هل يجوز الصلاة في السيارة اثناء السفر

هل يجوز الصلاة في السيارة؟ وما شروط الصلاة في هذه الحالة؟ إن من أهم العبادات في حياة المرء المسلم هي عبادة الصلاة، ويجب أن يتوضأ ويتطهر المسلم قبل القيام بها ليهيئ نفسه، وهي طقس روحي لا يمكن للمسلم أن يهمله تحت أي ظرف، لذا من خلال موقع القمة نعرض حكم الصلاة في السيارة.

هل يجوز الصلاة في السيارة

إن الله فرض الصلاة في السماء وأمر أن يقوم بها العبد المؤمن خمس مرات يوميًا للتأكيد على أهميتها، وكأنها الغذاء الذي وهبه الله سبحانه وتعالى للأرواح كي ترتاح من الألم والشقاء الدنيوي، حيث إن الدنيا سجن المؤمن الذي يتحرر منه بالصلاة والتقرب من الله.[1]

وشدد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام على أهمية الصلاة، فحث المسلمين على أدائها مرات لا تحصى إذ إن كل العبادات تسقط إلا الصلاة يجب القيام بها حتى في المرض كما ورد في الحديث الشريف:

صلِّ قائمًا، فإن لم تستَطِع فقاعدًا، فإن لم تستَطِع فعلَى جنبٍ” [صحيح الترمذي – الراوي: عمران بن الحصين].

ولهذا السبب يسأل الناس هل يجوز الصلاة في السيارة، وقد وجد العلماء أن أداء صلاة الفريضة على الطائرة أو في القطار والسيارة تجوز فقط في حالتين، نظرًا لعدم قدرة المرء على استقبال القبلة، وهم كما يلي:

  • أن يكون المسلم خائف من فوات وقت الفريضة قبل أن يصل وجهته، فإن كان سيصل قبل الوقت فلا بد أن ينتظر ويصلي حين ينزل.
  • إن كان لا يمكنه النزول للصلاة على الأرض أما إن تمكن من النزول فيجب عليه الصلاة.

وأجمع على ذلك المذاهب الفقهية الأربعة امتثالًا لقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم:

{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة: 239].

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:

كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي في السَّفَرِ علَى رَاحِلَتِهِ، حَيْثُ تَوَجَّهَتْ به يُومِئُ إيمَاءً صَلَاةَ اللَّيْلِ، إلَّا الفَرَائِضَ، ويُوتِرُ علَى رَاحِلَتِهِ” [صحيح البخاري – الراوي عبد الله بن عمر].

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة في السيارة

استقبال القبلة للصلاة في الطائرة أو السفينة

استقبال القبلة للصلاة في الطائرة أو السفينة

استكمالًا لإيضاح هل يجوز الصلاة في السيارة، فإنه من الضروري ذكر أن استقبال القبلة شرط أساسي لصحة الصلاة وفي حال قام المرء بأداء الصلاة في السيارة أو على طائرة أو سفينة، فإنه من الصعب الحفاظ على هذا الشرط، لذا من المهم تبيين رأي العلماء في هذه المسألة الفقهية.

وضح النبي صلى الله عليه وسلم أن المرء حين يصلي في السفينة له أن يصلي قائمًا، وذلك ما جاء في الحديث الشريف

صلِّ قائِمًا إلا أنْ تَخافَ الغَرَقَ” [صحيح الجامع – الراوي عبد الله بن عمر]

وهذا بالإجماع من النووي وابن الملقن وعدد من العلماء، وهذا بسبب الحاجة إلى ركوب البحر وصعوبة الرجوع في وقت الصلاة.

أما عن صلاة الفريضة في الطائرة فيمكن أداء أركانها حسب الاستطاعة إذ يدور معها حيث تدور لاستقبال القبلة بناءً على قول ابن باز وابن عثيمين والشاهد على ذلك قول الله تعالى وتبارك:

{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].

كما ورد في حديث نبوي شريف

وإذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ” [صحيح البخاري – الراوي: أبو هريرة].

صلاة النافلة في السيارة

إن الحديث عن هل يجوز الصلاة في السيارة يفتح مجالًا لذكر مسألة صلاة النوافل في السيارة، والتي اجتمع جمهور العلماء على أن أمرها واسع فيتاح للمرء المسلم الصلاة في أي شكل سواء السفينة أو الطائرة أو السيارة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي النوافل وهو راكب دون قبلة.

كما ورد في الحديث الشريف:

كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي في السَّفَرِ علَى رَاحِلَتِهِ، حَيْثُ تَوَجَّهَتْ به يُومِئُ إيمَاءً صَلَاةَ اللَّيْلِ، إلَّا الفَرَائِضَ، ويُوتِرُ علَى رَاحِلَتِهِ” [صحيح البخاري – الراوي عبد الله بن عمر].

مع العلم أن الأفضل استقبال القبلة وقد استشهد العلماء في الفقه بقوله تعالى:

{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [سورة البقرة: 115].

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة بعد الحجامة بدون غسل

فضل الصلاة

بعد أن أوضحنا كافة التفاصيل المتعلقة بجواب هل يجوز الصلاة في السيارة، جاء دور الحديث عن فضل الصلاة، والتي هي من أهم العبادات التي فرضها الله على المسلمين والتي تعينه على العبادات الأخرى، حيث تمثل درع يقي المرء من الوقوع في المحظورات وارتكاب الكبائر، كما ورد في القرآن الكريم:

{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [سورة العنكبوت: 45] وفيما يلي نعرض هذه الفضائل:

  • إن الصلاة تمد الإنسان بالقدرة على الصبر والاستبسال في مواجهة التحديات الصعبة، كما ورد في قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [سورة البقرة: 45].
  • أكد الله عز وجل على أن الصلاة هي السبيل الأساسي للفلاح والنجاح في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [سورة المؤمنون: 2].
  • قال محمد صلى الله عليه وسلم أن الصلاة سبيل للسعادة في الدارين، لأنها أول ما يُسأل عنه العبد كما يظهر في الحديث الشريف: “إن أولَ ما يحاسبُ به العبدُ بصلاتِه، فإن صَلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدتْ فقد خاب وخسِرَ” [صحيح النسائي – الراوي: أبو هريرة].
  • استخدم الله وسائل للترهيب من ترك الصلاة، كما حاول الترغيب فيها إذ إنه توعد بالويلات لمن يهمل في هذه العبادة ويقصر، كما ورد في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [ٍسورة الماعون: 5].
  • وضح الرسول أن الصلاة هي الحبل الذي يربط بين العبد وربه، وأنها هي الفارق الوحيد بين المسلم والمنافق في الحديث الشريف “العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ، فمَن تركَها فقد كفرَ” [سنن الترمذي – الراوي: بريدة بن الحصيب].
  • شدد النبي على أهمية الالتزام بالصلاة في كل ظرف يمر به الإنسان سواء كان مشاغل أو مرض وخلافه، ودليل على ذلك الحديث الشريف ” إذا رَقَدَ أحدُكُم عن الصَّلاةِ، أو غَفَلَ عنها، فلْيُصَلِّها إذا ذَكَرَها” [تخريج المسند لشعيب – الراوي: أنس بن مالك].

الصلاة هي العبادة الوحيدة التي لا تسقط عن الإنسان تحت أي ظرف ولها فضل كبير لا يشعر بحلاوته إلا من جربها، إذ إن محمد عليه الصلاة والسلام كان يقول أرحنا بها يا بلال.

Scroll to Top