حكم خلع النقاب في المصيف

ما حكم خلع النقاب في المصيف؟ وما هو حكم لبس النقاب في الإحرام؟ يعتبر النقاب من القضايا الشائكة التي كثيرًا ما يثار حولها الجدل الشديد ما بين من يرى أنه سنة ومن يرى أنه فرضًا ومن يرى أنه بدعة من الأساس، وسوف نجيب عن ذلك بالتفصيل من خلال موقع القمة.

حكم خلع النقاب في المصيف

حكم خلع النقاب في المصيف

تتساءل بعض السيدات ما هو حكم خلع النقاب في المصيف والإجابة هي لا يجوز وذلك بشكل قطعي غير قابل للجدال أو النقاش، ولا يليق بمسلمة عاقلة راشدة أن تطرح سؤالًا كهذا لأن في اصطيادًا لفرصة ما وتحينها لخلع النقاب، وهذا إن دل على شيء فيدل على ضعف الإيمان وعدم الاقتناع والرضا تام عن ارتداء النقاب.[1]

لا يحل للمرأة أن تخلع نقابها لكي تحضر مناسبة ما أو لكي تذهب في رحلة مع أصدقائها أو عائلتها، ولا يجوز لها فعل ذلك لكي تكون مرتاحة أكثر في العمل أو لكي تذهب إلى المصيف مع عائلتها أو مع زوجها.

إذا أرادت أن تخلعه فيجب أن تقرر أن تخلعه تمامًا وليس أن تجعله كأداة تهتم بها عندما تستخدمها وتهملها عندما تمل منها وتتوقف عن استخدامها.

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [سورة الأحزاب، الآية رقم 59].

في هذه الآية الكريمة دليلًا قاطعًا على كذب ادعاء البعض وتحريفهم كلام الله عن مواضعه، بقولهم إن ستر جسم المرأة والتزامها بحجابها مقتصر فقط على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أهل بيته، بل في الحقيقة هو أمر مفروض كل امرأة مسلمة بالغة ولا مجال للجدال في ذلك.

إن النقاب لما يأتِ في السنة النبوية ولم يكن من الأمور المستحبة إلا لفضله الكبير وخيره للمرأة ولسائر المجتمع، فعندما تستر المرأة جمالها وزينتها بما فيها الملابس ومفاتن الجسد، ستتراجع الفتنة والأخطاء والذنوب والمعاصي والكبائر في بلاد المسلمين فقط، وعندما تقرر المرأة المسلمة ارتداء النقاب عليها أن تلتزم بمبادئه كاملة ولا تتعدى حدود الله فيها، ولا تحاول أن تتذرع بحجج وأعذار واهية لكي تخلعه، فالنقاب سنة غير قابلة للتجزئة.

اقرأ أيضًا: حكم الحامل إذا وضعت في رمضان

النقاب في القرآن الكريم

لقد جاء ذكر النقاب باللفظ الصريح في القرآن وأتى أيضًا بمعنى أن يكون سترًا وحجابًا للمرأة المسلمة عندما تضطر للتعامل مع أي رجل أجنبي في المجتمع، فمخاطبة النساء يشترط أن تكون من وراء حجاب لكي تستتر به المرأة وتكون بريئة من وزر الفتنة ولحماية الرجل من الافتتان.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} [سورة الأحزاب، الآية رقم 53].

بهذه الآية الكريمة نصًا صريحًا يشير إلى ضرورة احترام ومراعاة حرمة المرأة في بيتها وخارجه أيضًا سواءً كانت متزوجة أو عزباء، والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرضى بأن يتحدث شخص إلى زوجاته ونساء أهل بيته إلا من وراء ستر وحجاب محجوب.

من كان يتعدى على حرمة بيته من المشركين ويفعل عكس ذلك كان فيه أذىً كبير للنبي في أهل بيته، ولهذا السبب نهى عنه ولم يرضً به لنسائه وبالتالي لم يرضَ به لنساء المسلمين من بعده.

(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة النور، الآية رقم 30].

تشير هذه الآية الكريمة إلى الأشخاص الذين يجوز للمرأة أن تخلع نقابها أمامها وأن تظهر زينتها في حضورهم لأنهم يصنفون ضمن محارمها، وأشارت كذلك إلى الأشخاص الذين لا يحل لها أن تظهر زينتها أمامهم وأوضحت طريقة الاستتار والاحتجاب الصحيحة للنساء المسلمات.

اقرأ أيضًا: حكم سماع الأغاني بدون موسيقى

حكم لبس النقاب في الإحرام

إلى جانب معرفة حكم خلع النقاب في المصيف للنساء من الأهم أن نعرف هل خلعه أثناء الإحرام في الحج أو العمرة حرام أم لا، والجواب هو لا بل من المستحب أن تخلع المرأة نقابها خلال وقت الإحرام سواءً كان ذلك في الحج او في العمرة، لأن المناسك تكون مرهقة وقد يشكل النقاب عبئًا وصعوبة في أدائها لذا يستحب خلعه.

“عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قامَ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ماذَا تَأْمُرُنَا أنْ نَلْبَسَ مِنَ الثِّيَابِ في الإحْرَامِ؟ فَقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَلْبَسُوا القَمِيصَ، ولَا السَّرَاوِيلَاتِ، ولَا العَمَائِمَ، ولَا البَرَانِسَ، إلَّا أنْ يَكونَ أحَدٌ ليسَتْ له نَعْلَانِ، فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْ أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، ولَا تَلْبَسُوا شيئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ، ولَا الوَرْسُ، ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ .

[صحيح البخاري].

روت السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها كانت معتادة على النقاب وعندما كانت تحرم بالحج أو العمرة كانت تحب ارتدائه لأنها اعتادته، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها بأنه يجوز لها أن تخلعه ولا مشكلة ولا وزر عليها في ذلك، وكانت بعدها من حيائها الشديد ترفعه عن وجهها وإذا ما اقترب منها أحد أثناء الطواف ورآها أسدلته مرة أخرى على وجهها.

إن حكم خلع النقاب في المصيف يحمل المرأة وزرًا كبيرًا، لأن هذا الفعل يؤكد على أن في نفسها وفي قلبها شك ما يساورها حول النقاب أو لم تعد ترى أنه شيء جيد بالنسبة إليها.

Scroll to Top