هل يجوز قضاء صلاة العشاء في اليوم التالي

هل يجوز قضاء صلاة العشاء في اليوم التالي؟ وما حكم قضاء الفوائت؟ كل العبادات فرضت على المسلم في الأرض إلا الصلاة أمر الله بها حين رفع النبي للسماوات العلى في ليلة الإسراء والمعراج، وكان الهدف من ذلك هو تبيين أهميتها للمسلمين وتعظيم شأنها بحيث لا يكون هناك مجالًا لتفويت فرض عند المسلمين، ومن خلال موقع القمة نعرض تفاصيل هذا الأمر.

هل يجوز قضاء صلاة العشاء في اليوم التالي

هل يجوز قضاء صلاة العشاء في اليوم التالي

الصلاة صلة بين العبد وربه وهي من أركان الإسلام الأساسية فلا يوجد أروع من شعور أنك قريب من الله وأنه يسمعك ويجيبك فتتمكن من أن تخرج كل ما يعتمر قلبك من ضيق وكدر لتنتهي من الصلاة وأنت سعيد مرتاح البال، وكأن جبل من الهموم ينزاح من على صدرك، لذا يهتم المسلم بالحفاظ على الصلاة وإن فاتته في مرة صلاة يسأل هل يجوز قضاء صلاة العشاء في اليوم التالي؟[1]

والواجب في نظر الفقهاء والعلماء هو أداء الفريضة فور تذكرها وأمر تأخيرها لميقات الصلاة في اليوم الثاني مجرد جهل من العامة لا أصل له من الصحة إذ لا يجوز تأخير الصلاة لوقت آخر ولا يجوز تأخير الظهر مثلًا لموعد صلاة العصر أو للظهر التالي، إذ يجب أن يبادر وينتبه بإتمامها عندما يذكرها استنادًا على الحديث الشريف:

إذا رَقَدَ أحدُكُم عن الصَّلاةِ، أو غَفَلَ عنها، فلْيُصَلِّها إذا ذَكَرَها” [تخريج المسند لشعيب – الراوي: أنس بن مالك].

اقرأ أيضًا: هل يجوز القصر والجمع في الصلاة أثناء السفر

حكم صلاة القضاء

في إطار الإجابة عن سؤال هل يجوز قضاء صلاة العشاء في اليوم التالي، ينبغي التأكيد على أن الصلوات التي لم يقم المسلم بأدائها هي دين في ذمته ينبغي أن يقوم بقضائها وفقًا لما جاء في السنة النبوية، وأكد العلماء أن الصلاة الفائتة يجوز صلاتها في أي وقت.

ولكن يستحب ترتيب الفوائت بمعنى أن يقوم المرء بأداء صلاة المغرب أولًا ثم العشاء إن كان قد فاته صلاة العشاء والمغرب، إلا إن كانت صلاة العشاء حاضرة فيقوم ويصليها في الجماعة ثم يصلي المغرب.

حكم ترك الصلاة لشدة المرض

يهتم المسلمون بالتعرف على أحكام مماثلة لهل يجوز قضاء صلاة العشاء في اليوم التالي؟ إذ إن البعض يأتي عليه أيام يكون مريض بشدة ولا يستطيع الخروج من السرير، الأمر الذي يجبره على ترك الصلاة ولكن يذهب أغلب العلماء إلى وجوب الصلاة لأنها العبادة الوحيدة التي لا تسقط أبدًا فإن الصحابة كانوا يصلون في كافة الظروف والأحوال.

إذا غاب الماء وجب التيمم وإن كان المرء في حالة المرض فيمكنه الصلاة وهو جالس أو مضجع استنادًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

صلِّ قائمًا، فإن لم تستَطِع فقاعدًا، فإن لم تستَطِع فعلَى جنبٍ” [صحيح الترمذي – الراوي: عمران بن الحصين].

حكم قضاء الصلوات الفائتة لسنوات

من الضروري التعرف على مسائل قضاء الصلوات الفائتة، إذ إن هناك أحكام عديدة للصلاة إن كان المرء مسافر يمكنه تقديمها أو تأخيرها، وإن آخرها لسنوات عديدة بسبب البعد عن الله وضعف الإيمان.

فقد ذهب بعض العلماء لوجوب قضاء كل هذه الفرائض حتى وإن كانت ستستحوذ على معظم وقت الشخص، أما البعض الآخر فقد رجح أن يتوب المرء ويستغفر ويعزم على عدم تكرار فعلته أبدًا مع الحرص على أداء النوافل والسنن، لأنها تغطي الناقص من الفرائض.

اقرأ أيضًا: متى تبدأ صلاة التراويح في رمضان

فضل الصلاة على وقتها

إن للصلاة أهمية كبيرة لا يمكن للمرء المسلم إهمالها وإن علم بها كل المسلمين لن يضطر أحدًا للسؤال هل يجوز قضاء صلاة العشاء في اليوم التالي، لأنه سيحافظ على أداء كل فرض في ميعاده المحدد، ولن ينسى أو يتكاسل عن الصلاة أبدًا، وتتمثل فضائل الصلاة فيما يلي:

  • أول ما بلغ به الله سيدنا موسى عند تكليفه بالرسالة إذ ورد في القرآن الكريم {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [سورة طه: 14].
  • أمر الله العباد بأداء هذه الفريضة لتكون عون على ابتلاءات الحياة وامتحاناتها الصعبة {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [سورة بقرة: 45].
  • إن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد على أن العهد الذي يفصل بين المسلم والكافر هو الصلاة ” العَهدُ الذي بَينَنا وبَينَهُم الصلاةُ، فمن تَرَكَها فَقَد كَفَرَ ” [سنن الترمذي – الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي].
  • أشار الله في القرآن أن الخشوع في الصلاة من سبل النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة كما ور في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [سورة المؤمنون: 2].
  • إن الصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد كما ورد في حديث شريف ” إن أولَ ما يحاسبُ به العبدُ بصلاتِه، فإن صَلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدتْ فقد خاب وخسِرَ” [صحيح النسائي – الراوي: أبو هريرة].
  • أكد الله على ضرورة أداء الصلاة في الوقت المخصص لها وعدم التغافل عنها لتجنب الويلات التي ذكرها الله في القرآن الكريم {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [ٍسورة الماعون :5]

إن الصلاة ركن مهم وأساسي من أركان الإسلام، فقد أكد العلماء أنها عماد الدين والركيزة التي تشحذ إيمان المؤمن، وتقربه من الله بشكل أكبر وأعمق في زمن يحاط المرء بالفتن والمعاصي.

Scroll to Top