ما هو حكم إزالة الشعر أثناء الصيام في نهار رمضان؟ ما هي مبطلات الصيام؟ تعد هذه الاسئلة من أكثر ما يبحث عنه المسلمين من الرجال والنساء مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حيث إنها من الأمور التي قد تُشكّل لَبس لدى الكثيرين منهم بخصوص صحة الصيام، وهذا ما سنوضحه بالتفصيل من خلال موقع القمة.
حكم إزالة الشعر أثناء الصيام في نهار رمضان
مع اقتراب الشهر الفضيل تتعدد الأسئلة والاستفسارات التي يُرجى منها معرفة هل أغلب الأفعال الاعتيادية التي يقوم بها الكثير من الناس، تؤثر على صيامهم أم لا، وذلك للابتعاد عن المُحرمات والشبهات منها، والحفاظ على الأجر.[1]
في هذا السياق كانت من أكثر تلك الأسئلة شيوعًا والتي يتلقّاها الشيوخ باستمرار هي حكم إزالة الشعر أثناء الصيام في نهار رمضان، وجاءت الإجابة بأن الحكم الشرعي هو عدم وجود علاقة بين الفعلين، وبالتالي فإن إزالة الشعر سواءً للرجال أو النساء لا تندرج تحت مُبطلات الصيام.
بالإضافة إلى أن إزالة الشعر من الأمور المُباحة شرعًا، مما يعني أنها لا تؤدي إلى تقليل أجر الصيام الذي قد يحدث نتيجة فعل المحرمات تعمّدًا، التي من الضروري الانتباه إلى عدم طرق بابها، مثل النمص وهو إزالة شعر الحاجبين للمرأة.
“عن عبد بن عباس رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعنَ رسولُ اللَّهِ النَّامصةَ والمتنمِّصةَ” [الألباني، حديث صحيح].
اقرأ أيضًا: مبطلات الصيام في غير رمضان
ما هي مبطلات ومفسدات الصيام؟
في إطار التعرف على حكم إزالة الشعر أثناء الصيام في نهار رمضان، لا بد من التطرق إلى الأفعال التي تعد من مبطلات الصيام، أي يفسد الصيام عند حدوثها، ويلزم على المسلم حينها القضاء، أو إخراج كفارة، أو كلاهما، وذلك على النحو التالي:
1– تعمّد الأكل أو الشرب
بما أن الصيام يعني الامتناع عن الطعام والشراب، فإن من أولى الأمور التي تبطله هو دخول أي منهما إلى الجوف، بشرط أن يكون الصائم مثتعمدًا هذا الفعل لإفساد صيامه.[2]
في هذا الباب أيضًا لا بد من الانتباه إلى أن دخول المفطرات إلى الجوف قد يكون عن طريق الفم، أو الأنف كما في حال الاستنشاق، ولذلك نبّه الرسول إلى عدم المبالغة فيه وقت الوضوء لتجنب وصول الماء إلى الجوف، وذلك كما ورد في الحديث النبوي التالي:
“عن لقيط بن صبرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بالَغ في الاستِنشاقِ إلَّا أن تَكونَ صائمًا” [رواه أبو داوود، صححه الألباني].
من الجدير بالذكر أن الكثير من أهل العلم قد ذهبوا إلى أن المحاليل الغذائية التي يتم حقنها في الدماء لتحل محل الطعام والشراب، ينطبق عليها نفس الحكم.
2– تعمّد القيء
الاستقاءة أو تعمّد القيء تعد من مبطلات الصيام، ووجب على فاعلها قضاء هذا اليوم بعد انقضاء رمضان، وذلك استنادً على الحديث الشريف الآتي:
“عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: مَن ذرعَهُ قَيءٌ وَهوَ صائمٌ، فلَيسَ علَيهِ قضاءٌ، وإن استَقاءَ فليقضِ” [رواه أبو داوود].[3]
3– الجماع في نهار رمضان
الصيام الصحيح هو ما يتم فيه الامتناع الشهوات المختلفة، من الطعام والشراب، بالإضافة إلى ممارسة العلاقة الزوجية التي يعد فعلها من أكبر المحرمات ووجب على كلٍ من الزوج والزوجة القضاء، وإخراج الكفارة التي اختلف فيها العلماء على كونها تُجب على كليهما، أم الزوج فقط.[4]
نستدل على هذا الحكم من الحديث النبوي الشريف، حيث أتى رجل للنبي الكريم، وشكى له أنه واقع زوجته، فبحث له الرسول عن كفارة وذلك بالترتيب المتوالي الذي يتم الانتقال بينهم في حال عدم القدرة وهي، عتق رقبة، ثم صيام شهرين متتابعين، ثم إطعام ستين مسكينًا.
“عن أبي هريرة قال: جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: هَلَكْتُ، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: وَما أَهْلَكَكَ؟ قالَ: وَقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قالَ: هلْ تَجِدُ ما تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قالَ: لَا…” [رواه مسلم].
من الجدير بالذكر هنا أن الجماع مثله مثل الطعام والشراب، يتم الامساك عنهم في نهار رمضان فقط، وبمجرد غروب الشمس يُباح للمسلم فعلهم حتى الفجر، وذلك حسب ما ورد في الآية الكريمة:
{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187].
اقرأ أيضًا: أحكام الصيام ومبطلاته
4– نزول دم الحيض والنفاس
من الأمور التي تؤدي إلى فساد الصوم، هي نزول دم الحيض أو النفاس عند النساء، حيث يصبح عليهن في ذلك الوقت الامتناع عن الصيام -فرضًا وليس اختيارًا- كما يجب عليهن القضاء بعد رمضان دون إخراج كفارة.
تتعدد الأمور التي تهم أغلب المسلمين فيما يخص الصيام تحديدًا أبواب المبطلات التي قد لا يدري بها الكثيرون، التي لا تعتبر إزالة الشعر واحدةً منها، ولا تقلل من أجره بإذن الله.