هل يجوز وطء الجارية أو الخادمة؟ وما هي حقوق العبيد في الدين الإسلامي؟ فالجواري كان نظام موجود ومنتشر بالفعل قبل دخول الإسلام في العصر الجاهلي، وكان يتم بيع وشراء الجواري ومعاشرتهن من قِبل أسيادهن؛ لذا كثر التساؤل حول حكم هذا الأمر بعد الإسلام، وعن طريق موقع القمة سوف نوضح تفاصيل حكم وطء الجارية.
هل يجوز وطء الجارية أو الخادمة؟
وضع الدين الإسلامي الكثير من القواعد والأحكام التي تنظم الاسترقاق، وهذا بما يحفظ حقوق العبيد وكرامتهم، ولكن هذا الأمر لم يكن موجودًا في العصر الحالي، فلا يجوز إقامة أي علاقة جنسية بين رجل وامرأة بدون عقد زواج شرعي، فجاء تساءل حول هل يجوز وطء الجارية أو الخادمة في العصور القديمة، فتأتي الإجابة على النحو التالي:[1]
- في حال كانت الجارية أو الخادمة مسلمة فلا يجوز وطئها دون عقد قران، وإلا سوف يُعد هذا الفعل كبيرة من الكبائر أي فعل الفحشاء والزنا.
- إذا كانت الجارية ملك يمين سيدها فنعم يجوز له وطئها بدون عقد نكاح بينهما، ولا يحق لها أن ترفض طلب سيدها لها، وهذا كان في قديم الزمان وغير موجود في العصر الحالي.
- لا يجوز وطء الخادمة ونكاحها، فهي امرأة حرة وليست مما ملكت أيمان السيد لفعل بها ما يشاء.
- ورد في الكتاب الجليل القرآن قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (*) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (*) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [سورة المؤمنون 5:7].
- يأتي حكم معاشرة الجارية والوطء بها أنه جائز في حال كانت غير متزوجة وليست على ذمة رجل آخر بعد دخول الإسلام، كما أنه لا يجب أن يشترك بها أكثر من سيد.
- بجانب لا يجوز للسيد الجمع بين الأختين وكذلك الأم وابنتها، ولا يجوز معاشرة الجواري بوجود الآخرين، وفي حال حملت الجارية وولدت طفلًا فتعتبر حرة وليست جارية فلا يجوز بيعها مرة أخرى.
- في العصر الجاهلي قبل دخول الدين الإسلامي كان السيد لا يكترث إذا كانت الجارية متزوجة أم لا، فكان يتم توزيعهن كهدايا ومنهن جواري بكر وأخرى متزوجة.
اقرأ أيضًا: الحالات التي يجوز فيها الزنا
ما هو تعريف الخادمة ومعنى الوطء
خلال الإجابة عن سؤال هل يجوز وطء الجارية أو الخادمة، فمن الجدير بالذكر أن هناك معنى لمفهوم الخادمة والوطء أيضًا، ويجب على كل فرد معرفة الفرق بينهما ومعناهما، وهذا بالفعل ما سنعرضه خلال الجدول الآتي:
تعريف الخادمة | معنى الوطء |
هي المرأة الحرة التي تعمل مقابل من المال تأخذه في نهاية الشهر أو كل أسبوع تبعًا للاتفاق | يعنى المعاشرة أو العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، والتي تحدث بين الأزواج ويترتب عليها حمل المرأة |
تعمل السيدة في البيت فقط من أجل المال؛ حتى تنفق على من تعولهم وعلى نفسها من عمل شريف ومُباح |
الاسترقاق والعبودية قبل الإسلام
كانت العبودية والاسترقاق قبل الدين الإسلامي تأتي بعدة طرق، ويمكن توضيحها من خلال الآتي:
- الطريقة الأولى: الحروب، حيث إن الجيش المنتصر في الحرب يقتل جميع الشباب والرجال، ويتم بيع النساء والأطفال في الأسواق.
- الطريقة الثانية: الفقر الشديد، ففي أغلب الأوقات كانت الأسر الفقيرة تبيع أولادها في الأسواق ويصيروا عبيد لمن يشتريهم للأبد.
- الطريقة الثالثة: تتم من خلال السرقة والاختطاف، فكان قطاع الطرق واللصوص يهجمون على القوافل ويقتلون الرجال ويأسرون النساء والأطفال ويبيعوهم في الأسواق.
العبودية والاسترقاق بعد الإسلام
من الجدير بالذكر أنه بعد دخول الدين الإسلامي كان هناك طريقة واحدة للاسترقاق وهن السبايا، ويكونون عبارة عن اللاتي يتم أسرهن من بلاد الكفار الذين يحاربون الدول المسلمة، ولكن يختلف الأمر عما كان يحدث في عصر ما قبل دخول الإسلام، فالإسلام جعل للعبيد حقوق عديدة حتى لو كان غير مسلم.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الزنا للضرورة
حقوق العبيد في الدين الإسلامي
في إطار الحديث حول إجابة سؤال هل يجوز وطء الجارية أو الخادمة، فلا بد من توضيح أن الدين الإسلامي عندما جاء ذكر أن للعبيد والإماء حقوق عديدة، ويجب الإلمام بها جميعًا لعدم الوقوع في أي خطأ، وتأتي حقوق العبيد في الإسلام على النحو الآتي:
- لا يحق للسيد أن يأمر العبد المسلم بعمل مُحرم.
- عدم إجبار العبد الكافر على الدخول في الإسلام؛ لأنه لا إجبار في الدين.
- لا يحق للسيد أن يمنع عبده من أهل الكتاب أن يذهب إلى الكنيسة، أو أن يمنعه عن فعل حلال في دينه.
- من المهم أن يحافظ السيد على حياة العبد، فليس له أن يقتله أو يضربه أو يجرحه حتى، ففي حال حدوث هذا ينبغي عليه أن يعتقه بأمر القاضي.
- لا يحق للسيد أن يأمر عبد بتطليق زوجته.
- يمنع عن السيد تزويج أمة بمن لا ترضاه.
- لا ينبغي على السيد تكليف عبد بأعمال شاقة ولا يمتلك القدرة على القيام بها، ويكون من حق العبد أن يشتكيه للوالي.
- يوجد حق للعبد على سيده في أن يطعمه ويكسوه ويسكنه، وفي امتناع السيد عن القيام بأي منهم فلا بد أن يشتكي العبد للقاضي.
- لا يحق للسيد أن يجبر الأمة أن تُطلق من زوجها، ولا يمنعها من المبيت معه أيضًا.
- من واجب السيد تجاه العبد أن ينفق في مرضه، وأن ينفق على الصغير، وكذلك يتوجب عليه مصاريف دفنه.
يحفظ الدين الإسلامي مكانة المرأة المسلمة ويعززها، فلا يجوز الوطء حتى إن كانت خامة إلا بوجود عقد زواج شرعي من أجل حفظ حقوقها والحفاظ عليها.