وصايا الرسول في شهر رمضان المبارك من المهم التعرف عليها لأن الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم من أهم الأمور التي يقوم بها المسلمون لأنه هو الذي تكبد العناء والتعذيب من كفار قريش وتحمل مرارة فقدان بلده التي يحبها من أجل نشر الدعوة لتصلنا بهذه البساطة على طبق من فضة ومن خلال موقع القمة نعرض هذه الوصايا.
وصايا الرسول في شهر رمضان المبارك
إن كل المسلمين يقومون باتباع السنن النبوية لأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقوم بكل شيء لصالح الناس فإن اتباع تعاليمه تساعد الإنسان على عيش حياة راضية ويسعد في الدارين وأيضًا لكي يرضا عنهم الله ويحبهم كما توصي الآية الكريمة {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة آل عمران: 31].[1]
وقد أمرنا الله بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل الأوقات تأكيدًا للإيمان كما ورد في القرآن الكريم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [سورة النساء: 59].
أما بخصوص وصايا الرسول في شهر رمضان المبارك، فإن شهر رمضان شهر عبادات وطاعة لأن به تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة، لذلك فإن المسلمين يقومون بعمل الطاعات بشكل الذي أمرنا به النبي، ليحصلوا على أكبر قدر من الحسنات.
الإنسان المسلم لن يجد قدوة خير من الرسول صلى الله عليه وسلم ليتعلم منها أمور الدين والدنيا، وقد وصى النبي بعدة أمور بخصوص شهر رمضان الفضيل فقد ورد في حديث شريف:
“قد جاءكم رمضانُ، شهرٌ مُبارَكٌ، افترضَ اللهُ عليكم صِيامَه، تُفتَحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيه الشياطينُ، فيه ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ” [تخريج المسند – الراوي: أبو هريرة].
إننا نقوم بمضاعفة العبادات والطاعات في شهر رمضان امتثالًا لأوامر الله وسعيًا للمغفرة والعفو، وتتمثل أبرز وصايا الرسول في النقاط الآتية:
- أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على ضرورة السحور إذ إن فيه بركة كما جاء في الحديث الشريف “تسَّحروا فإنَّ في السَّحورِ بركةٌ” [حديث صحيح – الراوي: أبو هريرة].
- أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعجيل الفطور وتأخير السحور كما ورد “لا تزالُ أمَّتي بخيرٍ ما أخَّروا السَّحورَ وعجَّلوا الفِطرَ” [حديث صحيح – الراوي: أبو ذر الغفاري].
- أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإفطار الصائمين فقد ورد عنه “من فطَّرَ صائمًا كُتِبَ لَهُ مثلُ أجرِهِ، إلَّا أنَّهُ لا ينقصُ من أجرِ الصَّائمِ شيئًا ومن جَهَّزَ غازيًا في سبيلِ اللَّهِ أو خلفَهُ في أَهْلِهِ كُتِبَ لَهُ، مثلُ أجرِ الغازي إلَّا أنَّهُ لا ينقصُ من أجرِ الغازي شيئًا” [معجم الشيوخ – الراوي: زيد خالد الجهني].
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي الصحابة بقيام الليل وأكد على فضله إذ قال “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ” [صحيح مسلم – الراوي: أبو هريرة].
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالاعتدال في تناول الطعام إذا قال “مَا ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِنْ بطنِهِ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلبَهُ، فإنْ كانَ لا محالةَ، فثلثٌ لطعامِهِ، وثلثٌ لشرابِهِ، وثلثٌ لنَفَسِهِ” [الجامع الصغير – الراوي: المقدام بن معدي كرب].
- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإفطار على التمر أو الماء كما ورد “إذا كانَ أحدُكُم صائمًا فليُفطِرْ علَى التَّمرِ فإن لم يجِدِ التَّمرَ فعلى الماءِ فإنَّ الماءَ طَهورٌ” [سنن أبي داود – الراوي: سلمان بن عامر الضبي].
اقرأ أيضًا: هل يجوز قول رمضان كريم وما حكم قولها
أفضل العبادات في شهر رمضان
يتبع الفرد المسلم وصايا الرسول في شهر رمضان المبارك؛ لأن هذه الشهر من الشهور التي تعرف بالخير والفضل العظيم ويرغب كل مسلم بأن يقوم بعمل الطاعات والعبادات التي ترضي المولى عنه وتساعده في الحصول على المغفرة والعفو الذي يسعى لهم، ومن خلال النقاط التالية نوضح أهم هذه العبادات:
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في المسجد وهي من السنن المهجورة والتي على الإنسان المسلم أن يقوم بها ليجدد إيمانه ويعيد الصلة بينه وبين ربه.
- بر الوالدين ومساعدة المحتاج من العبادات العظيمة في كل وقت.
- منح الصدقات يجعل الإنسان يشعر بمن هم أدنى منه ويطهر القلوب كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة التوبة: 103].
- الدعاء بالإلحاح والتوسل لله بأن يرحمنا ويعفو عنا لأن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: 186].
- قراءة القرآن لأن القرآن رفيق يعطي صاحبه حسنات كثيرة لا أول لها ولا آخر فقد ورد في الحديث الشريف “اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّكُم تُؤْجَرون عليه، وكلُّ حَرفٍ عَشْرُ حَسَناتٍ، أمَا إنِّي لا أقولُ: {الم} حَرفٌ، ولكنْ: ألْفُ عَشْرٌ، ولامٌ عَشْرٌ، وميمٌ عَشْرٌ، فتِلكَ ثَلاثون.” [صحيح – الراوي عبد الله بن مسعود].
اقرأ أيضًا: من منافع رمضان والصيام
الأعمال المكروهة في شهر رمضان
من المهم اتباع وصايا الرسول في شهر رمضان المبارك وأيضًا يلزم الانتهاء لنواهيه، إذ إن هذا الشهر الفضيل لا يصح أن يضيعه المرء في ارتكاب معاصي وذنوب أو حتى بالتراخي وعدم الاجتهاد في العبادة ومن الأعمال المكروهة ما يلي:
- مشاهدة الأفلام والأعمال الترفيهية باستمرار والنوم بشكل مفرط.
- مواصلة الصيام دون فطور أو سحور.
- المبالغة في استنشاق الماء أثناء الوضوء.
- أي فعل يحرك الشهوة في نهار رمضان.
- المبالغة في تناول الطعام والشراب.
إن اتباع الهدي النبوي في أمور الدين والدنيا يساعد الإنسان على أن يصبح شخصًا مسؤولًا وناجحًا في حياته، مما يقود إلى السعادة في الدارين.