كم عدد غزوات الرسول في رمضان

كم عدد غزوات الرسول في رمضان؟ وما هي أبرز أحداثها وأسبابها؟ تعد غزوات المسلمين من أهم الأمور التي يجب على كل مسلم أن يعرفها ويُلم بتفاصيلها، لما فيها من دروسٍ وعبرٍ لا تنتهي، ومن خلال موقع القمة سنعرض أهمها والتي حدثت في شهر رمضان المبارك، ونبين كيف كان حال المسلمين وقتها.

كم عدد غزوات الرسول في رمضان

كم عدد غزوات الرسول في رمضان

قام المصطفى صلى الله عليه وسلم بغزوتين في شهر رمضان هما، غزوة بدر، وغزوة فتح مكة التي لا ينضب الحديث عن كلٍ منهما لما فيهما من معجزات إلهية، ودروس إيمانية عظيمة.[1]

غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وحالة الحرب التي كان يعيشها برفقة أصحابه وباقي المسلمين، تعد من المشاهد التي تبعث في النفس رهبةً وإجلالًا، حيث نتساءل كم عانوا لأجل نصرة هذا الدين، وكم تحمّلوا ليحققوا رسالة الله، لتصل إلينا نحن بسلام.

في إطار تلك السيرة العطرة، نتحدث عن كم عدد غزوات الرسول في رمضان، والتي كان لها فضلًا فوق فضلها، حيث إنها في وقت شهر رمضان المعظم، الذي من المفترض أن يكون وقتًا للصيام والتفرغ للعبادات، لتبين لنا أن الجهاد في سبيل الله عبادة أيضًا تستحق العناء.

من اللطيف في ذلك الصدد أن برغم حالة الحرب من الأمور التي تُبيح الإفطار لأن الأولوية هنا تكون تحقيق النصر، وبالتالي إن تَسبب الصيام في وهن وضعف المسلم جاز له أن يُفطر دون أن يأثم.

لكن ماذا؟ أغلب المسلمين لم يستخدموا تلك الرخصة، لأنهم كانوا يُقدمون على الغزوات بنية الاستشهاد أو الاستشهاد، فبتالي تزداد رغبتهم أن يلاقوا الله وهم مُجاهدين في سبيله، وصائمين لوجه الكريم.

لذلك سنحاول قدر الإمكان أن نشد رحال قلوبنا إلى رحاب تلك الأجواء ونحاول أن نستشعر ولو قدرًا قليلًا من تلك الغزوات كما لو كنا معهم، نحارب باسم القوي المتين، فإما النصر، وإما الشهادة.

اقرأ أيضًا: كم عدد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم

أحداث غزوة بدر

في إطار التعرف على كم عدد غزوات الرسول في رمضان، نجد أولهم غزوة بدر التي وقعت في يوم 17 رمضان عام 2 هجريًا، وهي من الغزوات الخاصة التي تحيط بها هالة مختلفة عن باقي الغزوات الأخرى، وذلك لأنها بجانب كونها أول غزوة في رمضان، فهي أولى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم.

عندما نلج باب غزوة بدر، لا بد من الشعور بالذهول والتعجب مما نسمع عنها، فهل يصدق أحدٌ أن أهم غزوة في تاريخ الإسلام، والتي خصص الله لها سورة كاملة في القرآن يسرد فيها تفاصيلها التي تقشّعر لها الأبدان، ويُثبت به إيمان كل مسلم، لم تكن في أصلها غزوة.

غزوة بدر في مقتبلها كانت ردًا للحقوق، حيث إن المشركين كانوا قد سلبوا أموال المسلمين في مكة أيام الهجرة، وعليه اختار المصطفى صلى الله عليه وسلم ذلك الوقت حتى يسترجع تلك الأموال.

كان ذلك عندما علم بقدوم قافلة قريشية تابعة للكفار بقيادة أبي سفيان بن حرب، فأمر المسلمين بالتوجّه ناحيتها لاسترداد أموالهم، والتي في حال نجاحها ستكون طعنة نجلاء في الاقتصاد القريشي.

لكن علم أشراف قريش بذلك فجهزوا أنفسهم وتوجهوا لمحاربة المسلمين بجيش يتكون من 1300 كافرًا، مقابل 300 مسلمًا، وعليه غمرهم الغرور بأنهم حتمًا الفائزين.

في ساحة المعركة وخلال المواجهة الفعلية بين الطرفين انقلبت جميع التوقعات بل انهارت تمامًا حينما حقق المسلمون انتصاراتهم بقتل 70 فردًا من أشراف قريش على رأسهم أبي جهل، فضلًا عن الأسرى بمثل العدد.

كانت معجزة غزوة بدر هي أن الله أمدّ جيش المسلمين بجيش من الملائكة، وذلك تثبيتًا من الله تعالى ونصرًا منه لمن يحارب في سبيله.

{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12].

أحداث غزوة فتح مكة

في إطار معرفة كم عدد غزوات الرسول في رمضان، ننتقل إلى الثانية منها وهي فتح مكة التي كانت في 10 رمضان عام 8 هجريًا، والتي اشتعلت فتيلتها بعد غزوة الخندق عام 5 هجريًا.

“عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَزَا غَزْوَةَ الفَتْحِ في رَمَضَانَ” [رواه البخاري].

حيث أدى فسخ التحالف الذي كان قائمًا بين كفار مكة واليهود، إلى اطمئنان المسلمين عدم محاربة الطرفين في آنٍ واحدٍ، وبالتالي استمر الرسول صلى الله عليه وسلم وباقي المسلمين في التخطيط لمدة 3 أعوام متتالية للوصول إلى الأهداف التالية:

1- حصار المشركين

أولى أهداف غزوة فتح مكة كانت هي حصار المشركين وإطلاق العنان للقوة الإسلامية للتوغل فيها لمحو آثار الكفر والوثنية بها، مع الحرص على قبول من يؤمن منهم وينشرح صدره للإسلام.

من الجدير بالذكر أن في إطار تلك النقطة فإن فتح مكة لم يهدف في المقام الأول إلى قتال المشركين، بل اتبع النبي الكريم سياسية مختلفة معهم وهي الترهيب والترغيب.

الترغيب باستخدام العفو وأساليب دعوة يغلب عليها الرأفة تعمل على جذبهم إلى الإسلام -دون إجبار- واقتلاع جذور الكفر في نفوسهم، وذلك بتجنب محاربتهم إلا في حين الاضطرار، أما الترهيب فيكمن في الحفاظ على هيبة المسلمين.

في إطار التعرف على كم عدد غزوات الرسول في رمضان، وجب التنويه إلى أنه من ثمار تلك السياسة النبوية هو إسلام العديد من أعمدة الإسلام فيما بعد، وهم خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة، الذين عاشوا أعمارًا في عتمة الكفر، لينير الله قلوبهم بالإسلام في عام 8 هجريًا، وكان ذلك زيادة لانهيار قوة مشركي مكة.

2- القضاء على القوى اليهودية

الهدف الثاني لغزوة فتح مكة كان موجّه لليهود الذي اختلف عن المُراد الوصول إليه مع الكفار، حيث كانت رغبة المسلمين الأساسية اقتلاع قوى اليهود في مكة لأنهم يكنون للإسلام الشر ويدبّرون له المكائد.

بالفعل تحقق ذلك الهدف مع قبائل بني قينقاع، وبني قريظة، وبني النضير، لتنتهي مع خيبر التي كان القضاء عليها هي الإعلان عن نهاية القوى اليهودية في شبه الجزيرة العربية.

اقرأ أيضًا: أسئلة في الدين الإسلامي صعبة وإجابتها لزيادة الوعي الديني عند الجميع

أحداث ونتائج فتح مكة

تم فتح مكة بطريقة سرية أي لم يكن المشركون على علمٍ بميعادها، حينما دخلها المصطفى صلى الله عليه وسلم مع جموع المسلمين الذين وصل عددهم إلى 10 آلاف، وهو يقرأ سورة الفتح.

كما أنه طاف حول الكعبة الذي بمجرد رؤيتها قال “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”، وتم تحطيم 360 وثنًا، ثم قام بصلاة ركعتين بداخلها، وصار يُكبّر في أنحاء البيت الحرام.

كانت نتيجة الفتح هي مبايعة أهل مكة لرسول الله، الذي أطلق سراح بعض الأسرى قائلًا لهم “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، وظل فيها لمدة 19 يومًا مع أصحابه حتى إتمام تحطيم الأصنام، وإرشاد أهل مكة لتعاليم وقيّم الإسلام.

غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان من أكثر الأمور التي تدل على حسن الإدارة النبوية التي تتميز بالبعد الاستراتيجي لمجريات الأحداث، فضلًا عن توكيد أن نصر الله دومًا قريب.

Scroll to Top