اول قبيله يهوديه نقضت عهدها مع رسول يجب العلم بها، لأن هذا الأمر جزء من الهوية الإسلامية، فيجب أن يعرف كل مسلم التاريخ الإسلامي من بدايته ليفهم سبب كل غزوة، وكل قرار اتخذه الرسول صلى الله عليه وسلم بحق هؤلاء القوم، كي يعلم أن النبي لم يجني على أحد، ومن خلال موقع القمة نعرض تفاصيل هذا الأمر.
اول قبيله يهوديه نقضت عهدها مع رسول
تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع عدد من القبائل اليهودية كلهم خانوا العهد ولم يستقروا على معاهدة اتفقوا عليها مع محمد صلى الله عليه وسلم قط، وقد كانت قبيلة بني قينقاع من القبائل اليهودية التي عاشت في يثرب قبل قدوم المسلمين إلى المدينة المنورة وقد كانوا يعملون في الحدادة والصياغة، ولهم سوق كبير خاص بهم ولم يتقبلوا الإسلام ولا المسلمين وبدأوا بخلق المشكلات.
اول قبيله يهوديه نقضت عهدها مع رسول كانت قبيلة بنو قينقاع إذ استمرت هذه القبيلة في الحديث بالسوء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والتطاول في الإساءة للمسلمين، حتى بعد غزوة بدر حين حذرهم النبي صلى الله عليه وسلم من عواقب هذه التصرفات
إذ قام أحد رجال بني قينقاع بالتعدي على امرأة من نساء المسلمين وبعدها قتلوا رجل من الصحابة، الأمر الذي أغضب الرسول واضطره إلى جمع الصحابة وتجهيز الجيش لدخول معارك مع هذه القبيلة.
اقرأ أيضًا: ماذا قال الرسول عن قبيلة حرب
بنود عهد الرسول مع بني قينقاع
قام الرسول صلى الله عليه وسلم بأكثر من عهد مع اليهود وكانوا يخرقون كل ميثاق رغم أن الرسول كان يضع بنود مرضية لهم، رغم ذلك قام يهود بني قينقاع اول قبيله يهوديه نقضت عهدها مع رسول بخرق المعاهدة، والتي نصت على ما يلي:
- كان الرسول قد ترك لهم حق التمسك بدينهم وتركهم يمارسون عباداتهم طالما هم يتركون المسلمين في حالهم يمارسون عباداتهم.
- طلب الرسول أن يتم نصر المظلوم.
- اشترط النبي أن يقوموا بالإنفاق مع المسلمين في وقت الحرب.
- آمن اليهود على دمائهم وأموالهم.
- أكد النبي على ضرورة عدم تحالف اليهود ضد المسلمين وألا يغروا المسلمين أبدًا.
- أمرهم بالحفاظ على المسلمين في المدينة المنورة وحمايتهم ضد أي معتدي.
- طلب الرسول أن يكون بين المسلمين واليهود النصح دون إثم.
غزوات الرسول مع اليهود
لا يجب الاكتفاء بالتعرف على اول قبيله يهوديه نقضت عهدها مع رسول فقط، إذ إن الرسول صلى الله عليه وسلم تعامل مع عدد كبير من اليهود، وقد أثبتوا له جميعًا أنهم خائنين للعهد وأنهم لا يحبون المسلمين ويتمنون لهم كل شر وأذى، وتاليًا نوضح سبب كل غزوة:
1- غزوة بني قينقاع
كانت هذه الغزوة في نصف شوال بالسنة الثانية من الهجرة إذ حاصر النبي بني قينقاع لمدة 15 يوم ووقعت الغزوة في منازلهم في طرف المدينة المنورة عند جسر بطحان، وذلك لأنهم أبدوا غل وكراهية شديدة للنبي بعد أن انتصر على قريش في غزوة بدر، كما أنهم حاولوا إثارة الفتنة من خلال التعدي على العرض والقتل.
وقد قالوا له “لا تغرّنك نفسك أنك قتلتَ نفرًا من قريش كانوا أغمارًا لا يعرفون القتال” فنزل الرد في القرآن الكريم بقوله تعالى {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [سورة آل عمران: 12] وقد تمكن الرسول صلى الله عليه وسلم من هزيمتهم وأمر بطردهم من المدينة.
2- غزوة بني النضير
هذه طائفة من اليهود غير اول قبيله يهوديه نقضت عهدها مع رسول كانوا قد تعاهدوا مع محمد صلى الله عليه وسلم وأثبتت الدلائل التاريخية أنهم لم يراعوا أي عهد مع الرسول بل إنهم كانوا يتحينون الفرص لنقض العهود، لأن الغدر والخيانة متأصلين في أرواحهم.
كانت هذه الغزوة بين غزوة بدر وغزوة أحد إذ اختلف الرأي حول تاريخها فالبعض قال بعد بدر بستة أشهر، والبعض الآخر قال في ربيع الأول بالسنة الرابعة من الهجرة وسببها أنهم نقضوا بنود المعاهدة التي تنص على عدم محالفة أعداء المسلمين، بل إنهم أيضًا قاموا بإرشاد الأعداء إلى مواطن الضعف في المدينة.
في أثناء غزوة السويق حين أراد نذر أبو سفيان بن حرب أن يغزو المدينة فلما خرج مع 200 راكبًا للمدينة قام بني النضير بضيافته وإخباره عن أمور المسلمين وحثوا على قتال المسلمين ونصحوا بالدخول من موطن الضعف، كما حاولوا اغتيال الرسول حين خرج مع أصحابه ليستعين بهم في دية القتيلين العامريين، وقد ورد فيهم قول الله تعالى في كتابه الكريم:
{أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [سورة المائدة: 11].
كما أن الله قد لعنهم وطردهم من رحمته إذ قال فيهم: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [سورة المائدة: 13].
وقد انتصر المسلمون في هذه الغزوة وتم اكتشاف علاقة المنافقين باليهود مثل عبد الله بن أبي سلول ومن تبعه من المنافقين، وتم جلاء يهود بني النضير من المدينة.
اقرأ أيضًا: حدثت غزوة بدر في السنة
3- غزوة بني قريظة
إن يهود بني قينقاع اول قبيله يهوديه نقضت عهدها مع رسول ولكنها لم تكن الأخيرة، إذ إن يهود بني قريظة أيضًا نقضوا العهد والوعد لذلك وصفهم الله في كتابه العزيز بشر الدواب إن شر في قوله تعالى:
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ} [سورة الأنفال :56]
وكانت هذه الغزوة آخر غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، فبعدهم طُهرت المدينة من الغدر والخيانة والأحقاد التي كانوا ينشرونها وأمن المسلمون على مالهم وأهليهم وأنفسهم.
كانت هذه الغزوة بعد غزوة الخندق، وكان يهود بنو قريظة يعتبرون خطر وعائق في أمن المدينة، لأنهم من سكانها وهم أعلم بها من غيرهم ويمكنهم محاربة المسلمين في أي وقت وقتالهم لأنهم لا يصونوا عهد في حياتهم أبدًا، وبالفعل نقضوا الميثاق الذي أقسموا على الحفاظ عليه مع الرسول
وبعد انتهاء الغزوة بفوز النبي والصحابة على بني قريظة حكم فيهم سعد بن معاذ رضي الله عنه وأمر بطردهم أيضًا من المدينة، ثم قام كعب بن الأشراف بالتوجه لفار مكة ومحاولة تشجيعهم على الاعتداء على النبي والمسلمين في المدينة، ويمدح في دينهم حتى نزلت فيه الآية الكريمة:
{ألَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} [سورة آل عمران: 23]
إن المسلم مُلزم بالتعرف على السيرة النبوية الشريفة ومطالب بالتعرف على التاريخ الإسلامي، لأن اتباع الهدي النبوي في أمور الدين والدنيا جزء من التعاليم الدينية والتي يجب الالتزام بها.