هل يجوز للزوج تغسيل زوجته بعد وفاتها والعكس

هل يجوز للزوج تغسيل زوجته بعد وفاتها والعكس؟ وهل يجوز للزوج أن يغسل زوجته بعد وفاتها عند الشيعة؟ فيخشى الرجال وكذلك السيدات من تغسيل الزوج/ة فقد يكون يرتكب بذلك ذنبًا، وبُناءً عليه نعرض أقوال العلماء والفقهاء في ذلك عبر موقع القمة وكذلك سنوضح الأدلة الدينية التي أشارت إلى هذا الموضوع وبينت حكم الدين في هذا الأمر.

هل يجوز للزوج تغسيل زوجته بعد وفاتها والعكس

هل يجوز للزوج تغسيل زوجته بعد وفاتها والعكس

نستعين بديننا الإسلامي وأحكامه في كافة الأمور التي نشهدها في حياتنا، فقد نرتكب ذنبًا دون قصد، وبُناءً عليه نحتاج إلى الاستغفار عنه والابتعاد عن طريق ارتكابه كي نُرضي الله تعالى ونكسب الجنة في الآخرة.[1]

فمن بين الأمور التي يختلط أمر الكثير من الأشخاص بها هي تغسيل الزوج للزوجة بعد الوفاة والعكس، فيرون أنه قد يكون بذلك يرتكبون ذنب من الذنوب العظيمة، ولكن اتفق الكثير من العلماء في هذا الأمر على أنه يجوز لكلٍ منهم تغسيل الآخر بعد الوفاة، ولا إثم في ذلك.

فقد قالوا نصًا لا حرج في تغسيل الرجل لزوجته والعكس، ولكن الحرج للرجل الذي يغسل المرأة الأجنبية عنه، فقد جعل الله للرجل زوجته محل وطء له، وذلك بعد امتلاكها سواءً بالمال أو الهبة، ولا بأس من تغسيلها بعد وفاته والعكس.

أما عن الابنة، الأم، الأخت أو ما غير ذلك فلا يجوز له تغسيلها، ولكن في حال كانت ابنته دون السبع أو أي فتاة أخرى لم تبلغ عُمر السابعة فيجوز له تغسيلها لا بأس في ذلك، والعكس صحيح.

اقرأ أيضًا: هل يجوز للزوج منع زوجته من صيام التطوع

جواز تغسيل الرجل لزوجته إذا توفيت الإمام ابن باز

يأخذ بعض الأشخاص برأي الإمام ابن باز، وذلك لأنه بالفعل يستند إلى الكثير من الأدلة الدينية في إجابته، وقد قال في ذلك إن الرجل يجوز له تغسيل زوجته، وكذلك يجوز للمرأة تغسيل زوجها بعد وفاته ولا حرج في ذلك.

استند الإمام ابن باز في هذه الإجابة إلى ما روته عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ عندما قالت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

رجع إلىَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من جنازةٍ بالبقيعِ، وأنا أجدُ صُداعًا في رأسي، وأقولُ: وارأساه فقال: بل أنا وارأساه ما ضَرَّكِ لو مُتِّ قبلي فغَسَّلْتُكِ، وكَفَّنْتُكِ، ثم صَلَّيْتُ عليكِ ودفنتُكِ” [المحدث: الألباني].

هذا الدليل من السنة النبوية على السماح لكلٍ من الرجل والمرأة المتزوجين بالتغسيل بعد الوفاة، فقد أحلها الله له في حياته وأحلها له بعد وفاتها، فهي الزوجة التي أحل له الله جماعها، ولا بأس من تغسيلها بعد وفاتها.

كما ذُكر في هذا الحكم قول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:

لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِن أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ ما سُقْتُ الهَدْيَ، وَلَحَلَلْتُ مع النَّاسِ حِينَ حَلُّوا” [المحدث: البخاري].

ما المذهب الذي يمنع أن يغسل الرجل زوجته

يوجد من بين المذاهب الأربع مذهب يمنع للرجل تغسيل زوجته بعد الوفاة وهو الحنفي، فقد اتفق هذا المذهب مع قول الشيعة أن هذا يماثل الطلاق تمامًا، وهنا لا يحق للزوج تغسيل زوجته والعكس، ويكون من الواجب على كليهما الالتزام بما أباحه الله والابتعاد عما لا يبيحه على الرغم أن الرسول لم يتبع هذا النهج.

هل يجوز دخول الزوج على زوجته المتوفية

من بين الفتاوى التي أوضحتها دار الإفتاء إجابة على بعض التساؤلات التي تتعلق برؤية الزوج لزوجته المتوفية وما شابه من قول هل يجوز للزوج تغسيل زوجته بعد وفاتها والعكس ما يلي.

وأجابت دار الإفتاء عن هذا موضحة أن للزوج حق في تغسيل زوجته، ورؤيتها وهي متوفية، بل وهو الأولى بإدخالها القبر، ويتبعه محارمها، وفي ذلك تبين حُكم الدين لمن يرغب في دفن زوجته أو تغسيلها، والذي اتضح منه أنه يجوز للرجل والمرأة تغسيل كلًا منهم الآخر حال الوفاة.

بُناءً على هذه الأقوال وإجابة دار الإفتاء على هذه الحالة يتبين حق الزوج في الدخول على زوجته المتوفية، وهذا بالإجابة عن هل يجوز دخول الزوج على زوجته المتوفية، حيث يتبين من خلالها أحقية الزوج في ذلك ولا خلاف في الدين على هذا الأمر.

اقرأ أيضًا: هل يجوز لبس القصير في النظرة الشرعية

حكم تقبيل الزوجة المتوفية

من العادات الشائعة بين الأزواج عند الفراق بالموت التقبيل، وقد أجابت دار الإفتاء عن ذلك موضحة أن تقبيل الزوج لزوجته بعد الوفاة مباح ما دام كان مُباح له ذلك في حياتها، أي ميتة وهي على عصمته، وكذلك العكس صحيح.

وهذا الجواز ناتج عن إباحة رؤيتها عارية أثناء التغسيل، حيث يحق للزوج أو الزوجة تغسيل كلًا منهم الآخر بعد الوفاة، وهذا على عكس ما لا يُباح لغيرهم، وتبين أنه في الأصل لا يُباح للرجل سوى تغسيل الرجل ولا يُباح للمرأة سوى تغسيل المرأة، حتى إن الإسلام نهى عن تغسيل الرجل لأخته أو فتاة من محارمه والعكس صحيح، وعلى هذا الأساس يتبين حكم الدين لمن ترغب في تقبيل زوجها بعد وفاته والعكس.

تغسيل الرجل لزوجته والعكس من الأمور المباحة في الدين الإسلامي، فهي الزوجة التي أباح الله لزوجها وطؤها، وهو ما جعل أمر التغسيل مباح، وهو ما تحدث بأمره النبي وذكره في بعض أحاديثه الشريفة، ولا بأس من القيام به، وهو ما يمكن ذِكره بوضوح بالإجابة عن هل يجوز للزوج تغسيل زوجته بعد وفاتها والعكس.

Scroll to Top