هل يجوز الصلاة بملابس احتلمت بها؟ وما الفرق بين المنيَّ والمذي؟ فالاحتلام يحدث للكثير، وهو ما يجعلهم في حيرة بشأن ما إذا كان عليهم الصلاة حال قد حدث أو لا، ومن خلال موقع القمة سنعرض الأحكام الواجبة في تلك الحالة، وذلك من أجل تجنب أي أخطاء قد يقع بها من يحتلم بشأن دينه وقبول صلاته.
هل يجوز الصلاة بملابس احتلمت بها
الاحتلام لا دخل للإنسان به، وقد ينتج عنه خروج المني أو خروج المذي، وعلى هذا يجب على المسلم التفريق بينهما، ولكن على الأغلب يكون المني هو ناتج الاحتلام.[1]
المني اختلف الفقهاء في الحكم عليه ما بين الطاهر والنجس، ولكن ذهب أغلب العلماء إلى قول إن المني طاهرًا، وهو أصل الإنسان، ولا يؤثر عليه، وبقاؤه في الملابس لا يؤثر عليها، وتُقبل صلاة المسلم به، ولكن يُستحب غسله أو فركه للبُعد عن أي خلاف في ذلك.
استدلوا من قالوا إن المنيَّ طاهرًا ويصح الاغتسال بالثوب الذي أصابه بقول:
عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ “سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ المَنِيِّ، يُصِيبُ الثَّوْبَ؟ فَقالَتْ: كُنْتُ أغْسِلُهُ مِن ثَوْبِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَيَخْرُجُ إلى الصَّلَاةِ، وأَثَرُ الغَسْلِ في ثَوْبِهِ بُقَعُ المَاءِ” [المحدث: البخاري].
في إطار الحديث عن هل يجوز الصلاة بملابس احتلمت بها، نجد أن هذا الحديث يوضح أن الثوب الذي يخرج به المني لا يؤثر على صحة الصلاة، فقد كان الرسول طاهرًا يحب النظافة، وعندما يخرج منه المني كانت تغسله له السيدة عائشة رضي الله عنها، ولم تغسل الثوب بالكامل، بل الجزء الذي أصابه المني، فكان الرسول يخرج إلى الصلاة وبقعة الماء ظاهرة على ثيابه ويصلي بها.
هذا يدل على أن طهارة الثوب تكون بغسل مكان المني أو فركه، وهذا ما ينتج عن حالته ما إذا كان رطبًا أو يابسًا، والفرك يُستند به إلى ما ذُكر في رواية مُسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
“كُنتُ أفْرُكُه مِن ثَوبِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ“.
هل تجوز الصلاة دون اغتسال من الاحتلام
في إطار الحديث عن هل يجوز الصلاة بملابس احتلمت بها، وجب التنويه أنه على الرغم من أن المني الناتج عن الاحتلام طاهرًا وهذا وفقًا لما اتفق عليه الكثير من العلماء إلا أن الاغتسال منه واجبًا على كل من يحتلم أو يجامع زوجته، لأن المني يُبطل الوضوء، لذا توجب على المسلم غسل مكانه جيدًا، وكذلك الاغتسال بالكامل منه لقبول الصلاة.[2]
أما في هذا الرد فهذا يُسند إلى قول علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“كُنتُ رجُلًا مَذَّاءً، فسأَلْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: فيه الوُضوءُ، وفي المَنيِّ الغُسلُ” [صحيح مسلم].
حيث يتبين من خلال هذا الحديث الفرق بين المذي والمني، فالمذي هو السائل الناتج عن رؤية شيء آثار الشهوة عند الرجل ونتج عنه خروج سائل أبيض خفيف، وهو ما لا يحتاج إلى الاغتسال، فقط يحتاج به الرجل إلى غسل ذكره بالماء والوضوء فتُقبل الصلاة.
أما المنيَّ فهو يخالفه في حُكم قبول الصلاة والوضوء، وهو ما يحتاج إلى الاغتسال بالكامل، والمين هو السائل المتدفق بالكامل من ذكر الرجل ناتج الجماع أو الاحتلام، ووجوده على الملابس غير نجس، ولكن يستحب غسله حال الرغبة في الصلاة بالملابس التي خرج بها المني، أما عن وجوب الاغتسال منه للصلاة فهو أمر لا نقاش به.
هل يجوز الصلاة بملابس العادة السرية
في ظل الحديث عن هل يجوز الصلاة بملابس احتلمت بها، تجدر الإشارة إلى أن العادة السرية من الممارسات التي يقع بها الكثير من الشباب والبنات، والتي بها يجاهد المسلم نفسه بالتقرب إلى الله للامتناع عنها، وهو ما يجعلهم بحاجة إلى معرفة ما إذا كان يمكن لهم الصلاة بالملابس التي أم ممارسة العادة السرية بها أم لا.
هذه العادة أشبه في حكمها بالاحتلام، حيث ينتج عنها تدفق المني وهو السائل الطاهر الذي يحتاج في الصلاة إلى غسل أو فرك مكانه فقط والاغتسال منه للبدء في الصلاة.
على إثره نوضح حكم الدين والسنة في ذلك، وقد أجاب الكثير من الشيوخ بجواز الصلاة بملابس العادة السرية على أن تكون طاهرة، والطهارة تكون في هذه الحالة بغسل أو فرك مكان السائل ومن ثم الصلاة بالملابس ذاتها دون قلق بشأن عدم قبول الصلاة، أما عن الغسل فهو واجب لأن الصلاة تحتاج إلى الطهارة وخروج المني يجعل الإنسان غير طاهر.
هل تجوز الصلاة بالمني
من التساؤلات الأشهر التي يقدمها الكثير من الأشخاص على الموقع الرسمي لدار الإفتاء حكم الصلاة بالمني، وقد أجاب أحد الشيوخ في ذلك موضحًا أن الصلاة بالملابس التي يوجد بها المني صحيحة لا مشكلة بها، ومقبولة بإذن الله تعالى ولكن يُستحب غسله أو فركه.
كما أنه الحكم الذي اتفق عليه الشيخ ابن باز، فقد قال إن الصلاة صحيحة في هذه الحالة، ولا داعي للقلق بشأنها، ولكن الأرجح غسل مكانه والاغتسال منه لضمان قبول الصلاة.
حكم صلاة من كانت تمارس العادة السرية وتصلي دون اغتسال
الصلاة التي تتبع ممارسة العادة السرية صحيحة ما لم يخرج عنها مني، وهنا يجب على من كانت تمارس هذه العادة التحقق من تدفق المني منها، وإذا تأكدت من خروجه يتوجب عليها الغسل، وهنا يكون الحكم عليها بإعادة كافة الصلوات التي صلتها بعد ممارسة العادة السرية.
أما في حال قد خرج منها مذي فقط لا مني وهنا يتوجب عليها القدرة على التفرقة بينهم بشكل قوي للأخذ بالحكم المناسب فيكون عليها الوضوء فقط دون اغتسال، أي يتوجب عليها الوضوء والبدء في الصلاة، ولكن المذي نجس وصلاتها بالملابس التي خرج بها المذي تكون غير صحيحة، لذا يجب عليها تغيير هذه الملابس والوضوء وبعد ذلك يكون عليها الصلاة، كما يتوجب عليها تطهير وغسل المنطقة التي خرج منها المذي.
لمعرفة الحكم في هل يجوز الصلاة بملابس احتلمت بها لا بُد من التفرقة بين المني والمذي، ولكن على الأغلب ينتج عن الاحتلام مني، وهو الحكم الذي يتبعه من لا يستطيع التفرقة بينهم.