افضل الأعمال الصالحة في شهر رمضان هي ما يبحث عنها المسلم من أجل المواظبة عليها طوال أيام الشهر الفضيل لمضاعفة الأجر والثواب، والتقرب إلى الله عز وجل، كما أن الأعمال الصالحة في شهر رمضان من شأنها أن تهذب النفس والروح وينال العبد بها الرضا من الله عز وجل، لذلك نطلع عليها من خلال موقع القمة.
افضل الأعمال الصالحة في شهر رمضان
تعددت الأعمال الصالحة التي يمكن القيام بها في شهر رمضان الكريم والتي من شأنها أن تقرب العبد من ربه وتهذب نفسه وروحه، وتتمثل فيما يلي:
1- الدعاء وذكر الله عز وجل
يعد الذكر واحدًا من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد من ربه، وخاصةً في شهر رمضان الكريم، حيث إنه الشهر المقصود من تشريع العبادات حيث إن العبادات والأعمال الصالحة بشكل عام قد شُرعت من أجل إقامة ذكر الله سبحانه وتعالى، حيث قال تعالى {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}، [طه:14].[1]
كما ذهب العلماء إلى أن ذكر الله سبحانه وتعالى أفضل ما يمكن أن يشغل به الإنسان نفسه، حيث جاءت العديد من الأدلة التي تبين فضل الذكر مثل قوله عز وجل {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}، [الأحزاب:35].
بالإضافة إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال “ألا أنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكمْ وأزكاها عندَ مليكِكِمْ وأرفعُها في درجاتِكُم وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوَّكم فتضربوا أعناقَهم ويضربوا أعناقَكم قالوا بلى. قالَ ذِكرُ اللَّهِ“، (هداية الرواة).
بينما من أفضل الأذكار التي من الممكن أن يستعين بها المسلم هي الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، في الأماكن والأوقات المحددة، مثل الذكر الوارد في وقت الاستيقاظ والذكر عند دخول المسجد، مع الالتزام بالأذكار بشكل عام وفي كل الأوقات.
مع العلم بأن من أحد الآثار العظيمة التي تترتب على دوام الذكر لله سبحانه وتعالى هو نيل رضاه ومحبته والتقرب إليه، كما أنه سبب في طرد الشياطين وإزالة الهم والغم، كما تعمل على محو السيئات، إلى جانب كونها من أسهل العبادات وأقلها مجهود، كما أنه من أحد الأسباب الموجبة لدخول الجنة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الدعاء على الزوج الظالم بالموت
2- إقامة الصلاة
تعتبر الصلاة كذلك من أفضل الأعمال التي يلجأ إليها المسلم من أجل التقرب إلى الله عز وجل خلال شهر رمضان الكريم، حيث إنها الركن الثاني من أركان الإسلام الخمس، كما أنها عمود الإسلام، ويوجد العديد من الأحاديث التي لم تقتصر أهميتها على ذكر الفرائض فقط، بل بيّن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلالها أن من يحافظ على اثنتي عشر ركعة من النوافل يوميًا يُبنى له بيتًا في الجنة.
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غيرَ فَرِيضَةٍ، إلَّا بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ إلَّا بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ“، (رواه مسلم)، كما أن من يصلي الفجر فيكون له خير من الدنيا وما فيها لقول النبي صلى الله عليه وسلم “رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا“، (رواه مسلم).
من الجدير بالذكر أن من الصلوات التي كان يصليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويحث الصحابة على أدائها في شهر رمضان الكريم هي صلاة التراويح أو صلاة قيام الليل، حيث أوضح أن قيام رمضان واحد من الأسباب التي تكفر ذنوب العبد فقال “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“، (رواه البخاري).
3- قراءة القرآن الكريم
في إطار عرض افضل الأعمال الصالحة في شهر رمضان، فقد أوضح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن قراءة حرف واحد فقط من القرآن الكريم تعادل عشر حسنات، حيث قال تعالى في كتابه العزيز “مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول الم حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ“، (هداية الرواة).
لذلك يكون عدد الحسنات الناتج عن قراءة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك كبير جدًا، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من قراءه القرآن الكريم في شهر رمضان بشكل خاص، وكان جبريل عليه السلام يأتي إلى النبي ويقرئ القرآن في كل سنة لمرة واحدة.
ففي السنة التي توفى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم قام جبريل عليه السلام بعرضه مرتين، كما يمكن أن يجعل المسلم لنفسه عددًا خاصًا من الصفحات أو الأجزاء التي يقوم بقراءتها كل يوم من أيام شهر رمضان الكريم، من أجل تنظيم التلاوة بشكل يومي.
4- إتاء الزكاة
تعتبر الزكاة كذلك من أركان الإسلام الخمس، والتي ذكرنا في السابق أن إسلام المرء لا يكتمل من دونها، كما يجب أن يقوم المسلم بإخراج زكاته في شهر رمضان لما في هذا من مضاعفة في الأجر، ونيل الرحمة من الله سبحانه وتعالى، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصدقة والإحسان في شهر رمضان.
فعن ابن عباس رضي الله عنه “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ“، (رواه البخاري).
حيث يبين هذا فضل إخراج الزكاة وخاصةً في شهر رمضان الكريم، مع العلم بان إخراجها في بعض الظروف الاستثنائية مثل حدوث مجاعة أو كارثة ما في البلاد من الممكن أن يكون أفضل من إخراجها في شهر رمضان.
اقرأ أيضًا: هل يجوز للرجل أن يرضع من ثدي زوجته أثناء الرضاعة
5- الصدقة للفقراء
تعتبر الصدقة واحدة من الأسباب التي تؤدي إلى قبول أعمال وعبادات المسلم عند الله سبحانه وتعالى، كما تعمل على مضاعفة الأجر والثواب لصاحبها ومؤديها، حيث يستظل بظلها في يوم القيامة، لذلك يحرص المسلم على أداء الصدقة في شهر رمضان الكريم.
بالإضافة إلى التحري من مقدار الصدقة لكل يوم في شهر رمضان المبارك، كما يجب أن يؤديها الفرد بعيدًا عن عيون الناس، حتى تكون سرية بينه وبين ربه فقط، حيث جاء عن بعض الصحابة أنهم كانوا يتحسسوا بيوت المساكين والفقراء حتى يؤدوا الصدقة إليهم.
يحرص المسلم الحق على معرفة افضل الأعمال الصالحة في شهر رمضان حتى يواظب عليها طوال الشهر للتقرب من الله سبحانه وتعالى، والتكفير عن الذنوب المرتكبة طوال العام.