ماذا يقرأ في صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان كان سؤالًا شغل بال العديد من الناس الذين لا يعلمون الطريقة الصحيحة للتهجد، لذلك قررنا من خلال موقع القمة أن نسلط الضوء ذلك الموضوع ومعرفة هل توجد أدعية وسور محددة يُفضل قراءتها أم لا، خاصةً مع اقتراب الشهر الفضيل.
ماذا يقرأ في صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان
يحرص المسلمون في شهر رمضان المبارك على أداء أكبر قدر ممكن من الطاعات، ومن بينها صلاة التهجد وهي إحدى صلوات النوافل التي لها أجر وثواب عظيم.[1]
في إطار ذلك يود الكثير من المُصليين معرفة ماذا يقرأ في صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان، وفي كان حال المقصد من القراءة هي السور، فيرجى العلم بعدم وجود سور مُحددة، بل يقرأ المُصلي ما يشاء، وكل حرف من كتاب الله هو خير.
أما في حال كان المقصد من القراءة هي الأدعية، فبجانب حرية اختيار المُصلي الدعاء بما يريد -في حدود الشرع وليس فيه تجاوزًا على الذات الإلهية- فأيضًا قد ورد لنا عن السنة النبوية العطرة، دعاءً كان يقوله المصطفى صلى الله عليه وسلم في صلاة التهجد، وهو كما يلي:
“عن بن عبد الله بن عباس قال: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا قامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، أنْتَ نُورُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ قَيِّمُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، ولِقاؤُكَ حَقٌّ،…”
“…..والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خاصَمْتُ، وإلَيْكَ حاكَمْتُ، فاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ” [رواه: البخاري].
كيفية صلاة التهجد
بعدما عرفنا ماذا يقرأ في صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان، من الجدير بالذكر أيضًا معرفة الطريقة الصحيحة التي تؤدّى بها الصلاة، وبما أن التهجد غير مُحدَد بعدد ركعات.[2]
حيث إن التهجد أقله ركعتين، ويزيد المُصلي كما يشاء حتى 11 ركعة، فتكون الصلاة ركعتين متتاليتين ثم التسليم، وهكذا، وعندما يختم الصلاة، يصلي ركعة مُنفردة وهي الوتر، ونستدل على ذلك من الحديث الشريف التالي:
“عن عبد الله بن عمر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ” [رواه: مسلم].
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة قبل الإقامة في المسجد؟
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
في ضوء عرض ماذا يقرأ في صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان، لا بد من التطرق إلى نقطة في غاية في الأهمية وهي معرفة الفرق بين التهجد وقيام الليل، والذي يعد الفرق الجوهري بينهما غاية في البساطة، والذي نوضحه على النحو التالي:
- صلاة التهجد: هو عبادة الصلاة فقط، والتي تكون في الليل بعد العشاء، بشرط النوم ثم الاستيقاظ لصلاته.[3]
- قيام الليل: هو شامل لجميع أنواع العبادات صلاة، وذكر، وقراءة قرآن، ولا ينام الشخص بل يظل مستيقظًا حتى أداء الصلاة.
من الجدير بالذكر أننا نستنتج مما سبق أن كل تهجد هو قيام ليل، ولكن ليس كل قيام ليل يعتبر تهجد.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة بالمناكير أو الحناء
فضل صلاة التهجد
بعد الإلمام بتفاصيل صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان، نلقي الضوء على أفضلها وآثارها على النفس والقلب التي تحصى، وذلك على النحو التالي:
- تزداد فرصة قيام ليلة القدر، لأنها تكون في العشر الأواخر من رمضان، والتي يكون ثوابها مغفرة الذنوب ما تقدم منها وما تأخر.
- هي خلوة مع الله عز وجل، يكشف فيها المرء عما في قبله دون حرج أو استحياء، يُخرج ما في جعبته بلا مقاطعة أو منع، مما يجعل المرء يشعر بالراحة والسكينة.
- التهجد من النوافل التي لم يفرضها الله على العبد لكنه يفعلها تقربًا إليه، وعلى ذلك أجر عظيم.
- تعد من مكفرات الذنوب.
- تهذب النفس وتقوّمها، لأن الخلوات غالبًا تكون مكان لفعل الذنوب، إلا من رحم الله مثل قوّام الليل.
- دليلًا على فضل الله ورضاه على العبد، لأن التوفيق إلى العبادات خاصةً النوافل منها، لا يحدث إلا بإذن الله.
- الثلث الأخير من الليل ينزل الله جل وعلا إلى السماء الدنيا ليغفر، ويتوب ويعطي، وذلك كما ورد في الحديث الشريف التالي:
“عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حتَّى إذا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأوَّلُ، نَزَلَ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيَقولُ: هلْ مِن مُسْتَغْفِرٍ؟ هلْ مِن تائِبٍ؟ هلْ مِن سائِلٍ؟ هلْ مِن داعٍ؟ حتَّى يَنْفَجِرَ الفَجْرُ” [رواه مسلم].
إن صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان من أعظم العبادات التي لها ثقل في الميزان، كفى المرء أجرًا وشرفًا أن الله قد اختصه كي يختلي به، ويستجيب دعواته.