة القرآن لأن تدبر المعاني والحكم من الآيات تزيد بصيرة المرء بأمور الدين والدنيا، فقد ورد في حديث قدسي: “…وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ…” [صحيح البخاري – الراوي: أبو هريرة].
2- ترطيب اللسان بالذكر
إن ذكر الله باستمرار يفتح الأبواب المغلقة أمام الإنسان ويجعله سعيد راضٍ بكل ما يقسمه الله له إذ إن الله سبحانه وتعالى قال { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [سورة البقرة: 152].
3- السيطرة على النفس
إن نفس الإنسان ضعيفة وتغريها الشهوات والرذائل وكلما تركتها تقود تذهب للمحرمات والمفسدات لذا فإن الله وعد العبد الذي ينهي نفسه عن الهوى بجنات ونعيم.
4– التخلي عن الأشياء التي تحول بين العبد وربه
ربما يكون المرء يحب فتاة ولكن بحبه هذا يتبع خطوات الشيطان وتحول هذه العلاقة بينه وبين اقترابه من الله، ومن ترك شيئًا لله عوضه بخير منه والإنسان فاسد القلب لا يجد سبيل السعادة مهما فعل.
5- الدعاء وشكر النعم
كرر الله سبحانه وتعالى أن العباد لا يدعونه إلا في أوقات الضيق والكرب وبمجرد أن يعطيهم مرادهم يبدلون الطريق ويحيدون عن الطريق القويم، لذا فمن الأفضل للعبد أن يقوم بذكر الله في أوقات الشدة والرخاء، وإن لم يكن له ما يطلبه من الله فليشكره على ما أنعم عليه من نعم.
اقرأ أيضًا: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا مزخرفة
6- العلم بأسمائه وصفاته
إن معرفة أن الله جبار على الظالم وجبار لخاطر المظلوم وأنه كريم غفور مع فهم المعنى والمقصد من كل اسم يجعل قلب الإنسان متعلق بربه أكثر، إذ إنه لا يمكن لشخص أن يحب آخر دون أن يعرفه، والأمر ذاته مع الله وله المثل الأعلى.
إن حب الله هو الشيء الذي يريده كل المسلمين لأن الشعور بالقرب من الله يجعل المرء يشعر بأنه مطمئن، وذلك لأن رضا الله وحبه يقضي للسعادة في الدارين.