صحة حديث أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم من أكثر ما يتم البحث عنه، حيث إن السنة النبوية هي المصدر المهم الذي نتخذ منه التعاليم الإسلامية بعد القرآن الكريم، لكن ليس كل ما تم نقله لنا من أحاديث صحيحة، لذا يتيح موقع القمة معرفة صحة هذا الحديث.
صحة حديث أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ” حيث يعد هذا الحديث صحيحًا، كما ذكر في كتب الأحاديث الشريفة، حيث ذكر هذا الحديث في صحيح مسلم ومرره أبو هريرة رضي الله عنه.[1]
حيث إنه في هذا الحديث تم سؤال النبي عن أفضل صلاة بعد الصلوات المفروضة وما أفضل صيام يمكن أن نصومه بعد صيام شهر رمضان، وهذا استبيانًا لما هو أفضل في النوافل والعبادات التي يمكن أن يقوم بها الإنسان.
حيث إن أفضل صلاة بعد الصلوات الخمس المفروضة هي الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد صيام شهر رمضان هو صيام شهر الله المحرم، حيث إن من يريد التطوع بنافلة من الصلاة أو الصيام قام النبي بتحديد ما يؤجر عليه بأفضل أجر.
اقرأ أيضًا: صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال
رأي الفقهاء في صيام شهر الله المحرم
في إطار التعرف على صحة حديث أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، يمكن أيضًا معرفة رأي المذاهب الأربعة في أفضل الصيام بعد شهر رمضان المبارك، حيث تتمثل الآراء في:
المذهب | الرأي |
الحنفية | قالوا إن صيام الأشهر الحرم هو أفضل صيام بعد رمضان وأفضلها شهر محرم. |
الشافعية | إن أفضل الصيام بعد رمضان هو صيام الأشهر الحرم وخصوصًا شهر محرم ويأتي بعد الأشهر الحرم صيام شعبان، أما باقي السنة متساوية في الأفضلية |
المالكية والحنابلة | قال المالكية إن صيام شهر محرم هو أفضل الصيام بعد رمضان ووافق الحنابلة على ذلك. |
يقصد بالأفضلية الواردة في الحديث أفضلية صيام شهر كامل بدليل أن هناك أيامًا يكون الصيام فيها أفضل من صيام شهر محرم مثل صيام يوم عرفة، كما يتم التأكيد على صوم اليوم التاسع والعاشر الذي يسمى عاشوراء من شهر محرم.
حيث إنه في هذا اليوم نجى الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام ومن معه من فرعون وجنوده حيث
” لَمَّا قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ واليَهُودُ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَسَأَلَهُمْ، فقالوا: هذا اليَوْمُ الذي ظَهَرَ فيه مُوسَى علَى فِرْعَوْنَ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نَحْنُ أوْلَى بمُوسَى منهمْ فَصُومُوهُ” [صحيح البخاري].
أحاديث عن شهر الله المحرم
ساهم التعرف على صحة حديث أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم في معرفة الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق بصيام شهر محرم أو بعض أيامه وفضل هذا الصوم، لذا تأتي بعض الأحاديث في:
- عن صيام شهر محرم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ ” [صحيح مسلم].
- عن صيام عاشوراء (العاشر من محرم) ” كانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كانَ رَمَضَانُ الفَرِيضَةَ، وتُرِكَ عَاشُورَاءُ، فَكانَ مَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ” [صحيح البخاري].
- عن صيام التاسع من محرم ” انْتَهَيْتُ إلى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا وَهو مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ في زَمْزَمَ، فَقُلتُ له: أَخْبِرْنِي عن صَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: إذَا رَأَيْتَ هِلَالَ المُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، وَأَصْبِحْ يَومَ التَّاسِعِ صَائِمًا، قُلتُ: هَكَذَا كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ؟ قالَ: نَعَمْ” [صحيح مسلم].
صيام شهر شعبان
في إطار التحدث عن صحة حديث أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، أوضح المذهب الشافعي أن شهر شعبان من الأشهر التي فضل صيامها، حيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام يحرص على صيام أغلب أيامها علمًا بأنه لم يستكمل صيام شهر كامل سوى شهر رمضان.
كما إنه لم يُر صائمًا في شهر غير رمضان أكثر من شعبان والذي يأتي في الأفضلية بعد صيام شهر رمضان وصيام الأشهر الحرم حيث
” كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ” [صحيح البخاري].
ذهبت الحنفية إلى ندب صيام شهر شعبان وذهب المالكية إلى ندب صيام النصف من شعبان لمن لا يريد صيام الشهر كاملًا وذهب الحنابلة إلى
أن صيام شهر شعبان أفضل من صيام شهر محرم، لأنه يشبه النافلة بالنسبة إلى الفريضة، فهو الأقرب في رمضان.
اقرأ أيضًا: صحة حديث بسم الله ما شاء الله لا يسوق الخير إلا الله
حكم الصيام في يوم الشك
ساهم التطرق إلى صحة حديث أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم في معرفة حكم الصيام في يوم الشك الذي هو المتمم من شهر شعبان، حيث اختلف الفقهاء في حكمه كما يلي:
المذهب | الرأي |
الحنفية | لا يجوز صيامه إلا لنافلة أما إن تن صيامه كصيام واجب فإن ذلك مكروه |
المالكية | في حالة كانت السماء غائمة ولم تثبت رؤية الهلال لا يجوز صيامه لأخذ الحيطة لرمضان وصيامه مكروه وإن قام بصيامه للحيطة وثبت أنه رمضان لم يجزئه ذلك عن رمضان لمخالفة النية |
الحنابلة | إذا لم يكن في السماء ما يمنع رؤية الهلال في ليلة الثلاثين ولم يرى الناس الهلال، يكره صيامه إن كان القصد الاحتياط لرمضان |
الشافعية | لا يحل صيامه إن كان بغير سبب لكن يجوز صيامه على القضاء والكفارة |
إن صيام شهر محرم الذي يعد أول شهور السنة الهجرية أفضل الصيام بعد صوم رمضان، حيث إنها تكون أول السنة الهجرية وبدايتها بالصوم يكون ضياء أفضل الأعمال.