هل يجوز للحائض قراءة القرآن من الجوال بدون وضوء؟ وهل يجوز مس الحائض لكتاب التفسير؟ نظرًا لوجود الكثير من الأقاويل حول هذا الأمر فيما يخص جواز قراءة القرآن وعدم جوازها، فيستلزم على المرأة أن تأخذ برأي العلماء والفقهاء في هذا الأمر ولا تأخذ بأقاويل الناس المُتضاربة وذلك حتى يطمئن قلبها وتهدأ شكوكها، ويبين موقع القمة أقوال الفقهاء في جواز قراءة القرآن الكريم من الهاتف إلى جانب مس الحائض لكتاب التفسير.
هل يجوز للحائض قراءة القرآن من الجوال بدون وضوء
الراجح في الإجابة عن سؤال هل يجوز للحائض قراءة القرآن من الجوال بدون وضوء هو جواز قراءة القرآن لها، حيث إن مس الهاتف لا يُسمى مس للمُصحف، وجاء في هذا الأمر قول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك:
“يظهر أن الجوال ونحوه من الأجهزة تختلف عن وجودها في المصحف، فلا توجد بصفتها المقرؤة، بل توجد على صفة ذبذبات تتكون منها الحروف بصورة عند طلبها فتظهر الشاشة وتزول بالانتقال إلى غيرها وعليه، فيجوز مس الجوال أو الشريط الذي سجل فيه القرآن وتجوز القراءة منه ولو من غيرطهارة.”.[1]
وما تم ذكره من قول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك يدل على أنه لا حرج على المرأة الحائض أن تقرأ القرآن من خلال الهاتف الجوال ودون وضوء.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قتل العنكبوت
هل يجوز مس الحائض لكتاب التفسير وقراءة القرآن منه
في سياق الإجابة عن سؤال هل يجوز للحائض قراءة القرآن من الجوال بدون وضوء هو جواز قراءة القرآن للحائض دون مس المُصحف، حيث إن المُحدث ممنوع من مس المصحف سواء كان لحدث أكبر أو أصغر وفي قول الجماهير يُذكر أن الحائض لها أن تقرأ القرآن الكريم من كتاب التفسير حيث إن هذا الكتاب ليس أكثره قرآنًا، فهو يُسمى كتاب تفسير وليس مُصحفًا، وجاء في هذا الأمر أكثر من قول وهم:
- قول شيخ الإسلام ابن تيمية: “ ليس في منع الحائض من القراءة وجود نصوص صريحة صحيحة، وقال: ومعلوم أن النساء كن يحضن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن ينهاهن عن قراءة القرآن، كما لم يكن ينههن عن الذكر والدعاء“.
- قول ابن القيم: ” ومن هذا جواز قراءة القرآن لها وهي حائض إذ لا يمكنها التعوض عنها زمن الطهر لأن الحيض قد يمتد بها غالبه أو أكثره فلو منعت من القراءة لفاتت عليها مصلحتها وربما نسيت ما حفظته زمن طهرها وهذا مذهب مالك وإحدى الروايتين عن أحمد وأحد قولى الشافعي والنبي صلى الله عليه وسلم – لم يمنع الحائض من قراءة القرآن وحديث: لا تقرأ الحائض والجنب شيئا من القرآن؛ لم يصح فإنه حديث معلول باتفاق أهل العلم بالحديث“.
- قول العلامة العثيمين في الشرح الممتععن إن “كُتُب التَّفسير يجوز مَسُّها؛ لأنها تُعْتَبر تفسيراً، والآيات التي فيها أقلُّ من التَّفسير الذي فيها، ويُسْتَدَلُ لهذا بكتابة النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم الكُتُبَ للكُفَّارِ، وفيها آيات من القرآن، فدلَّ هذا على أن الحُكْمَ للأغلب والأكثر، أما إِذا تساوى التَّفسير والقُرآن، فإِنَّه إِذا اجتمع مبيحٌ وحاظرٌ ولم يتميَّز أحدُهما بِرُجْحَانٍ، فإِنه يُغلَّب جانب الحظر فيُعْطى الحُكْمُ للقرآن، وإن كان التَّفسير أكثر ولو بقليل أُعْطِيَ حُكْمَ التَّفسير“.
بتلك الأقوال يجوز للحائض أن تقرأ القرآن الكريم من ذاكرة المحمول أو من كتب التفسير، ولا يقع عليها أي حرج في ذلك، وقد تقدم ما هو الراجح في المسألة، حيث إن الحائض ليست كالجنب في حكم المنع من القراءة، وقد صرح البعض من منعها من القراءة ولكن بجواز قراءة الأذكار من القرآن الكريم بنية الأذكار كما أشار بعض فقهاء الشافعية، كما أن قراءة آية الكرسي وسورة المُلك قبل النوم للحائض من الأمور المشروعة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز للرجل أن يرضع من ثدي زوجته أثناء الرضاعة
هل الحائض مثل الجنب في المنع من قراءة القرآن الكريم
الحائض ليست كالجنب في حكم قراءة القرآن الكريم، حيث إن الجنب لا يُمكنها قراءة القرآن الكريم إلا بعد الغُسل، والقياس بين الحالتين أمر غير صحيح حيث إن حالة الحائض مدتها أطول، ومن الممكن أن طول المُدة يكون صعب عليها ويجعلها تنسى حفظها من القرآن الكريم، وهذا على عكس الجنب التي مُدتها يسيرة فمتى فرغت من حاجتها اغتسلت وقرأت القرآن، وبناءً على هذا لا يجوز القياس بين الحالتين.
كما أن معلوم أن كل بيت لا يخلو من الحائض أو النفساء فلو كانت لا تقرأ القرآن الكريم لأوضحت للناس بيانًا عامًا بأنها حائض وبالتالي لن يخفى على أحد، أما الجنب فإنها لا تقرأ القرآن الكريم في مدة يسيرة، وبالاستناد على ذلك يكون على المرأة الحائض أن تقرأ القرآن الكريم على الصفة التي تم ذكرها في السابق، ويُمكنها قراءة البحوث والكتب التي تتضمن آيات قرآنية، ولا مانع في ذلك.
يجوز على الحائض قراءة القرآن الكريم من الهاتف الجوال، حيث إن الهاتف ليس كالمصحف، ومسه لا يعتبر مساس بالمصحف، وبالتالي فتجوز القراءة، كما يجوز على المرأة أن تقرأ الأذكار والأدعية والآيات التي تتضمنها.