ما هي قبيلة نبي الله صالح؟ وما هو عذاب قوم سيدنا صالح – عليه السلام –؟ فكل نبي جاء حاملًا معه رسالة إلى قومه حتى يعبدوا الله عز وجل وحده وعدم الإشراك به، ويُعد نبي الله صالح من ضمن الأنبياء المذكورين في القرآن الكريم؛ لذا من خلال موقع القمة سنعرض من هي قبيلة هذا النبي.
ما هي قبيلة نبي الله صالح
أرسل الله – عز وجل – سيدنا صالح – عليه السلام – حتى يقوم بدعوة إحدى القبائل الكافرة ليعبدوا الله ويوحدوا به، وعند السؤال عن ما هي قبيلة نبي الله صالح، نجد أن قبيلة نبي الله صالح – عليه السلام – هي قبيلة ثمود.[1]
تم ذكر القبيلة في كتابه الله العزيز، حيث قال تعالى: {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} (سورة هود: 61).
نسب قبيلة سيدنا صالح
يعود نسب قوم ثمود بن عامر إلى أبناء عمومة، ويعود لثمود بن عامر بن إرم بن سام بن نوح، حيث تعتبر قبيلة ثمود هم الأعراب الذين قاموا بسكن منطقة الحجر، وهي موجودة بين الحجاز وتبوك، وورد في القرآن قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ} (سورة الحجر: 80).[2]
كما يُطلق على قوم ثمود “أصحاب الحجر” نسبةً للمنطقة التي عاشوا فيها، وكان يعمل قوم ثمود بصناعة الأصنام باستعمال الحجارة ويعبدونها؛ لذلك أرسل لهم الله نبيه صالح ليدعوهم لتوحيد الله الواحد الأحد.
وصف الله تعالى قوم ثمود بأنهن جابوا الصخر بالواد، وهذا دليل على ما قاموا به من النحت في الصخور وبنوا منه بيوتهم ومقابرهم.
اقرأ أيضًا: احمد السعدون من اي قبيلة
قصة نبي الله صالح مع قبيلة ثمود
بعد النظر إلى إجابة سؤال ما هي قبيلة نبي الله صالح، فمن الجدير بالذكر أن المولى – عز وجل – بعث سيدنا صالح – عليه السلام – إلى قومه، وتُعد قصة قوم صالح والناقة من أكثر القصص المؤثرة.
حيث إن الله تعالى أنعم على قوم ثمود بمظاهر العمران والحضارة والبنيان أيضًا، وكانوا جاحدين لله وناكرين لنعمه وعبدوا الأوثان والأصنام، فأرسل إليهم نبي الله صالح لكي يدعوهم لعبادة دين التوحيد بالله، ولكنهم قابلوا دعوته بطلب معجزة ليتأكدوا من أنه نبي.
فقال لهم نبي الله صالح إن التماثيل هي من صنع يديهم وهي لا تنفعهم ولا تضرهم، ولكنهم رأوا أن دعوته شريرة، ودخل الشك في قلوبهم بعد دعوة صالح – عليه السلام –، فقاموا بطلب شيء آخر منه وهو أن يأتي لهم بمعجزة تُثبت قدرة الله.
بالفعل أرسل الله – عز وجل – الناقة لهم، وأيد الله نبيه في ذلك الوقت بالناقة، واشترطت عليهم أن يتركوا الناقة تأكل وتشرب وتعيش دون أن يذبحوها أو يمسوها بضرر، فقال تعالى: {وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} (سورة هود: 64).
لكن قوم ثمود لم ينفذوا الشرط وقاموا بذبح الناقة، ومن هنا جاء عذاب المولى – سبحانه وتعالى – عليهم، وورد في كتابه الكريم قوله تعالى:
{فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ} (سورة هود: 65,68).
اقرأ أيضًا: الصمعاني وش يرجعون اصل قبيلة الصمعاني
عذاب قوم سيدنا صالح
بعد الإلمام بإجابة سؤال ما هي قبيلة نبي الله صالح، فلا بد من أهمية الحديث حول العذاب الذي أنزله المولى – سبحانه وتعالى – على قوم سيدنا صالح عليه السلام قوم ثمود، ويأتي العذاب فيما يلي:
- اتفق قوم ثمود على قتل الناقة، وبالفعل قاموا بذبحها.
- خرج نبي الله صالح على قومه بعد أن علم بذبحهم الناقة، وكان يرغب في معرفة لماذا فعلوا هذا الأمر وتجرأوا على تحدي الله تعالى.
- قال قوم ثمود قتلنا الناقة فأتنا بالعذاب واستعجله، إذا كُنت حقًا من المرسلين.
- أوحى الله تعالى لسيدنا صالح – عليه السلام – أن العذاب سوف يحل على ثمود، فقال لقومه تمتعوا في داركم 3 أيام هذا وعد غير مكذوب.
- لم يصدق قوم ثمود ما قاله لهم نبي الله صالح، فتركهم ومضى.
- ظل قوم ثمود يستهزئون بنبي الله صالح طوال الـ 3 أيام، ولكن في فجر اليوم الرابع تحقق وعد الله بعذابهم.
- بداية اليوم الرابع أتت الصيحة على الظالمين أنزل الله تعالى الهلاك والعذاب بهم، وأصبحوا جميعًا في ديارهم جاثمين.
- جاء في كتاب الله قوله تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} (سورة هود: 67).
يرسل الله عز وجل الأنبياء لأقوامهم حتى يدعوهم للتوحيد بالله الواحد الأحد، والابتعاد عن الشرك به بأي عبادة أخرى كالأصنام، وجاء لقوم ثمود صالح عليه السلام ومعجزته الناقة.