حكم الفطر للمسافر أول يوم من رمضان به الكثير من الأقوال، فهناك بعض الشروط التي يجب توافرها في هذا السفر والشروط لا تكون صعبة ولكنها تنظم فرائض الله التي يجب أن نطيعه فيها، لذا سنوضح ذلك الحكم الآن عبر موقع القمة مع توضيح الشروط الواجب معرفتها بشأن هذا الأمر.
حكم الفطر للمسافر أول يوم من رمضان
اتفق العلماء على شرطين لوجوب حكم الفطر للمسافر أول يوم من رمضان، وهما:
- الشرط الأول: ربط جموع العلماء إتاحة الإفطار بالمسافة التي يقطعها المسلم وهي 80 كيلو متر، ومن المفترض أن يرتبط الحكم بالمشقة التي يشعر بها المسلم ولكن شعور المشقة، هو شعور متفاوت لذلك فضل العلماء المسافة للقياس، وتلك المسافة تقريبًا 3 أيام من السفر على الأقدام.[1]
- الشرط الثاني: ألا ينوى المسلم الإقامة في البلد الذي يسافر إليها، واختلف الأئمة عن الوقت الذي يجب عليه الإقامة بها ويجوز له الصيام، ولا يصح تصريح الإفطار بعد تلك المدة، فقال الشافعية والمالكية 4 أيام، أما الحنابلة ما يقل عن 4 أيام، ومذهب الحنفي قال 15 يوم.
اقرأ أيضًا: هل سماع الأغاني يبطل الصيام في غير رمضان
الشروط المختلف عليها لإفطار المسافر
حكم الفطر للمسافر أول يوم من رمضان متساوٍ مع كل أيام رمضان، واختلف علماء الدين في بعض الشروط بسبب اختلاف مشقة السفر في عصرنا الحالي وعصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي:
- الشرط الأول: اتفق الأئمة الثلاثة الشافعية والمالكية والحنبلية على أن الإفطار في رمضان لعلة السفر، ليس فيه أي معصية لله.
- الشرط الثاني: أباح الشافعية والحنفية والمالكية بأن إذا سافر المسلم بعد الفجر وابتعد عن مدينته وسفره سوف يتخطى 80 كيلو متر فيجوز له الإفطار، ولكن قال الحنابلة إنه لاستخدام تلك الرخصة يجب أن يكون بدأ السفر بالنهار.
- الشرط الثالث: اشترط مذهب الشافعي عدم جواز هذه الرخصة إذا كان الشخص معتاد هذا السفر، ولا يشعر بشقاء به، فهنا لا يجوز له الإفطار، فمثلًا السائقين لا تتوفر لهم تلك الرخصة، لأنهم معتادون السفر بشكل دائم، يجب ألا ننسى أن الرخصة كانت بسبب المشقة مثل هبوط في الدورة الدموية أو تليف أحد أعضاء الجسم مما يعرض الشخص إلى خطر.
التفضيل بين إفطار رمضان وصيامه للمسافر
اختلف علماء الدين في الأفضل لصحة المسلم، ونعرض الآن آراء كل منهما، وهي:
- القول الأول: أن الأفضلية لمن يصوم في رمضان طالما لم يعود عليك بالسوء أو يضعف جسمك، وهذا القول يعود للشافعية والحنبلية والذين استدلوا على كلامهم من الحدث الشريف ” خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في شَهْرِ رَمَضَانَ في حَرٍّ شَدِيدٍ، حتَّى إنْ كانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ يَدَهُ علَى رَأْسِهِ مِن شِدَّةِ الحَرِّ، وَما فِينَا صَائِمٌ، إلَّا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَة” وهو حديث صحيح رواه مسلم.
قال المذهب الحنبلي يفضل الإفطار أثناء السفر “ رَأَيْتُنَا نَصُومُ، مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بَعْدَ ذلكَ، في السَّفَرِ” المصدر: صحيح مسلم.
- القول الثاني: هذا قول الحنابلة ويقولون إنه يفضل الإفطار في السفر ويستدلون على كلامهم بالحديث الشريف “ رسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ عَامَ الفَتْحِ إلى مَكَّةَ في رَمَضَانَ فَصَامَ حتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الغَمِيمِ، فَصَامَ النَّاسُ، ثُمَّ دَعَا بقَدَحٍ مِن مَاءٍ فَرَفَعَهُ، حتَّى نَظَرَ النَّاسُ إلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ، فقِيلَ له بَعْدَ ذلكَ: إنَّ بَعْضَ النَّاسِ قدْ صَامَ، فَقالَ: أُولَئِكَ العُصَاةُ، أُولَئِكَ العُصَاةُ” المصدر: صحيح مسلم، لذلك استخدام رخص الله محببة، فهو يعرف ما لا نعرفه لذلك عندما يصرح للمسلمين برخصة ما هو يدرك أنها في مصلحتهم.
اقرأ أيضًا: دعاء رمضان مكتوب للسديس
انتهاء رخصة الإفطار في السفر
تنتهي رخصة السفر عند انتهاء صفة المسافر بالنسبة له ويدخل المكان المتجه له قبل موعد أذان الفجر، وهنا يجب عليه أن ينوي الصيام ويشرع في الصيام، يجب أن نذكركم أن من شروط الإفطار في السفر هي ألا يكون السفر بغرض الإفطار أو السفر لارتكاب معصية.
المسلم مخير في صيامه من عدمه على حسب قدرة كل فرد، ولكن المسلم الذي يفطر برخصة السفر ليس عليه كفارة، فيجب عليه فقط تعويضه بعد رمضان، وعلى المسلم أن يراعي الله في صحته وأن يحافظ عليها.
أحكام الصيام في الإسلام كثيرة لذلك يجب على المسلم البحث الدائم عن أحكام الشريعة في كل ظرف، وقد أجاز الله الكثير من الرخص لتسهيل الفروض على عباده.