هل يجوز أن ينوي صيام القضاء بعد الفجر؟ وهل يفسد الصيام بنية الفطر؟ من الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين الراغبين في قضاء ما فاتهم من أيام في رمضان، ومعرفة حكم النية بعد الفجر لقضاء تلك الأيام إذا كان صحيح أم لا وهذا ما سنوضحه من خلال موقع القمة بالاستناد إلى الأدلة الدينية.
هل يجوز أن ينوي صيام القضاء بعد الفجر
اختلف الفقهاء في حكم تأخير نية الصيام بعد الفجر فمن العلماء من رأى أنه لابد من تبييت النية من الليل قبل الفجر ولا يجوز بعد الفجر، ومن العلماء من رأى أنه يجوز النية قبل الفجر وبعده كمذهب أبي حنيفة الذي يرى بجواز النية من الليل إلى نصف النهار.[1]
من العلماء من قصر تبييت النية من الليل في الفرض وأجازوا النية إلى النهار في صيام النافلة كما في الحديث عن عائشة رضي الله عنها “ كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يأتينِي فيقولُ: أَعندَكِ غَدَاءٌ؟ فأقولُ: لا، فيقولُ: إنِّي صائِمٌ، قالتْ: فَأتاني يومًا، فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ! إنَّهُ قد أُهْدِيَتْ لَنا هَدِيَّةٌ، قال: وما هيَ؟ قلْتُ: حَيْسٌ. قال: أما إنِّي أصبحْتُ صائمًا “ [صحيح مسلم].
ذهب الإمام مالك إلى أن النية في صوم رمضان تكفي في أول اليوم وتكفي للشهر كله وتغني عن تجديد النية كل يوم باعتبار رمضان عملًا واحدًا كالحج عملًا واحدًا والظاهر أن كل يوم عبادة مستقلة مسقطة لفرض وقتها بخلاف الحج.
في صوم التطوع فالأحاديث قاطعة ومؤكدة بأن النية في النهار بها جائز كعمل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والثواب بالوقت الذي نوى فيه إن كان متأخرًا أو باكرًا وهذا من ضمن موضوعنا عن هل يجوز أن ينوي صيام القضاء بعد الفجر.
اقرأ أيضًا: هل يجوز للعاقد رؤية جسد زوجته
رأي الفقهاء في حكم تبييت نية الصيام
قال الحنفية أنه يجوز تأخير النية إلى ما قبل الظهر في الحالات صوم رمضان والنذر المعين والنفل، أما في غير هذا فمنعوا تأخير النية فيها مثل قضاء رمضان والنذر المطلق وقضاء النذر المعين والنفل بعد إفساده والكفارات وغيرها.[2]
ذهب المالكية إلى أن النية لازمة في كافة أنواع الصيام سواء بالفرض، أو بالنفل، أو النذر، أو غيره، بينما فرق الشافعية والحنابلة بين الفرض والنفل فاشترطوا النية للفرض غير النفل وهذا من ضمن بحثنا عن هل يجوز أن ينوي صيام القضاء بعد الفجر.
حكم ابن الباز في تأخير نية الصيام بعد الفجر
ذكر ابن الباز أنه يجوز تأخير النية في صيام النفل دون الفرض، فإذا أصبح ولم يتناول شيئًا من المفطرات كالأكل والشرب وغيره فله أن يصوم ذلك اليوم.
أما في صيام الفرض فلابد من النية قبل طلوع الفجر سواء كفارة أو نذر أو قضاء رمضان وهذا من ضمن موضوعنا عن هل يجوز أن ينوي صيام القضاء بعد الفجر.
هل يفسد الصيام بنية الفطر؟
اختلف العلماء فيمن نوى الفطر ولم يفطر بالفعل وفرق أكثرهم في ذلك بين الفرض والنفل، بينما فرق آخرون في ذلك لأن النفل فيه تسامح على عكس الفرض من جانب الاحتياط تبرئة للذمة والصحيح التفرقة بين الفرض والنفل.
قال الشافعية والمالكية الصائم إذا نوى الفطر ولم يفطر بطل صومه لأن النية ركن في الصيام وعليه أوجبوا من لم يفطر بالفعل ونوى الفطر بقضاء ذلك اليوم قال أحمد بن حنبل والشافعي من أصبح ينوي الفطر ولم يأكل ولم يشرب فله أن ينوي الصيام ما لم تغب الشمس وصيامه صحيح.
ذكر بعض العلماء مثل ابن عابدين والسرخسي أن الصائم إذا نوى الفطر ولم يفطر لا يبطل صيامه على الإطلاق وذكر علماء آخرون من نوى الفطر ولم يفطر فعليه القضاء والكفارة ومنهم من قال عليه القضاء فقط ومنهم من قال لا قضاء ولا كفارة.
قول الحنفية والأصح عند الشافعية أن من نوى الفطر ولم يفطر فصيامه صحيح لأنه لم يفعل ما يوجب الفطر وهذا ما قاله الإمام النووي وذلك قياسًا على من نوى التكلم في صلاته ولم يتكلم فصلاته صحيحة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الإفطار للمريض بالزكام
حكم صيام النفل والفرض بنية واحدة
ذكر العلماء أنه لا يجوز أن يجمع المسلم بين نية صيام الفرض والنفل فكل عبادة مستقلة بذاتها فلا يصح الجمع بينهما بنية واحدة وصيام واحد فلابد من صيام القضاء أولًا ثم يتم يصوم ما يشاء من النافلة.
اختلف العلماء في هل يجوز أن ينوي صيام القضاء بعد الفجر على أنه يجوز في الفرض ولا يجوز في النفل للأدلة التي تبين ذلك أنه يجوز في النفل ولا يجوز في الفرض والنية ركن في الصيام.