هل يجوز الجماع في الحمام؟ وما هي الأماكن التي لا يجوز أن تحدث بها العلاقة الزوجية؟ هذه الأمور تعد من الأمور الشائكة التي يريد الجميع الإجابة عنها بشكل قاطع وفقًا للشريعة الإسلامية لتجنب معصية الله عز وجل، ولتكون العلاقة قائمة على أسس دينية سليمة لنتعرف أكثر إلى هذا الموضوع من خلال موقع القمة.
هل يجوز الجماع في الحمام
لقد قال أهل الدين بأنه ليس هناك حرج أن يغتسل الزوج والزوجة معًا في الحمام لقول الله تعالى:
{هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} ]البقرة: 187]
كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يغتسل مع أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها من إناء واحد، وأكدوا بجواز الجماع في مكان الاغتسال لأنه لا يوجد أي دليل يحرم هذا الفعل.[1]
ولكن على الرغم من أنه جائز عند العلماء ولكن من المستحب تركه لأن الحمام مكروه فيه الكلام، والعلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة لا تخلو من الكلام، كما أنه يستحب قول دعاء قبل بدء العلاقة ولا يجوز ذكر هذا الدعاء واسم الله في الحمام، لذا فهو جائز ولكنه غير مستحب.
اقرأ أيضًا: حكم الإفطار في صيام القضاء بالجماع
أماكن لا يجوز أن تحدث بها العلاقة الزوجية
بعد التعرف على إجابة سؤال هل يجوز الجماع في الحمام يجب معرفة ما هي الأماكن التي حرم الله سبحانه وتعالى فيها الجماع
حيث أباح الله عز وجل للزوج والزوجة أن يطلعوا على عورات بعضهم البعض، حيث قال في كتابه الكريم:
{والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين} [سورة المؤمنون]،
ولكن حرم الله الجماع في ثلاث أماكن، وهي:
- المساجد لا يجوز أبدًا أن تحدث علاقة بين الزوج والزوجة داخل المسجد، لقول الله تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} ]سورة البقرة:187[، كما أن المساجد أماكن للعبادة فقط ويجب علينا احترامها واحترام الله تعالى.
- إذا كان الرجل متزوج أكثر من امرأة لا يجوز أن يجمع بينهم في مكان واحد، فهذا يعتبر من المحرمات حيث لا يجب على المرأة أن ترى عورة امرأة أخرى، حيث روى معاوية بن حيدة القشيري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث الآتي: “قلتُ يا رسولَ اللهِ عَوْرَاتُنا ما نَأتِي منها وما نَذَرُ؟ قال: احفظْ عَوْرَتَكَ، إلا مِن زوجتِكَ أو ما مَلَكتْ يَمِينُكَ“.
- لا يجوز الجماع في العلانية أمام الناس سواء كان في الشارع أو المواصلات أو حتى الصحراء حتى لا تكشف العورات ويطلع عليها الناس، ويكون في هذا الفعل ترك الحياء والخوف من الله عز وجل، ويعتبر هذا من فعل الشيطان، حيث يريد الشيطان كشف عورة الإنسان أمام الناس مثلما فعل مع سيدنا أدم، وقال الله سبحانه وتعالى {يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما}] سورة الأعراف ، غير أن ذلك يعتبر تشبهًا بالحيوانات والله عز وجل قد ميز الإنسان عن الحيوان بالعقل والحكمة.
اقرأ أيضًا: دعاء قبل الجماع للحمل مجرب مستجاب بإذن الله
فائدة التسمية قبل الجماع
في إطار الإجابة عن سؤال هل يجوز الجماع في الحمام، نوضح أن التسمية عند الجماع مفيد للصبي وتعصمه من ضرر الشيطان حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ أَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَقُولُ حِينَ يَأْتِي أَهْلَهُ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي الشَّيْطَانَ وَجَنِّبْ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا ثُمَّ قُدِّرَ بَيْنَهُمَا فِي ذَلِكَ أَوْ قُضِيَ وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا“ رواه عبد الله بن عباس.
وقد اختلف العلماء في تفسير قول (لم يضره شيطان أبداً) عدة اختلافات منها:
- المعني لم يقل من أجل بركة التسمية ولكن من جملة العباد الذين قيل فيهم {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}] الحجر: 42[.
- حتى لا يضره الشيطان في بدنه.
- التسمية تكون سبب في عصمته من الشرك والكفر.
- التسمية تبعده عن الكبائر.
- وقيل لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه وقد جاء عن مجاهد “أَنَّ الَّذِي يُجَامِع وَلا يُسَمِّي يَلْتَفّ الشَّيْطَان عَلَى إِحْلِيله فَيُجَامِع مَعَهُ“
من الجيد أن تقوم العلاقة بين الزوجين على كل ما يحبون بطريقتهم وأسلوبهم الخاص، ولكن لا يجب أن ينسوا الالتزامات والمحرمات التي وضعها الله سبحانه وتعالى، والتي يجب أن يتوقفوا عندها ويعملوا بها.