هل سماع الأغاني يبطل الصيام في غير رمضان

هل سماع الأغاني يبطل الصيام في غير رمضان؟ وما هو حكم سماع الأغاني بدون موسيقى؟ تُعد هذه الأسئلة من الأمور التي تهم كل مسلم يتحرّى الحلال في شتى مناحي حياته، ويسعى إلى الامتثال إلى أوامر الله، بالابتعاد عن كل ما يغضبه حتى لو كان مخالفًا لهواه، ومن خلال موقع القمة سنقوم بعرض الحكم الشرعي الخاص بسماع الأغاني.

هل سماع الأغاني يبطل الصيام في غير رمضان

في ديننا الإسلامي الحنيف توجد الكثير من الأمور الثابت كونها حلالًا أو حرامًا، وغيرها مما تدور من حولها الشُبهات، والتي من بينها سماع الأغاني، حيث يبحث العديد من المسلمين عن حكمها تحديدًا في أوقات الصيام.[1]

في هذا الإطار وكما هو معروف أن الصيام تتعدد أنواعه، من صيام الفرض مثل رمضان والقضاء والنذر، وصيام النافلة مثل التطوع، وبما إنه من العبادات العظيمة التي بها يتقرب المسلم إلى ربه، وجب عليه الابتعاد عن الأفعال التي قد تؤدي إلى بطلان صيامه.

على إثر ذلك فإن الإجابة عن سؤال هل سماع الأغاني يبطل الصيام في غير رمضان، فقد أجاب عنه العلماء بالنفي، حيث إن مُبطلات الصيام معروفة ومحددة ولا يندرج فيها سماع الأغاني.

لكن من المهم معرفة أنه على الرغم من عدم تسبب الأغاني في بطلان الصيام، إلا أنها تقلل من الأجر، لأن أغلب العلماء ذهبوا إلى اعتبارها من المعاصي التي يرتكبها المسلم، وذلك استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف التالي:

“عن أبي موسى الأشعري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ” [رواه البخاري].

فيتبين لنا من الحديث الشريف أنه من الأفعال التي تدل على نهاية الزمان التي سيقوم بها بعض المسلمين هو استحلال المحرمات مثل الزنا، وشرب الخمور، وارتداء الرجال للحرير، وأيضًا استخدام المعازف وهي الآلات الموسيقية، التي تكون مرافقة للغناء في كثير من الأحيان.

اقرأ أيضًا: هل يجوز قتل العنكبوت

حكم سماع الأغاني في رمضان

حكم سماع الأغاني في رمضان

بعد معرفة جواب هل سماع الأغاني يبطل الصيام في غير رمضان، بأن الفعل نفسه ليس من مبطلات الصوم، وجب أن نتطرق إلى حكم سماع الأغاني في شهر رمضان.[2]

من البديهي أن يكون الحكم واحدًا في جميع أحوال الصيام، ولكن ما يزيد في رمضان هو حرمة الزمان، التي فيها تتضاعف الحسنات والسيئات أيضًا.

بالإضافة إلى أن الشهر المبارك يجب فيه على المسلم اغتنام أكبر قدر من الطاعات، والابتعاد عن المُلهيات أو المحرمات حتى لو كانت تندرج تحت بند الشبهات أو محل خلاف..

أثر سماع الأغاني على قلب المؤمن

في ضوء الحديث عن الأغاني وحكمها مع الصيام، لا بد أن نُلقي الضوء قليلًا على الأثر التي تحدثه في القلب، والعقل، وأفكار ومبادئ المرء، حيث إن الأغاني من المُدخلات التي تتلقاها الحواس وتتأثر بها الجوارح بالتبعية.

على إثر ذلك نجد أن الاستماع للأغاني يُجبر الإنسان –بشكل لا إرادي- أن يدخل في حالة من المعايشة والتوحد مع حالة الأغنية سواءً كانت فرحًا أو حزنًا، كما أنها تجعل الإنسان يشعر ببعض المبالغات التي لا داعي لها.

الكارثة الأخرى للأغاني هو مضمونها الذي كثيرًا قد يكون عبارة عن كلمات لا تجوز شرعًا، وتحتوي على إيحاءات وتلميحات تخدش الحياة، وبالتالي تتسبب في تحريك شهوات المرء، التي لا تتوقف عند مرحلة الاستماع، بل تصل بالمرء إلى مرحلة الفعل الذي لا يُحمد عقباه.

أما الأثر السلبي الأقوى والذي لا يعد احتمالًا، بل هي حقيقة صرّح بها أغلب مُستمعي الأغاني، أنها تعد حائلًا بين القلب والقرآن وتدبر معانيه واستشعار آياته الكريمة، فضلًا عن تسببها في كثير من الأحيان في عدم الإقبال على قراءته من الأصل.

فلو غضضنا الطرف عن جميع آثار الأغاني السلبية، ولم يبق سوى ابتعاد المؤمن عن القرآن الكريم، لكان سببًا كافيًا ودليلًأ قويًا على ضرورة الابتعاد عنها، وفي تلك النقطة يجب على كل إنسان أن يعلم أنه على نفسه وحاله بصيرة.

ولا أحد سواه يعلم المتغيرات التي تطرأ عليه جراء أي فعل يقوم به حتى لو كان عاديًا، وما الذي يساعده على التقرب من الله، وما الذي يبني بينهما الحواجز التي تزداد يومًا تلو الأخر.

هل يختلف حكم سماع الأغاني بالموسيقى وبدون؟

من باب توضيح الصورة كاملة فيما يخص الأغاني، وجب عرض حكم سماعها بالموسيقى أو المعازف وبدونها، وفي حقيقة الأمر أن العلماء في هذا الصدد وضحوا أن الأغاني مُنقسمة إلى جزأين أولهما اللحن أو الموسيقى التي تنتج عن المعازف وهذا هو أساس التحريم -فيما عدا الدُف-

بينما القسم الجزء الثاني هي الكلمات وهنا مربط الفرس، حيث إن طبيعتها ونوعها هي التي تحدد كونها حلالًا أم حرامًا، فلو كانت الكلمات فاحشة، أو فيها عدم تأدب مع الله مثل الاعتراض على أقداره، أو إنساب الفعل لغيره، أو كانت مثيرة للشهوات، كانت حرامًا.

أما لو كانت الكلمات عادية، يليق ترديدها على المسامع دون خدش للحياء، ولا تضمن أي مخالفات شرعية، حينها جاز الاستماع لها دون موسيقى طبعًا، مثل الأناشيد، وهذا هو الحال في قول الشعر.

في هذا الصدد يستدل العلماء في هذا الرأي على الحديث النبوي الشريف الذي سأل فيه النبي الكريم عن الغناء لإحدى فتيات الأنصار في عرسها، احتفالًا بها، ومباركةً لها.

“عن عبد الله بن عباس قال: أنكحَتْ عائشةُ ذاتَ قرابةٍ لها من الأنصارِ، فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقال: أهديتُم الفتاةَ؟ قالوا: نعم، قال: أرسلتُم معها من يغنِّي؟ قالتْ: لا…”

“…فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم: إنَّ الأنصارَ قومٌ فيهم غزلٌ، فلو بعثتُم معها مَن يقولُ: أتيناكُم أتيناكُم، فحيَّانا وحيَّاكم” [رواه ابن ماجه].

اقرأ أيضًا: هل يجوز الدعاء على الزوج الظالم بالموت

ما هي مبطلات الصيام؟

بعد التعرف على هل سماع الأغاني يبطل الصيام في غير رمضان، من الجدير بالذكر أن نتعرف على الأمور الفعلية التي تُبطل الصيام، وذلك على النحو التالي:

  • الأكل والشرب مًتعمدًا.
  • القيء مُتعمدًا.
  • الجماع في نهار رمضان.
  • الحيض والنفاس.
دعاء رمضانرسائل رمضان
صور رمضانصور فوانيس رمضان
بوستات رمضاندعاء التراويح
دعاء السحوردعاء المغرب
دعاء الفجردعاء ايام رمضان
عبارات رمضاندعاء ختم القرآن في رمضان
صور رمضان كريمدعاء يوم الجمعة في رمضان
تردد قنوات مسلسلات رمضاندعاء الافطار
دعاء ليلة القدراللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنا ليلة القدرموعد ليلة القدر

على الرغم من أن سماع الاغاني وخاصةً أثناء الصيام، من الأمور الشرعية التي تحوم حولها الشبهات، وتعدد عليها الآراء، فمنهم من أباحها ومنهم من حرمها، لكن يظل من الأولى الابتعاد عنها تجنبًا لعدم كسب السيئات.

Scroll to Top