هل ليلة 27 من رمضان هي ليلة القدر؟ وما هي العلامات التي نستدل بها عليها؟ حيث إنه من الأمور التي تشغل بال وقلوب الكثير من المسلمين في جميع أنحاء العالم عن رمضان هي ليلة القدر، حتى بمجرد دخول الشهر الكريم، تسمعهم يرددون اللهم بلغنا إياها، ومن خلال موقع القمة نوضح موعدها المُحتمّل.
هل ليلة 27 من رمضان هي ليلة القدر
ليلة القدر التي رزقها الله المكانة والفضيلة على غيرها من الليالي، حتى أنه سبحانه خصص لها سورة في القرآن الكريم، فيريد كل مُسلم أن يعرف متى يكون موعدها بالتحديد حتى يغتنم بركاتها.[1]
على الرغم من انتشار أن ليلة 27 من رمضان هي ليلة القدر، إلا أن الأمر غير ثابت في كل الأعوام، وبالتالي لا يمكن الاعتماد على ليلة بعينها في رمضان، وترك باقي الليالي.
على إثر ذلك وجب على كل مسلم أن يجتهد في عمل الطاعات طوال شهر رمضان، ويزيد همته أكثر بقدر المُستطاع في العشر الأواخر منه، حيث إن الثابت عن العلماء أن ليلة القدر تكون أواخر رمضان، وذلك استنادًا على الحديث النبوي الشريف التالي:
“عن عبد الله بن عمر قال: أنَّ رِجَالًا مِن أصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ في المَنَامِ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَى رُؤْيَاكُمْ قدْ تَوَاطَأَتْ في السَّبْعِ الأوَاخِرِ، فمَن كانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا في السَّبْعِ الأوَاخِرِ” [رواه البخاري].
اقرأ أيضًا: حكم واقوال عن ليلة القدر
علامات ليلة القدر
بعدما وضحنا أن ليلة القدر لا يُشترط أن تكون في ليلة 27 من رمضان، وأن المُرجّح أن تكون في العشر الأواخر، فمن الجدير بالذكر أن لتلك الليلة بعض العلامات مثل:
- أن تكون ليلة طلقة بلجة، أي ليست بالحارة ولا الباردة.[2]
- ظهور الشمس بعدها بلا شعاع.
لكن مما ورد عن بعض العلماء أنه لا يجب الاستناد على تلك العلامات لسببين أولهما أن المناخ يختلف من بلد إلى أخرى، وبالتالي قد تأتي ليلة القدر على بلدٍ مُمطر وأخرى حارة.
أما السبب الثاني فهو أن من تلك العلامات ما تظهر بعد انقضاء الليلة، أي تعد علامة تأكيدية وليست استدلالية، لذلك فإن النصيحة الأولى هي الاجتهاد في كافة الليالي.
العبادات المُستحبة في ليلة القدر
في إطار الحديث عن ليلة القدر وميعادها وعلاماتها نتطرق إلى الجانب المهم في ذلك الصدد ألا وهي العبادات المستحب فعلها في ليلة القدر، والتي نذكرها على النحو التالي:
1– قيام الليل
بما أننا نتحدث عن ليلة القدر فإن أعظم العبادات التي لا بد من الحرص على فعلها هي قيام الليل خاصةً في الثلث الأخير من الليل، والذي يبدأ وقته من بعد العشاء حتى الفجر، وهو يشمل مختلف أنواع الطاعات من صلاة، وقراءة قرآن، وأذكار وغيرهم.[3]
من الجدير بالذكر هنا أنه في حال نام الشخص لفترة ثم استيقظ بعد العشاء وأدى الصلاة سُميت التهجد، بينما في حال ظل مستقيظًا سميت الصلاة قيام ليل، ولا يوجد اختلاف في أجر كلاهما.
2– قراءة القرآن الكريم
في ضوء الحديث عن هل ليلة 27 من رمضان هي ليلة القدر، والبحث عن الطاعات التي بها نتقرب لله في تلك الليلة، من الجدير بالذكر أن وِرد القرآن الكريم هو من أجلّ تلك العبادات.[4]
حيث إنه من الضروري المداومة على قراءة القرآن حتى لا يكون المسلم هاجرًا له، ويزداد الأمر ضرورةً في شهر رمضان المبارك وخاصةً في العشر الأواخر لأن ليلة القدر تكون في إحداها.
في هذا الإطار يجب الحرص على قراءة القرآن بفهمٍ لمعانيه، واستشعار الآيات، ولمن لم يستطع خِتم المصحف الشريف خلال الـ 20 الأوائل من رمضان، ما زالت أمامه الفرصة في العشر الأواخر، فإن قام بقراءة 3 أجزاء يوميًا استطاع أن يختمه في نهاية الشهر بإذن الله.
3– كثرة الدعاء
في إطار التعرف على إجابة السؤال هل ليلة 27 من رمضان هي ليلة القدر، وجب التنويه على أنها سُميت بذلك الاسم لأن فيها تُكتب الأقدار، لذلك في ساعات تلك اللية يجب أن تلهج الألسنة بالذكر والدعاء، وسؤال الله بما يتمنى المرء، وأن يصعد بسقف أحلامه ودعواته فهو يناجي ربًا كريمًا قديرًا.[5]
وأهم ما في تلك النقطة التي لا يجب ألا يغفل عنها المسلم، أنه بجانب سؤال الله أحوال الدنيا، عدم نسيان نصيب الآخرة فهي خيرٌ وأبقى، كما يجب عليه أن يوقن بأن الله بيده الأمر والاستجابة وألا يعامله سبحانه من باب التجربة.
في هذا الصدد يجب تسليط الضوء على الأشخاص الذين لا يعرفون كيفية الدعاء، أي تتشابك على ألسنتهم الكلمات فلا يقدرون على التعبير عما يريدونه، وهنا وجب طمأنتهم بأن الله قريب، ومجيب وسميع لما في قلوبكم وإن لم تتلفظ به ألسنتكم.
لكن من باب المحاولة هو قول الأدعية المذكورة من القرآن الكريم مثل دعاء سيدنا يونس عليه السلام وهو لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، أو الأدعية الواردة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم مثل الدعاء التالي:
“عن عائشة رضي الله عنها قلتُ: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إن علمتُ أيَّ ليلةِ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي اللهمَّ إنك عفوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي” [أخرجه الترمذي، والنسائي، وبن ماجه]
4– إخراج الصدقات والزكاة
في ظل التعرف على هل ليلة 27 من رمضان هي ليلة القدر، تجدر الإشارة إلى أن إخراج المال في سبيل الله والتخلص من شهوة حب المال من أفضل الأعمال وأهمها، والتي توجد على صورتين هما: الفرض وهي الزكاة، والنافلة وهي الصدقة، وأيًا أُخرج في شهر رمضان نال فاعله أجرًا عظيمًا.[6]
فضل ليلة القدر
بعدما ألممنا بتفاصيل إجابة هل ليلة 27 من رمضان هي ليلة القدر، وتطرقنا إلى أهم الطاعات التي يُرتجى من وراءها جزيل الثواب، من الجدير بالذكر أيضا معرفة الفضل العظيم الذي وهبه الله لتلك الليلة، وذلك على النحو التالي:
- الدعوات فيها مُستجابة بإذن الله.
- تتضاعف فيها أجر الطاعات والعبادات.
- هي الليلة التي اختصها الله سبحانه وتعالى ليُنزّل فيها القرآن الكريم.
- قيام ليلة القدر إيمانًا بالله، واحتساب الأجر لوجهه الكريم، سببًا لمغفرة الذنوب السابقة والقادمة، وذلك من الحديث الشريف.
“مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [رواه البخاري].
اقرأ أيضًا: دعاء لصديقتي في ليلة القدر فضله وصيغه
ليلة القدر في القرآن الكريم
حيث إن شهر رمضان هو شهر القرآن، إذًا لا بد من أن يُذكر فيه ليلة القدر، التي كرّمها الله في عدة مواضع في كتابه العزيز، فضلًا عن سورة مخصصة باسمها، والتي نذكر بعضهم على النحو التالي:
- {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ{ [القدر 1 :3].
- {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} [الدخان: 3].
ليلة القدر يتحرّى عنها جميع المسلمين الذين ينتظرونها على أحرّ من الجمر، لاغتنام أجرها العظيم، وعلى الرغم من احتمال كونها في ليلة 27، إلا أن الاجتهاد ضروري في كل رمضان.