هل تضاعف السيئات في رمضان سؤال متداول لمن هم وقعوا في ارتكاب السيئات، ومن لا يردون أن يقعوا في ارتكاب السيئات حيث إن شهر رمضان المبارك ينتظره كل المسلمين في كل أنحاء العالم للتكفير عن ذنوبهم ومضاعفة حسناتهم، ولنتعرف معًا عن إجابة هذا السؤال من خلال موقع القمة.
هل تضاعف السيئات في رمضان
إن لشهر رمضان خصوصية في قلب كل مسلم عن بقية أشهر السنة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف “إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِحَتْ أبْوَابُ الجَنَّة” [رواه: البخاري] ففيه يكثر المسلم من الطاعات والعبادات والعادات الإيجابية والروحانيات وأكدت الآيات والأحاديث النبوية الشريفة على مضاعفة الحسنات في ذلك الشهر المبارك ولكن هل تضاعف السيئات في رمضان؟[1]
الإجابة هي نعم تتضاعف السيئات من جهة الكيفية وليس من جهة العدد أما الحسنات تتضاعف من جهة الكيفية والعدد، أما السيئات بواحدة دائماً ولكن السيئة في رمضان أو في الحرم أعظم من غيرها في غير رمضان أو الحرم من جهة الإثم والكيفية، ويكون عقابها أشد وقال الله تعالى في كتابه الشريف (من جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [الأنعام: 160].
اقرأ أيضًا: امساكية رمضان الرياض
كيف تبتعد عن السيئات
بعد الإجابة عن سؤال هل تضاعف السيئات في رمضان علينا أن نخبرك بأن الوقوع في الذنب وارتكاب المعاصي من الأشياء الفطرية التي يمكن أن يقع فيها أي إنسان كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف “كلُّ ابنِ آدمَ خَطاءٌ وخيرُ الخطائينَ التَّوابونَ” [رواه أنس بن مالك].[2]
ولا يجب عليك تأجيل التوبة والاستمرار على فعل تلك السيئات بل يجب عليك استغلال شهر رمضان للإقلاع عن أي معصية تقوم بها وإليك بعض النصائح لكي تقي نفسك من ارتكاب السيئات:
1ـ تقوى الله تعالى
قال علماء الدين أن تقوى الله تعالى تأتي من اتباع أوامره واجتناب نواهيه، فهي المانع بين المسلم وبين المعاصي وهكذا يكون الإنسان يقوم بالابتعاد عن كل ما يعصي ربه.
2ـ الحياء من الله
قال العلماء أن الحياء عدة مراتب ومنها الحياء من الله سبحانه وتعاليى، وذلك عن طريق الحياء في ارتكاب المعاصي لمعرفة أن الله يرى ويسمع عباده ويطلع على كل أفعالك سواء كان في الظاهر أو الباطن.
3ـ التوبة النصوحة
حيث تعد التوبة النصوحة من أهم ما تبعد المسلم عن المعاصي فهي تنجيه من العقوبة وتجلب له السعادة والراحة النفسية وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز عن التائبين (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ الله فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ الله وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ([آل عمران: 135].
فعندما يعلم المسلم أن التوبة تكسبه محبة الله وتكون سبب في معافاته من العقوبة وإدخاله الجنة، يكون ذلك سبب في تشجيعه للابتعاد عن أي معصية والتوبة عن جميع ما قام به من ذنوب ومعاصٍ سواء كانت من الكبائر أو الصغائر.
4ـ البعد عن أسباب المعصية
يجب عليك الابتعاد عن كل مكان أو شخص أو سبب يدفعك لارتكاب تلك المعاصي مجددًا، فيجب عليك الابتعاد عن مشاهدة المحرمات والبعد عن قراءة المجلات المؤدية للفتن والمعاصي والابتعاد قدر المستطاع عن الاختلاط.
5ـ التفكير في عواقب المعصية
إذا فكرت في العواقب قبل أن تقوم بارتكاب أي معصية سيكون ذلك سببًا في إبعادك عنها وأن تلك المعصية ستبعد عنه الرزق والصحة والطاعة وتقلل البركة في أهله وعمره وماله وأن تلك المعصية ستدفعه إلى معاصي أخرى أكبر.
6ـ كثرة الاستغفار
الاستغفار يريح القلب ويذيل الذنب وقال الله تعالى في كتابه الكريم (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ([آل عمران: 136].
اقرأ أيضًا: فطار شعبي في رمضان
أثر السيئات والمعاصي على المسلم في الدنيا والآخرة
بعد الإجابة عن كل ما يتعلق بسؤال هل تضاعف السيئات في رمضان نتجه إلى أثر تلك السيئات على حياتك وآخرتك، وتتمثل تلك الآثار فيما يلي:
- نزول النقم على العبد.
- الغفلة في القلب.
- الاعتياد على الذنوب والمعاصي.
- ذهاب الحياء.
- فقدان النعم والبصيرة.
- الذل في نفسه.
- الحرمان من فعل الطاعة.
- الضعف في البدن.
- الافتقار للتوفيق في الحياة.
- الشعور بالوحشة في القلب.
لا تجعل الله أهون الناظرين إليك وجاهد نفسك للابتعاد عن أي شيء يغضب الله سبحانه وتعالى منك، ولا تخسر دنيتك وآخرتك من أجل لحظات معدودة من متعة نزواتك.. رزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة.