ما هو حكم عدم القدرة على صيام القضاء حتى دخل رمضان آخر؟ فقضاء الصيام من العبادات التي يكون لها وقت محدد، وبالأخص صيام رمضان، فمن كان قادرًا على الصيام فلا يجوز تأخيره، ويجب عليه قضائه، بالإضافة إلى صيام الكفارة وصيام النذر، لذلك اليوم سنتعرف على حكم عدم القدرة على صيام القضاء من خلال موقع القمة.
حكم عدم القدرة على صيام القضاء
إذا لم يكن لك القدرة على الصيام فيجب عليك إطعام 60 مسكين، ويكون الإطعام نصف صاع من التمر أو الأرز للفرد الواحد أي كيلو ونصف، ويسقط القضاء ما دام لك عذر، ولكن إذا لم يكن هناك عذر لن يسقط قضاء الأيام أبدًا، وإذا دخل عليك رمضان جديد يجب أن تقضي الأيام مع إخراج الكفارة عن التأخير، على جانب آخر هناك رأي آخر للعلماء وهو أن الصيام لا يسقط أبدًا، أي يقوم المسلم بقضاء الأيام عند مقدرته حتى لو تأخر.[1]
والشاهد على ذلك قوله تعالي: {أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعلَمُونَ} [سورة البقرة: 184].
اقرأ أيضًا: هل يجوز مجامعة الزوجة قبل الاغتسال من الحيض
تعريف القضاء وحكمه
القضاء هو أمر واجب حدوثه، ويعرف قضاء المسلم بلزوم صوم الأيام التي أفطرها في شهر رمضان بعد فواته، ولكن يجب أن يعرف المسلم جيدًا أن فوات الوقت المحدد لعبادة ليس أمر هين أو سهل، ويجب أن يكون هذا التفويت بعذر شرعي وأجاز الله العذر في الصيام لحالتين فقط هما السفر والمرض.
أحكام متعلقة بقضاء رمضان
توجد العديد من الأحكام والتشريعات في الإسلام متعلقة بشهر رمضان، حيث إنه أهم شهور السنة في الإسلام، وصوم هذا الشهر من أحد ركائز الإسلام، لذلك يسأل الكثيرون عن حكم عدم القدرة على صيام القضاء وغيرها من الأسئلة التي تخص رمضان، وسنوضح بعض النقاط بخصوص هذا الموضوع فيما يلي:
- التتابع في قضاء الصيام: اتفق العلماء على أنه لا يلزم القضاء بتتابع الأيام، وذلك لعدم وجود أي أدلة على وجوب التتابع، ولكن بعض العلماء يفضلون التتابع وسرعة القضاء لإبراء الذمة.
- عدم الاستعجال: أجاز أغلب العلماء في عدم الاستعجال في القضاء، ويجوز للمسلم قضاء الأيام في أي وقت من العام حتى مجيء رمضان التالي.
- تضاعف الكفارة: اختلف العلماء على تضاعف الكفارة إذا تأخرت ومر سنتان على القضاء أو خروج الكفارة، فقال الحنابلة والمالكية أن مهما تأخر الوقت لا تتضاعف الكفارة ولكن الشافعية أجازت التضاعف، ولكن الحنفية لا يجوزوا الكفارة عن الصوم من الأساس، بل يلزموا المسلم أن يصوم ما فطر من رمضان.
تأخر القضاء على المرأة
تفاوت رأي علماء المسلمين إذا دخل رمضان التالي أو مر العديد من السنوات ولم تقضي المرأة ما عليها من صيام، ونعرض لكم جميع الآراء في السطور القادمة:
- الرأي الأول: كان رأي المذهب الحنفي بضرورة الاسراع من قضاء الأيام، كإبراء ذمة، وأن الله لم يحدد موعد محدد للقضاء، ولكن تحسبًا لما يمكن أن يحدث بعد ذلك.
- الرأي الثاني: عدم جواز التأخير ومستدلين على هذا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ كان يكونُ عليَّ الصَّومُ مِن رَمَضانَ، فما أستطيعُ أن أقضِيَه إلَّا في شعبانَ؛ الشُّغُلُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أو برَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم” روت الحديث الشريف عائشة رضي الله عنها، [المصدر: صحيح مسلم]، وهذا معناه أن القضاء يفضل أن يكون في شعبان.
حكم من فطر عمد في رمضان
إفطار رمضان عن عمد هو أحد الكبائر، ويلزمه توبة نصوحة، والإكثار من الاستغفار والنية على عدم تكراره في المستقبل مرة أخرى، وحكمها ليس كحكم عدم القدرة على صيام القضاء، وأحكامه تختلف باختلاف العلماء والمذاهب، وهي:
- الرأي الأول: الحنابلة والشافعية قالوا عدم وجود كفارة على من فطر عن عمد بغير جماع؛ لأنه لم يذكر نص الكفارة بغير جماع، وعدم صحة القياس.
- الرأي الثاني: قال الحنفية بجواز صحة القياس ومثله من فطر بعمد مع الجماع ويجب أن يخرج كفارة، والمبرر أن الحالتين اجتمع فيها الشهوات وأن شهوة الأكل مثل شهوة الجنس لا تختلف كثيرًا، لذلك وجب القضاء وإخراج فدية نصف صاع من التمر أو الأرز عن كل يوم تم الإفطار فيه.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الدعاء على الزوج الظالم بالموت
متى يجوز الإفطار لعلة السفر
لكي نسأل عن حكم عدم القدرة على صيام القضاء يجب أن نسأل عن معنى عدم القدرة التي يسمح بها الإسلام، لذلك نعرض الآن شروط عدم القدرة في السفر، وهي:
- أن يكون السفر طويلًا، أكبر من 85 كيلو متر.
- ألا يكون الغرض من السفر هو الإقامة.
- ألا يكون الهدف من السفر هو ارتكاب معصية، فالرخصة تكون للتسهيل على المسلم ولا يستحق هذه الرخصة العاصي.
رمضان له العديد من الأحكام التي يتوجب عليك كمسلم قراءتها والتفكير فيها جيدًا، وبالأخص إذا كانت عن الصيام لأنه أحد الفرائض التي فرضها الله على عباده أجمعين.