يأتي حكم إتيان الزوجة من الدبر في الشريعة الإسلامية ضمن الكثير من الشروط والآداب التي تتعلق بالعلاقة الحميمية بين الزوجين، فالعلاقة بين الرجل والمرأة من العلاقات المُقدسة، ويجب على كل مسلم ومسلمة معرفة شروط الجماع كما أحلها الله تعالى منعًا لمخالفتها والوقوع في المعاصي، وعبر موقع القمة سنعرض حكم إتيان الزوجة من الدبر.
حكم إتيان الزوجة من الدبر في الشريعة الإسلامية
لقد وضع المولى – سبحانه وتعالى – العديد من الشروط والآداب الخاصة بإقامة العلاقة الحميمة بين الزوجين، وينبغي على جميع الأزواج المسلمين العلم بها جيدًا؛ من أجل تجنب الوقوع في الكبائر والمعاصي؛ لذا يُعد سؤال ما هو حكم إتيان الزوجة من الدبر من أكثر الأسئلة المطروحة.[1]
فتأتي الإجابة عن سؤال ما هو حكم إتيان الزوجة من الدبر في الشريعة الإسلامية، أنه أمر مُحرم ومنكر للغاية ويعتبر كبيرة من كبائر الذنوب، والدليل على هذا الذنب ما رواه أبو هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: “ملعونٌ من أتَى امرأةً في دُبرِها” (خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما).
حيث إن نبي الله – صلى الله عليه وسلم – لعن الزوج الذي يأتي زوجته من دبرها، بجانب وجود رواية أخرى عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله قال:
“من أَتَى حائضًا أو امرأةً في دُبُرِهَا أو كاهنًا فقد كَفَرَ بما أُنزِلَ على محمدٍ” (المحدث الألباني).
فيمكن تلخيص حكم إتيان الزوج من الدبر في الشريعة الإسلامية بأنه يُحرم على الزوج إتيان زوجته من دبرها، ومن يفعل هذا يكون قد خالف أوامر الشريعة الإسلامية وكذلك مخالفة للفطرة البشرية السوية التي أنزلها الله – سبحانه وتعالى –.
اقرأ أيضًا: ما حكم مجامعة الزوجة من الدبر؟
أدلة تحريم إتيان الزوجة من الدبر
في إطار الحديث حول حكم إتيان الزوجة من الدبر في الشريعة الإسلامية، فلا بد من توضيح أن هناك الكثير من الأدلة التي وردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة تُحرم إتيان الزوجة من دبرها، ونذكر بعض الأدلة خلال النقاط الآتية:[2]
- جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة البقرة: 223].
- أجمع جمهور الفقهاء إلى جواز الزوج الاستمتاع بظاهر دبر زوجته، ولو بغير حائل بشريطة ألا يتم إيلاج العضو الذكري في الدبر، فهم أتخذوا أن ظاهر الدبر مثل باقي الجسد.
- لا يوجد إثم على الزوج في حال جامع زوجته من الدبر عن غير عمد منه، فروى عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال: “إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ، والنسيانَ، وما اسْتُكرِهوا عليه” (المحدث الألباني).
- روى أبو هريرة – رضي الله عنه – عن نبي الله محمد – صلى الله عليه وسلم – وقال: “إنَّ الَّذي يأتي امرأتَهُ في دبُرِها لا ينظرُ اللَّهُ إليهِ. وفي لفظٍ لهُ: مَلعونٌ من أتى امرأةً في دُبرِها” (المحدث: أحمد شاكر).
- روى خزيمة بن ثابت – رضي الله عنه – عن رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – وقال: “إنَّ اللَّهَ لا يَستَحيي منَ الحقِّ، لا تأتوا النِّساءَ في أَدبارِهِنَّ” (خلاصة حكم المحدث: صحيح – المحدث: ابن حزم).
اقرأ أيضًا: دعاء الجماع بين الزوجين مع معرفة آداب الجماع و شروطه
الحكمة من تحريم إتيان الزوجة من الدبر
بعد معرفة حكم إتيان الزوجة من الدبر في الشريعة الإسلامية بالتفصيل، فمن المهم أن يعلم الزوج والزوجة أن الحكمة من تحريم فعل هذا الأمر لا يعلمه إلا الله – سبحانه وتعالى –، وعلى الرغم من هذا ألا أن هناك بعض العلماء قد أشاروا إلى بعض الحكمة التي تم استخلاصها في هذا الأمر الإلهي.
بالإضافة إلى أن تحريم إتيان الزوجة من دبرها جاء لكي يحفظ حقوق الزوجة على الزوج إتيانها من حيث ما أمر المولى – عز وجل – بجانب أن الدبر لا يُعد موضع للقيام بذلك الأمر، ولا يحقق الغرض الذي شرع الله تعالى من أجله النكاح، ولا يدخل إلى منطقة الدبر ماء الرجل مثل الفرج، فعملية الإيلاج في هذا الموضع يتطلب حركات صعبة ومخالفة لطبيعة الإنسان.
أثبتت آيات الله تعالى والأحاديث النبوية الشريفة أن حكم إتيان الزوجة من الدبر مُحرم، ويجب العلم جيدًا ما أحله الله للزوجين الاستمتاع به خلال ممارسة الجماع، والابتعاد عن فعل ما حرمه الذي يوقعهم في المعاصي.