ما هي طريقة صلاة الاستخارة؟ وما هو الدعاء المُستحب في صلاة الاستخارة؟ تعد تلك الأسئلة من الأمور الأساسية التي ترتكز عليها تلك الصلاة التي تعد بمثابة البوصلة الإلهية لعباده، ليرشدهم بها عما يجهلونه -وهو الواقع في كل وقتٍ لمن يعلم- وعبر موقع القمة نسلط الضوء على أهم تفاصيل صلاة الاستخارة.
طريقة صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة من أهم وأجلّ العبادات التي لا يعي فضلها العديد من الناس، فضلًا عمن لا يعرفونها من الأصل، على الرغم من أنها لا بد أن تكون أحد الأساسيات في حياة كل مسلم، فلا يخطو خطوة واحدة دونها.[1]
في إطار ما سبق نعرض فيما يلي طريقة صلاة الاستخارة، حتى نتطرق فيما بعد لأهم أفضالها، ومعرفة نتيجتها، وكل تلك التفاصيل المهمة، وذلك على النحو التالي:
- إحسان الوضوء بالطريقة المعروفة لأي صلاة.
- استحضار النية -ومحلها القلب- لصلاة الاستخارة.
- صلاة ركعتين، بسورة الفاتحة وسور قصيرة.
- قول التشهد، ثم التسليم.
- بعد الانتهاء من الصلاة يظل المُصلي في مكانه، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.
- ثم يدعو دعاء الاستخارة.
دعاء صلاة الاستخارة
في إطار عرض طريقة صلاة الاستخارة، فإنه فيما يلي دعاء الاستخارة الوارد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
“اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي.
وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ -فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ”.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة بعد الحجامة بدون غسل
السور التي تُقرأ في صلاة الاستخارة
بعد معرفة طريقة صلاة الاستخارة، قد يتساءل البعض عن قصار السور التي يجب قراءتها في تلك الصلاة، وهنا تجدر الإشارة إلى عدم وجود واجب، حيث إن الشخص يمكنه أن يقرأ ما أراد من كتاب الله العزيز.
لكن وبحسب ما ورد عن دار الإفتاء المصرية، وجود استحباب لبعض الآيات التي من شأنها أن تُعظّم في نفس المُصلي الإخلاص والتضرع إلى الله تعالى بما يناسب موضع الاستخارة، ومنها نذكر ما يلي:
- {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ..} [سورة الكافرون].
- {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ..} [سورة الإخلاص].
- {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص: 68].
- {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا} [الأحزاب: 36].
دلائل نتيجة الاستخارة
من أكثر الأمور التي تؤدي إلى وجود لَبس لدى العديد من الناس هي نتيجة صلاة الاستخارة، حيث يظن أغلبهم أنه حتمًا ولا بد أن تكون على هيئة حلم أو رؤية، بها رد مباشر بقبول أو رفض الأمر محل الاستخارة.
في هذا الصدد قد رجّح العلماء أن الأحلام ليست شرطًا وحيدًا، بل إنها في كثير من الأحيان تكون نتيجة انشغال عقل المرء بالأمر بشكلٍ مُفرط، وعليه فإن النتيجة الإيجابية التي يتم الاستناد عليها تكون كما يلي، وعكسها تكون النتيجة هي العدول:
- انشراح الصدر للإقدام على الأمر.
- ظهور علامات تُسهّل اتخاذ قرارًا سليمًا حياله.
- تيسير الأمر، وفتح أبوابه الموصدة.
فضل صلاة الاستخارة
بعد الإلمام بأبرز تفاصيل صلاة الاستخارة، نتطرق إلى ذكر فضائلها التي لا تُحصى، وكما سبق الذكر بأنها من الأمور التي يجب أن تكون رفيقة أي مسلم في شتى أمور حياته الصغيرة والكبيرة، ففي هذا فلاح ونجاح لا يعيها إلا من عايش ذلك الأمر:
- ترك الخيرة لله هي من أعظم درجات الإيمان والتسليم الحقيقي.
- الاستخارة تجعل النفس مُهيأة -بنسبة كبيرة- لأي نتيجة حتى لو خالفت هواها، فهي تستخير حتى يُقدّر الله الخير لها، لا ليحقق لها مرادها الذي قد يكون في باطنه الشر، ولو بدا عليه عكس ذلك.
- استشعار قدرة الخالق، وعلمه وهيمنته على سفاسف الأمور وعظائمها، وزيادة الإحساس بالطمأنينة بأن للعبد ربًا يدبر له أمره.
- إمكانية الاستخارة بالدعاء دون الصلاة -لمن لديه عذرًا شرعيًا- وفي هذا رحمة من الله ودليلًا على قربه في شتى أحوال العبد.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الخسوف منفرداً
هل الاستخارة كافية للإقبال أو الرجوع عن الأمر
من أهم النقاط التي ربما يغفل عنها الكثيرون، هو اعتمادهم على الاستخارة وحدها في الأمور التي تتطلب الأخذ بالأسباب، وفي هذا خطأ كبير، وربما يندرج تحت بند التواكل وليس التوكل.
حيث إن الاستخارة لا تعني توقف المرء للأبد وانتظار إشارة ربانية لتحركه، بل تعني الاستعانة بالله، والتضرع إليه لمعرفة الوجهة الصحيحة التي يسير نحوها.
أيضًا من الأمور المهمة التي يجب الاهتمام بها، هي استشارة أهل الحكمة والخبرة، فإن لله عبادًا اختصهم بالرأي السديد، ربما يكون هذا الشخص من الأقارب، أو العلماء، أو أي شخص يُتوسم فيه تلك الصفات، والذي يجعله الله سببًا لمعرفة الاختيار السليم.
تشبه الحياة لوحة لا نرى منها سوى جزءًا صغيرًا، وعلى أساسها تأتي اختياراتنا، ولكي نعلم أي الأمور خير نحتاج لقوى تُبعدنا قليلًا حتى تتضح لنا الصورة على حقيقتها، وتلك هي البصيرة التي تأتي نتيجة الاستخارة.