هل يجوز للمرأة أن تذبح؟ فمع اقتراب عيد الأضحى المبارك من كل عام تتجدد الأسئلة والاستفسارات التي تتعلق بجواز ذبح المرأة للأضحية في الإسلام، حيث يبحث المسلم من أجل معرفة رأي الفقهاء والعلماء في جميع المسائل حتى يكون على دراية كاملة من صحة عباداته، لذلك نتعرف من خلال موقع القمة على الجواب.
هل يجوز للمرأة أن تذبح
إن الأضحية واحدة من أهم شعائر الإسلام التي يتم تأديتها في شهر ذي الحجة الهجري، مع العلم أن للأضحية العديد من الأحكام ولذلك فإن بعض النساء تتساءل بشأن هل يجوز للمرأة أن تذبح أو أن تضحى بشكل عام.[1]
من أهم العلماء الذين وردت لهم آراء في هذا الأمر كان الشيخ ابن الباز، وقد رأى الشيخ ابن الباز في أمر ذبيحة المرأة بأنها إذا كانت تتمكن من القيام بذلك بإحسان مثلها مثل غيرها فلا توجد مشكلة في هذا.
كما أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد رخص لها أن تفعل ذلك وأن تضحى كذلك، بالإضافة إلى أنه رخص وأمر أيضًا بأكل ذبيحة المرأة، ما دامت تحسن في قيامها بذلك فإنها بذلك تتساوى مع الرجل ولا فرق بين الناس في الجنس أو النوع بشأن هذا الأمر.
نستدل على ذلك أيضًا بآيات الذكر الحكيم والتي هي دليل الشيخ ابن الباز على جواز هذا الأمر من خلال قوله تعالى {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:1-2]، حيث إن المعنى في هذه الآية ليس مخصوص، فالمعنى كان للنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان ينحر والحابة كذلك كانوا ينحروا، حيث إن كل مسلم له أن ينحر والنحر يعني الذبح والمعنى شامل الرجال والنساء.
حيث إن الرجال تذبح والمرأة كذلك يمكنها أن تذبح مثلما ذكرنا في السابق، في حال كان الشخص يستطيع الإحسان في الذبح أما الذي لا يمكنه الإحسان في الذبح سواء أكان رجل أو مرأة فيمكنه أن يلتمس هذا الأمر في غيره.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الأضحية عن الميت
ما هو تعريف الأضحية
يكمن تعريف الأضحية في كونها الحيوان الذي يتم ذبحه سواء كان من البهائم الأنعام من الإبل أو القرب أو الغنم، والغرض من ذلك هو التقرب من الله سبحانه وتعالى، ويبدأ ذلك من أول أيام العيد وحتى آخر أيام التشريق وفقًا لبعض الشروط التي تتمثل فيما يلي:
- عدم الإشراك في النية أو الذبح لغير الله عز وجل، أو ما يمكن أن يزكى أو يمكن تقديمه سوى بغرض واحد وهو التقرب إلى الله فقط.
- كما يجب أن يكون من جزاء التمتع أو القران في النسك، أو من جزاء ترك واجب أو فعل محظور في النسك، أو كان بغرض أو هدف الهدى.
- الإخلاص في العمل والأضحية لله وحده لا شريك له.
- يجب الالتزام بشروط الأضحية وعمرها وكل ما يتعلق بها.
- الالتزام بالوقت الصحيح للأضحية.
مشروعية الأضحية في الإسلام
في إطار الإجابة عن سؤال هل يجوز للمرأة أن تذبح، فبالحديث عن جواز ذلك فلا بد من التعرف على مشروعية الأضحية في الإسلام، حيث شرعت الأضحية في السنة الثانية من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم والتي هي ذاتها نفس السنة التي تم فيها تشريع صلاة العيدين وشرعت فيها زكاة المال كذلك.
كما توجد العديد من الأدلة على مشروعية الأضحية سواء كان ذلك في القرآن أو السنة النبوية الشريفة، فهناك قول الله عز وجل في كتابه العزيز {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2]، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ثم ينحر وهذه هي السنة الفعلية.
كما ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن النبي كان يضحي، بالإضافة إلى أنه كان يقوم بذبح الأضحية بنفسه صلى الله عليه وسلم، وبشأن ذلك فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه:
“ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا” (صحيح البخاري).
كما أنه من السنة النبوية القولية كذلك ومن الأحاديث الواردة عن البراء رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
“إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، مَن فَعَلَهُ فقَدْ أصابَ سُنَّتَنا، ومَن ذَبَحَ قَبْلُ، فإنَّما هو لَحْمٌ قَدَّمَهُ لأهْلِهِ، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ” (صحيح البخاري).
هل يجوز للمرأة أن تذبح في المذهب المالكي
في إطار الاطلاع على جواب هل يجوز للمرأة أن تذبح وفيما يخص قول المالكية في جواز ذبح المرأة للأضحية فقد قال الإمام مالك أن الأضحية هي سنة وأنها ليست بفرض أو سنة واجبة، بالإضافة إلى قوله إنه لا يجب لمن كان يقوى على ثمن الأضحية ألا يضحي أو يترك الأضحية، حيث ذكر هذا في كتابه الموطأ.
أما بالنظر لمن كان يستطيع أن يتركها فإن فعله هذا يعتبر فعل مذموم، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن وجَدَ سَعةً ولم يُضَحِّ، فلا يَقرَبَنَّ مُصلَّانا” (تخريج سنن أبي داود)، أما بالنسبة إلى أمر المرأة في الأضحية فإن من يكون مطالب بالقيام بتأدية الأضحية كل شخص مسلم حر يتمكن من القيام بذلك سواء كان مقيم أو مسافر ولافرق بين الذكر والأنثى ويتساوى فيها كذلك الكبير والصغير.
باستثناء الشخص الذي يكون يوم العيد محرم بالحج فإنه ليس عليه حينها أن يضحي، كما أن الأضحية تعتبر بالنسبة لليتيم من الذكر أو الأنثى سنة، ولا فرق فيها بينهم ما دام يملك المال الكافي للأضحية ويقوم عنه وليه بذلك.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الأكل من ذبيحة الصدقة
هل يجوز للمرأة أن تذبح وهي حائض
كما ذكرنا في السابق بأن المرأة مثلها مثل الرجل في أمر ذبح الأضحية، نذكر كذلك أن الحائض مثلها مثل غير الحائض في هذا الأمر كذلك، ففي حال أرادت المرأة الذبح وكانت حائض وتستوفي الشروط المعتبرة للأضحية فإن الذبيحة هنا تكون حلال ولا شك فيها، ولا يشترط أن تكون المرأة طاهرة من الحيض حتى تتمكن من الذبح.
إن الأضحية شعيرة لها قيمة كبيرة جدًا في الإسلام وعند المسلمين جميعًا، منذ عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، لذلك يهتم العديد من الأشخاص بالتضحية وشروطها الواجبة من أجل الالتزام بشعائر الإسلام الصحيحة.