هل تجوز الحجامة في رمضان، ولو كانت تفسده هل يجب القضاء فقط أم إخراج كفارة أيضًا؟ طُرحت تلك الأسئلة بين أغلب جموع المسلمين الذين اعتادوا على التداوي بالحجامة أو حتى حديثي العهد معها، ويرغبون بمعرفة هل الاستمرار عليه سيؤثر على صيامهم أم لا، وهذا ما سنجيب عليه من خلال موقع القمة.
هل تجوز الحجامة في رمضان
حرص الكثير من المتداوين بالحجامة على التوجّه بالاستفسار عن كونها تجوز وقت الصيام دون أن تؤدي إلى إفساده أم لا، وفي هذا صدق إيمان، وزيادة خشية لله، وتحريًا عن الحلال والحرام، حتى يلبسوا صيامهم بأي مُحرمات.[1]
في هذا الصدد فإن الأقوال والآراء فيما يخص الحجامة تختلف بين المذاهب الأربعة، حيث إنه يوجد من أباحها ومنهم من شدد على كونها من مفسدات الصيام، ولمعرفة تلك الآراء نعرضها على النحو التالي بالتفصيل:
1– المذاهب التي ترى أن الحجامة لا تفسد الصيام
في إطار الاستفسار عن هل تجوز الحجامة في رمضان، كانت آراء كلٍ من مذاهب الشافعية، والمالكية، والحنفية أنها تجوز ولا تفسد الصيام، وفسر كلٌ منهم رأيه كما يلي:
- مذهب الشافعية: على الرغم من أنهم يُبحيون الاحتجام اقتفاءً بسنة المصطفى، ويرون أنها لا تفسد الصيام، إلا إنهم كانوا أكثر ترجيحًا لكراهتها.[2]
- مذهب المالكية: كان سندهم في جواز الحجامة أثناء الصيام، أن الرسول صلى الله عليه وسلم احتجم في صيامه، فضلًا عن كون دماء الحجامة لا يجب على فاعله الاغتسال، حيث إنه يشبه دماء العمليات الجراحية التي تُبطل الصيام.
“عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ احْتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ، واحْتَجَمَ وهو صَائِمٌ” [رواه البخاري].
- مذهب الحنفية: قارنوا الحجامة بمثلها من شق الوريد لسحب عينة من الدماء، وعليه فإن دماء الحجامة لا يمكن تشبيهها بالحيض أو النفاس وبالتالي لا تُفسد الصيام، فضلًا عن عدم تسببها في وصول أي مادة داخل الجوف.
اقرأ أيضًا: هل يجوز تكملة ختم القرآن بعد رمضان
2– مذاهب ترى أن الحجامة تفسد الصيام
بعدما عرضنا آراء المذاهب المؤدية لعمل الاحتجام أثناء الصيام، لا بد وأن نتطرق إلى المذهب الأخير ألا وهو الحنابلة، الذين رجحّوا أن الحجامة مُبطلة لصيام كلٍ من الحاجم والمحتجم.
كانت حُجة الحنابلة في هذا الرأي أن الحديث المتداول عن احتجام الرسول صلى الله عليه وسلم وهو صائمًا، هو حديث منسوخ، واستندوا في رأيهم على الحديث النبوي التالي:
“عن ثوبان وشداد بن أوس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفطَرَ الحاجمُ والمحْجومُ” [حديث صحيح].
من الجدير بالذكر أن الحديث السابق فسره أهل العلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم، ذكر هذا الحكم، لأن من زمانهم كان الاحتجام يتم عن طريق سحب دم المُحتجم.
مما يؤدي ذلك إلى ضعفه وشعوره بالوهن وربما يشق عليه الصيام، وذلك بواسطة الحاجم الذي يُحتمل أن يقوم ببلع ذلك الدماء وأيضًا يفسد صومه.
اقرأ أيضًا: وجبات الإفطار في رمضان
كفارة الإفطار بسبب الحجامة
بعد عرض كافة التفاصيل المتعلقة بسؤال هل تجوز الحجامة في رمضان أم لا، يرجى العلم بأنه في حال اتبع المسلم آراء المذاهب التي تحرم الحجامة في رمضان، وجب عليه القضاء فقط، ولكن يجب عليه الرجوع إلى دار الإفتاء لمعرفة هل عليه كفارة أم لا، وقدرها.
تعددت الأقاويل الشرعية فيما يخص الحجامة فمنهم من أباحها، ومنهم أقر بأنها تفسد الصيام، ولذلك كان من باب أولى الابتعاد عنها في وقت الصيام، وإن اضطر المرء لها قضى ذلك اليوم تجنبًا للشبهات.