صحة حديث بسم الله الرحمن الرحيم ولاحول ولاقوة إلا بالله من أهم الأمور التي لا بد من معرفتها، حيث إنه من أكثر الأحاديث المنتشرة خاصةً على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي إطار ضرورة التحري عن كل ما يُنقل على لسان الحبيب صلى الله عليه وسلم، نعرض من خلال موقع القمة صحة ذلك الحديث.
صحة حديث بسم الله الرحمن الرحيم ولاحول ولاقوة إلا بالله
تعد السنة النبوية الشريفة من أسس وركائز الدين الإسلامي، التي نقتفي آثارها لتعلّم أمور ديننا كما أمرنا بها الله سبحانه وتعالى، وذلك عن طريق المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.[1]
في إطار تلك السيرة العطرة، لا بد من معرفة أن علم الحديث من أهم العلوم الشرعية، التي يتخصص فيه مجموعة كبيرة من أهل العلم، الذين سعى الكثير منهم خلال مسيرة حياته العلمية، إلى التأكد من صحة الأحاديث التي من المفترض أنها منقولة عن الرسول الكريم.
على إثر ذلك تم تقسيم تلك الأحاديث بناءً على درجة صحتها إلى عدة أنواع، أشهرها الصحيح، والحسن والضعيف، وعليه نعرض فيما يلي أحد الأحاديث التي لقيت انتشارً كبيرًا، وتداولها العديد من الناس، ونتعرف على درجة صحتها.
“من قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبعًا بعد صلاتي الصبح والمغرب، كُتِب من السعداء، ولو كان من الأشقياء“
حيث يعد من الأحاديث التي ليس لها أصل ولا وجود في كتب الحديث، وهو من الأحاديث المكذوبة والموضوعة، وذلك طبقًا لما ورد عن موقع الدرر السنية المتخصص في البحث عن صحة الأحاديث النبوية.
اقرأ أيضًا: هل يجوز تكملة ختم القرآن بعد رمضان
ما هو جزاء من يردد الأحاديث المكذوبة؟
بالتعرف على صحة حديث بسم الله الرحمن الرحيم ولاحول ولاقوة إلا بالله، والذي ثبت أنه من الأحاديث المكذوبة، كان ولا بد من التطرق إلى ذلك الموضوع وتسليط الضوء على ضرورة التحري عما تنطق به الألسنة وتؤكد أنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم.[2]
حيث إن ذلك الأمر يغفل عنه الكثيرون ولا يلقون له بالًا، على الرغم من تحذير وتنبيه النبي بنفسه عن عِظم عقاب من يفعل ذلك، وهذا في الحديث النبوي الشريف والصحيح التالي:
“عن عبد الله بن عمرو، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً، وَحَدِّثُوا عن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ” [رواه البخاري].
يتبين لنا من هذا الحديث أن من يتعمّد نقل الأحاديث المكذوبة عن النبي، بعدما تأكد من عدم صحتها، أن جزاؤه النار، وذلك لأنه بجانب أن الكذب بشكلٍ من الأفعال المُحرمة، فإنه في هذا الصدد يُعد تأولًا على الله جل جلاله.
حيث إن الأحاديث النبوية هي في الأصل أوامر ونواهي من الله سبحانه، لأن الرسول لا ينطق عن الهوى بمعنى أنه لا يُقر أحكامًا، ولا يحلل ولا يحرم من تلقاء نفسه.
على إثر ذلك فإن نقل الأحاديث المكذوبة هو في الأصل إفتراءً على الله كذبًا، التي توعد الله فاعلها في القرآن الكريم.
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُون} [الأنعام: 21].
اقرأ أيضًا: حكمة مدرسية عن رمضان
فضل دعاء لا إله إلا الله وحده لا شريك له
ورد عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول الدعاء التالي دُبر كل صلاة، والذي يبدأ بالتوحيد وإخلاص الإيمان، وتقديس الله سبحانه، ويجوز بعده الدعاء بأي شيء أراده المسلم.[3]
“عن المغيرة بن شعبة قال: سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ خَلْفَ الصَّلَاةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ” [رواه البخاري].
ذهب بعض الفقراء إلى رسول الله ذات مرة، يبثون له شكواهم، بأن الأغنياء قد زادوهم قدرًا وإيمانًا، حيث إنهم يقومون بنفس العبادات التي يفعلونها، فضلًا عن امتلاكهم الأموال التي تجعلهم يعتمرون، ويحجون، ويتصدقون على عكسهم.[4]
ليأتي رد الرسول الكريم جبرًا لهم، من خلال إرشادهم إلى طاعات لو فعلوها كانوا أفضل من السابقين واللاحقين –إلا من فعل مثلها- وهي التي وردت في الحديث التالي:
“عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تُسَبِّحُونَ وتَحْمَدُونَ وتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فاخْتَلَفْنا بيْنَنا، فقالَ بَعْضُنا: نُسَبِّحُ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، ونَحْمَدُ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، ونُكَبِّرُ أرْبَعًا وثَلاثِينَ، فَرَجَعْتُ إلَيْهِ، فقالَ: تَقُولُ: سُبْحانَ اللَّهِ، والحَمْدُ لِلَّهِ، واللَّهُ أكْبَرُ، حتَّى يَكونَ منهنَّ كُلِّهِنَّ ثَلاثًا وثَلاثِينَ” [رواه البخاري].
كما أن الاستغفار من أعظم العبادات التي قد يُوفَّق لها المسلم، والتي يجب عليه أن يجعلها ركيزة أساسية في حياته، ولا يوجد دافع أدعى من أن النبي الكريم الذي غفر الله له ما تقدم وتأخر من ذنبه، كان مُدوامًا على الاستغفار.
والجميل في الأمر أنه كلما سُئل عن سبب هذا الفعل، كانت إجابته التي تدل على شدة الإيمان والاعتراف بأفضال الله، هي ألا أكون عبدًا شكورًا،
إن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من الحبال المتينة التي ما إن تمسكنا بهما لن نضل أبدًا، ولذلك كان واجبًا على المسلم التأكد من صحة الأحاديث قبل أن يرددها، ويمتثل لما فيها.