هل يجوز الصلاة في المقابر؟ وهل يجوز الصلاة في المقبرة عند الشيعة؟ ففي بعض الأحيان يقع الناس في هذا الفعل، وهنا عليهم الاستدلال من السنة النبوية الشريفة على ما ذُكر من حُكم فيمن يفعل هذا الأمر أهي خطيئة أم أنه فِعل مُباح لمن يقوم به! ومن خلال موقع القمة سنعرض الحُكم في ذلك بالأدلة من القرآن والسنة النبوية.
هل يجوز الصلاة في المقابر
من العادات التي يرتكبها البعض والتي أشار الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة إلى عدم جوازها الصلاة في القبور، فلا يجوز للمسلم الصلاة في القبر، فهي من العادات المُحرمة التي يلعن الله من يرتكبها.[1]
وقد أوضح أحد المفتيين في الرد على هذا الاستفسار أن الصلاة ذات الركوع والسجود ممنوعة، ولا تجوز، وقد أكد الإمام ابن باز على ذلك، مع الاستدلال بالحديث النبوي الشريف:
“قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في مَرَضِهِ الذي لَمْ يَقُمْ منه: لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ والنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ قالَتْ: فَلَوْلَا ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غيرَ أنَّه خُشِيَ أنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا. وفي رِوَايَةِ ابْنِ أبِي شيبَةَ: ولَوْلَا ذَاكَ لَمْ يَذْكُرْ: قالَتْ” [الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري].
كما ذُكر في حديث آخر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” إِنَّي أبرأُ إلى اللهِ، أنْ يكونَ لي منكم خليلٌ، فإِنَّ اللهَ قدِ اتخذني خليلًا، كما اتخذَ إبراهيمَ خليلًا، ولو كنتُ متُخِذًا مِنْ أمتي خليلًا، لاتخذْتُ أبا بكرٍ خلِيلًا، ألَا وإِنَّ مَنْ كان قبلَكم كانوا يتخذونَ قُبورَ أنبيائِهم وصالحيهم مساجِدَ، ألَا فلا تتخِذوا القبورَ مساجِدَ، إِنَّي أنهاكم عن ذلِكَ” [الراوي: جندب بن عبد الله، المحدث: الألباني].
هذه الأحاديث النبوية الشريفة تُبين أن النبي نهى نهيًا تامًا عن الصلاة في القبور، فهي شرك ولعياذ بالله وقد برأ ذمته ممن يفعل ذلك أو يرتكب هذه الخطيئة من أمته.
اقرأ أيضًا: هل يجوز رش القبر بالماء
حالات الصلاة عند القبور
ذهب بعض العلماء في اتجاهات أخرى بخلاف النفي التام للصلاة في القبور، وقالوا إنه من أجل الرد على هل يجوز الصلاة في المقابر لا بُد من توضيح الحالات التي يُشفع بها الصلاة في المقابر، فليست جميعها مرفوضة، واستدلوا في ذلك أيضًا بالأحاديث النبوية الشريفة، ومن خلال ما يلي سنوضح هذه الحالات:[2]
أولًا: الصلاة لصاحب القبر
النوع الأول من الصلوات هو الصلاة لصاحب القبر، وهو النوع الذي يكون به الشرك بالله سبحانه وتعالى ولا يُسمح به على الإطلاق، وبه يخرج المسلم عن الملة، لأنه يعبد غير الله تعالى، وهو ما يندرج تحت أنواع الشرك.
ثانيًا: الصلاة لله في المقبرة
يندرج تحت هذا النوع الكثير من الأشكال التي يجب معرفتها بالكامل حال كنت من متبعي هذا النوع من الصلاة، وفي بعض الأشكال يكون مباح والبعض الآخر غير مباح، ومن خلال ما يلي سنعرض كافة الحالات:
1- صلاة الجنازة على القبر
وهي الصلاة التي تتم على القبر المتوفى، وتكون جائزة، وتكون لمن لا يتمكن من الصلاة على الميت في المسجد وإنما تكون الصلاة عليه بعد دفنه.
والدليل على أنها جائزة قول النبي صلى الله عليه وسلم:
” أنَّ رَجُلًا أسْوَدَ أوِ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كانَ يَقُمُّ المَسْجِدَ فَمَاتَ، فَسَأَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْه، فَقالوا: مَاتَ، قالَ: أفلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي به دُلُّونِي علَى قَبْرِهِ – أوْ قالَ قَبْرِهَا – فأتَى قَبْرَهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا” [الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري].
اقرأ أيضًا: لمعرفة كيفية دفن الميت في القبر
2- صلاة الجنازة في المقبرة
وهي ما يحدث عندما يموت الشخص ولم يتمكنوا من الصلاة عليه داخل المسجد، ويكون الحضور إلى المقبرة بالصلاة عليه، وهي نوع من الأنواع الجائزة.
كما استدلوا في ذلك بقول أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ هذه القبورَ مملوءةٌ ظلمةً على أهلِها وإنَّ اللهَ يُنوِّرُها بصلاتي عليهم” [المحدث: الصنعاني].
3- الصلاة في المقبرة ما دون الجنازة
في الرد على هل يجوز الصلاة في المقابر لا بُد من ذِكر هذه الحالة التي تكون الصلاة بها باطلة وغير صحيحة، وهو ما يجب ذكره سواءً كانت نافلة أو فريضة.
واستدلوا في ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام” [الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: الترمذي].
وهو ما جعل الصلاة في القبور تتخذ طريقًا لعبادة القبور، وهو ما جعلها أمر خاطئ يجب على جميع المسلمين الابتعاد عنه، أو فعل ما يجعل أمورهم تتشبه به.
4- الصلاة إلى المقبرة
هي نوع من أنواع الصلوات المحرمة، والتي يكون بها قبلة المقبرة أمام المصلي، واستدل العلماء في ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا تَجْلِسُوا علَى القُبُورِ، ولا تُصَلُّوا إلَيْها” [الراوي: أبو مرثد الغنوي، المحدث: مسلم].
اقرأ أيضًا: هل يجوز للمرأة زيارة القبور
موقف الشفاعة في صلاة القبور
توجد بعض الحالات التي يشفع بها النبي صلى الله عليه وسلم لمن يصلي في القبور، وهي:
- الإذن من الله أن يشفع الشافع لمن يشفع له.
- أن يكون الله راضٍ على من يشفع له.
كذلك في الرد على هل يجوز الصلاة في المقابر لا بُد من ذكر أمر مهم جدًا، وهو أنه لا مشكلة من الصلاة حال كان هناك حاجز مثل السور بين المصلي والقبور، والله أعلم.