هل يجوز قتل العنكبوت

هل يجوز قتل العنكبوت؟ وما حكم هدم بيت العنكبوت؟ يثير العنكبوت الكثير من التساؤلات في نفس الإنسان وذلك لتعقيد تركيبه ونمط حياته المميز، فالطريقة التي ينسج بها خيوط لتكون أشكال متباينة وفريدة الطراز جعلت العلماء مهتمون بدراسته وتحليله، خصوصًا وأن هناك عددًا مهولًا من أنواع العناكب من الضار وغير المؤذي، وعبر موقع القمة نعرض كافة التفاصيل الخاص بالعناكب.

هل يجوز قتل العنكبوت

خصص الله سبحانه وتعالى سورة كاملة باسم العنكبوت وإن الله لم يخلق شيئًا عبثًا أبدًا، لذا فإن مجرد ذكر العنكبوت في القرآن يجعله يستحق التأمل كما ورد في القرآن الكريم وصف لبيت العنكبوت في الآية الكريمة:

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [سورة العنكبوت: 41].[1]

على صعيد آخر فإن العنكبوت من الأمور غير المستحب ظهورها في البيوت والمنازل، إذ إنه يعد علامة على عدم النظافة الأمر الذي يضايق مدبرة المنزل أو أصحاب المكان، مما يضطرهم للبحث عن مبيدات حشرية والسعي لقتله، ولكن الأمر يجعلهم في الوقت ذاته قلقين من أخذ ذنب لأن الروح هي الروح أيًا كانت ويسألون هل يجوز قتل العنكبوت؟

وذلك لرواية أن العنكبوت ساعد الرسول صلى الله عليه وسلم في الاختباء من كفار قريش عند الهجرة، إذ نسج بيته عند مدخل الغار ليظن الكفار أن أحدًا لم يدخله من زمن بعيد وقد قال الله أنه أرسل إمداد لنبيه في قوله تعالى:

{إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة التوبة: 40]

أما عن قتله فإنه لم يرد بشأنه شيء في القرآن أو السنة النبوية الشريفة رغم أن الرسول ذكر بعض الحيوانات والدواب التي يجوز قتلها إن كانت مؤذية أو نجسة كما ورد في الحديث الشريف:

خمسٌ ليسَ على المُحرمِ في قتلِهِنَّ جُناحٌ: الغُرابُ، والحدَأةُ، والعَقربُ، والفأرةُ، والكلبُ العقورُ” [صحيح النسائي – الرواي: عبد الله بن عمر].

ويرجح بعض العلماء أنه من الجائز قتل العنكبوت لأن منه بعض الأنواع السامة والمؤذية رغم أن هذه الأنواع نادرة وغير مرجح ظهورها في البيوت والمناطق السكنية العامرة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الأضحية عن الميت

حكم إزالة بيت العنكبوت

حكم إزالة بيت العنكبوت

في سياق الحديث عن هل يجوز قتل العنكبوت؟ يلزم توضيح رأي الفقهاء في مسألة إزالة آثار العنكبوت، إذ يقولون إنه لا كراهة في ذلك ولا حرج في إزالتها وبخصوص كونها نسجت بيتها حول الغار لحماية الرسول صلى الله عليه وسلم، ورغم أن هذا الأمر ورد في بعض الأحاديث وينظر في صحته.[2]

ولكنه مشهور وإن صح ذلك فهذا لا يمنع إزالتها من البيوت لأن هذا شيء سخره الله لنبيه عليه الصلاة والسلام كمعجزة للحماية من كيد الكفار، أما في البيت فلا يوجد ما يمنع إزالتها لأنها لا يوجد حاجة لها ولا وزر في ذلك.

حكم قتل الحشرات بالحرق أو الإغراق

خلال الحديث عن هل يجوز قتل العنكبوت؟ فإن بعض الأشخاص يخطر ببالهم أن الله جعل الميت بالغرق أو الحريق شهيد لما في هذه الميتة من ألم وعذاب، لذا فإنهم يربطون بين ذلك وبين حرمانية قتل الحشرات بهذه الطريقة المُعذبة.

يرد الفقهاء بشقين الشق الأول يرى أنه لا مشكلة في قتل الحشرات التي تخرج من البالوعة لما بها من بقايا أوساخ وقاذورات يمكن أن تؤذي الإنسان أو تسبب له القرف، ولكن يفضلون المبيدات دون حرق أو ماء.

بينما يرى البعض الآخر أنه لا مشكلة من أن يرش الشخص الصرصور بالماء ليعود من حيث أتى ومنهم من لا يرى تحريم إحراقها.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الزواج في شهر شعبان

الحيوانات التي لا يجوز قتلها

وضحنا إجابة هل يجوز قتل العنكبوت، لكن ماذا عن الحيوانات التي لا يصح قتلها، إذ إن النبي كان يأمر بقتل بعض الدواب المؤذية مثل الحية التي يمكن أن تلدغ أحدهم وتميته وأيضًا كان ينهي عن قتل بعض الدواب، إذ ورد في حديث نبوي شريف ما يلي:

أربعةٌ من الدَّوابِّ لا يُقتلنَ النملةُ والنحلةُ والهدهدُ والصُّرَدُ” [إرواء الغليل – الراوي: عبد الله بن عباس]، والدابة هي ما تدب على الأرض بأربع.

رغم ذلك فقد أجمع جمهور العلماء أنه لا مشكلة في قتل النمل مثلًا إذا كثر عدده وسبب أذى مع اقتصار القتل على النمل الضار فقط وعدم توسيع دائرة القتل.

أما بخصوص النحلة فذلك لأنها تنتج العسل الذي يفيد وينفع والهدهد دليل نبي الله سليمان عليه السلام فلا يضر أحد ولا يوجد نفع من قتله أو صيده، والأمر نفسه مع طائر الصرد الذي هو كبير الرأس والمنقار وريشه أبيض وأسود.

خلق الله كل شيء بقدر وكان هذا النظام البيئي مسار للإعجاب والتأمل حتى تدخل الإنسان بالتقنيات الحديثة والكيماويات الضارة، ومن الأفضل عدم قتل الحيوانات إلا في حالة الضرورة لئلا يفسد النظام البيئي.

Scroll to Top