ماذا يفعل من أفطر أيامًا من رمضان لا يعلم عددها؟ وما هو حكم نسيان صيام القضاء؟ كتب الله تعالى على المسلمين صيام شهر رمضان المبارك وحدد لهم الضوابط الخاصة بالصيام، لذا يسعى كل مسلم إلى تجنب عصيان ما أمر الله تعالى به، لذا سوف نتناول تفاصيل هذا الموضوع من خلال موقع القمة.
ماذا يفعل من أفطر أيامًا من رمضان لا يعلم عددها؟
إن سؤال ماذا يفعل من أفطر أيامًا من رمضان لا يعلم عددها؟ من أهم الأسئلة التي يتم طرحها مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حيث توجد العديد من الآراء الفقهية حول ذلك الأمر، ليكون الرأي الأول هو التوبة النصوحة إلى الله سبحانه وتعالى عن تأخير هذا القضاء.
مع ضرورة الندم على ما بدر من تساهل، وعقد النية على عدم تكرار الأمر مجددًا لأن هذا التأخير يعد معصية ويجب التوبة عنه وقال الله تعالى في كتابه الكريم {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور:31).
أما الأمر الثاني فهو يجب تقضية الصيام على حسب ما الظن في الأيام التي تم الإفطار بها، ولا يكلف الله نفسَا إلا وسعها وكما جاء في كتاب الله عز وجل {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (التغابن:16).
الأمر الثالث هو إطعام مسكين عن كل يوم إذا كان المسلم قادرًا على ذلك، ولكن إذا كان المسلم فقيرًا ولا يستطيع الإطعام فلا شيء عليه سوى الصيام والتوبة، كما أن الإطعام واجب عن كل يوم نصف صاع من قوت البلد ومقداره كيلو ونصف.
اقرأ أيضًا: حكم المفاخذة في نهار رمضان
حكم نسيان صيام القضاء
أجمع أهل العلم على وجوب القضاء في هذه الحالة، حيث يقول الله عز وجل {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة:185)، ولكن إذا كان المسلم ناسيًا فهذا لا يمنع القضاء ولكن يزيل الإثم عنه بسبب النسيان ولا يوجد عليه كفارة ولا حرج ما دام لم يتذكر واستمر معه النسيان حتى بعد رمضان فلا شيء عليه سوى القضاء.
أما إذا تذكر المسلم قبل رمضان ولكن تساهل ولم يقضي ما عليه إلا بعد مرور رمضان فوجب عليه إطعام مسكين نصف صاع من قوت البلد سواء كان تمر أو حنطة أو أرز أو شعير يدفع لمسكين واحد.
حالات جواز الإفطار في شهر رمضان
بعد معرفة بكل ما يتعلق بموضوع ماذا يفعل من أفطر أيامًا من رمضان لا يعلم عددها يجب أيضًا معرفة أن دين الإسلام يتميز باليسر والمسامحة في أحكامه وتشريعاته، وقد أتاح الله بعض الرخص الشرعية للإفطار في رمضان لنتعرف عليهم فيما يلي:
1- حالات المرض
نوع المرض الذي يبيح له الإفطار هو نفس المرض الذي يبيح التيمم وقد أوضح العلماء أن المرض ينقسم إلى أقسام:
- المرض اليسير: وهو المرض الذي لا تترتب عليه مشقة على الصائم مثل الصداع والسكري والحمى، وأكد العلماء أنه لا يجب الإفطار بسبب هذه الأمراض لأنها لا تتسبب مشقة أو تعب أثناء الصيام.
- المرض الذي يباح فيه الفطر: يسمى بالمرض المرخص، أي أنه مرض يعطي المسلم رخصة للإفطار ويقع ضمن المرض الذي يمكن صاحبه من الصوم ولكنه يتضرر من الصيام، حيث اتفق الحنفية والشافعية على إباحة الإفطار له، بينما قال المالكية أنه يستحب له الإفطار والصوم مكروه.
- المرض الموجب للفطر: وهو المرض الذي لا يسمح للمسلم الصيام لأنه يؤذيه ويكون الإفطار بأمر من الأطباء وفي هذه الحالة يحرم عليه الصيام.
2- السفر الطويل
لقد أجمع أهل العلم على الشروط المتعلقة بإباحة الإفطار أثناء السفر وقالوا إنه لا يجب أن تقل مسافة السفر عن واحد وثمانين كيلو مترَا، وهذه المسافة التي تبيح قصر الصلاة.
3- الحيض والنفاس
يحرم على الحائض والنفساء الصيام في شهر رمضان المبارك، وهذا بسبب الضعف الذي يصيب النساء أثناء تلك الفترة وموقفهم مثل موقف المريض الذي أتيح له الإفطار، ولا يجوز للمرأة الحائض أن تنوي على الصيام إلا بعد التأكد من الطهر الكامل لها.
اقرأ أيضًا: الحكمة من صيام التطوع
4- كبر السن
أوضح العلماء أن كبر السن يعتبر سبب كافي للإفطار في شهر رمضان لأن الصيام قد يحدث مشقة على كبار السن.
يريد الله بنا اليسر ولا يريد بنا العسر وفي المقابل يجب أن نطيع الله حقه، ونحرص على إقامة الصلاة والزكاة وصيام شهر رمضان المبارك وعدم التهاون في حدود الله.