هل النوم في حضن الزوج يبطل الصيام؟ وما هي حدود التعامل بين الزوجين في شهر رمضان الكريم؟ تعد تلك الأسئلة من أهم الأمور التي يلزم على المتزوجين من المسلمين أن يلموا بها حتى لا يدخلوا في باب فساد الصيام، وهذا تحديدًا ما سنقوم بتوضيحه وعرض حكمه الشرعي من خلال موقع القمة.
هل النوم في حضن الزوج يبطل الصيام
تعد العلاقة بين الزوجين وطبيعة التعامل بينهما من أهم الأمور التي يجب التطرق إليها ومعرفتها أثناء الصيام، حيث إن تلك العلاقة لها درجات بعضها مُباحًا، وبعضها مُكروهًا، فضلًا عن المُحرّم منها والذي يندرج تحت بند مبطلات الصيام.[1]
نستهل عرض تلك الدرجات بمعرفة هل النوم في حضن الزوج يبطل الصيام أم لا، والذي بحسب الإجابة التي وردت في الإسلام سؤال وجواب المتخصص في عرض الفتاوى الشرعية، بأن ذلك الأمر لا بأس به ومُباح، بشرط أن يضمن الزوجان السيطرة على أنفسهما، وعدم فعل ما يبطل الصيام.
اقرأ أيضًا: هل يجوز تكملة ختم القرآن بعد رمضان
الأمور المُباحة بين الزوجين أثناء الصيام
بالتعرف على إجابة هل النوم في حضن الزوج يبطل الصيام، من الجدير بالذكر تسليط الضوء على الأفعال المُباحة بين الزوجين أثناء الصيام، سواءً كان فرضًا أم نافلة، حيث إن الأحكام فيهما تتشابه.[2]
في هذا الصدد فإن تلك الأمور تتعدد وتختلف مثل، الحديث، والمزاح، والتقبيل والعناق، لكن الحاكم هنا هو عدم فعل أيًا مما سبق بدافع الشهوة أو قضائها، بالإضافة إلى القدرة على التحّكم في النفس من تطور تلك الأفعال حتى الوصول إلى حدوث الجماع.
نستدل على ما سبق بالاستناد على السيرة النبوية العطرة التي بها نلتزم، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يُقبّل زوجاته ويداعبهن في صيامه، لكنها كان أكثر الناس تحكمًا في نفسه وشهواته.
“عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صَائِمٌ، وكانَ أمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ” [رواه البخاري].
الأمور المُحرّمة بين الزوجين أثناء الصيام
في ضوء الحديث عن المباحات بين الزوجين وقت الصيام، لا بد أن نتطرق إلى المُحرمات التي تؤدي بدورها إلى فساد الصيام، وذلك على النحو التالي:
1– ممارسة الجماع
يعد الجماع من أهم الأفعال التي تبطل الصيام لكلٍ من الزوج والزوجة، ويكونا كلاهما آثمًا ويجب عليهما التوبة، والقضاء، والكفارة في حال كان الصيام فرض مثل رمضان، أو النذر، أو القضاء.
بينما في حال كان الصيام نافلة أو تطوع مثل صيام الإثنين أو الخميس فلا إثم عليهما ولا قضاء ولا كفارة، والحادث فقط هو فساد الصوم، مع العلم أن الجماع يحلّ لهما من وقت غروب الشمس، ذلك ما ذكره الله في كتابه الكريم.
{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة: 187].
2– الإنزال الناتج عن مداعبة
الإنزال هو خروج المني من الرجل أو المرأة بسبب الشهوة، ويحدث ذلك عند قيام أحدهما مُتعمدًا بأي فعل يثير شهوته، ويعد بدوره من مبطلات الصيام حتى وإن لم يحدث جماع بين الزوجين.
اقرأ أيضًا: هل يجوز مجامعة الزوجة قبل الاغتسال من الحيض
قضاء وكفارة فساد الصيام
بعدما عرضنا الأفعال التي تحدث بين الزوجين وتبطل الصيام، والتي لا تبطله وجب أيضًا التعرف على حكم القضاء والكفارة في حال صيام الفرض، مع العلم بضرورة أن تسبقهما التوبة والاستغفار لأن ذلك يُعتبر تعديًا على حدود الله.
بعد ذلك تأتي المُكفرات عن ذلك الذنب على النحو التالي بالترتيب، حيث إنه في حال عدم القدرة على الكفارة الأولى، يتم الانتقال إلى الثانية وهكذا، وفي هذا تبيانًا لرحمة الله ولطفه حتى بالعاصين ورأفته لضعف نفوسهم.
- عتق رقبة.
- صيام شهرين متتابعين.
- إطعام ستين مسكينًا.
على الرغم من أن نوم الزوجين وهما يضمان بعضهما لا يعد من مبطلات الصيام، إلا أنه يجب عليهما عدم التهاون مع الأمور التي تذهب بهما في طريق فساد صيامهما وخسارة ثواب الشهر الفضيل.