تتساءل بعض الفتيات عن قضاء دين الصيام قبل الزواج وفي حقيقة الأمر ها التساؤل مهم للغاية ويفتح أمامنا العديد من الأبواب التي تخص مسألة قضاء صيام رمضان، ومن خلال موقع القمة اليوم سنتعرف إلى قضاء هذا الدين بالإضافة إلى الإجابة عن أبرز التساؤلات الاخرى المُتعلقة بالأمر.
قضاء دين الصيام قبل الزواج
معرفة قضاء دين الصيام قبل الزواج، من الأمور المهمة، حيث على الفتاة أن تحسب الأيام التي يجب عليها صيامها والتي أفطرتها بسبب الدورة الشهرية أو المرض.[1]
حيث يكون قضاء هذه الأيام؛ اليوم بمثله دون زيادة في الأيام، وذلك لقول الله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [سورة البقرة، الآية 185]، ولكن إذا كان التأخير دون عذر شرعي، أي بدون مرض يمنع من الصيام أو أعذار أخرى من حمل أو نفاس أو ماشابه، فيكون على المرأة أن تصوم اليوم بمثله مع إطعام مسكين عن كل يوم أفطرت به إذا كان مُيسر لها ذلك.
اقرأ أيضًا: أحاديث في فضل صيام التطوع
حكم من أفطرت في رمضان لمرض ولا تستطيع القضاء
في ضوء الحديث عن قضاء دين الصيام قبل الزواج، نجد أن من أفطرت في رمضان بسبب مرض معين ومن ثمَّ عافاها الله فعليها أن تقضي هذه الأيام بعد رمضان، ولا يلزم أن تكون الأيام التي يتم صيامها مُتتابعة، حيث إن يُمكن صيامها متفرقة حتى يتم اكتمال الأيام التي تم أفطرتها.[2]
أما في حالة أن يكون الشخص غير قادرًا على قضاء الصيام فسيبقى الدين في ذمته حتى الشفاء، حتى ولو كان هذا الشفاء بعد أعوام ما دام المرض يُمكن زواله وغير ميؤوس منه.
حتى لو بقى المرض معه ومر أكثر من رمضان، سيلتزم عليه القضاء عند الشفاء، إلا أن يُثبت الأطباء أن هذا المرض لا يزول ويجتمعوا على استمراره، فتكون الكفارة في هذه الحالة أن يتم إطعام مسكين عن كل يوم تم إفطاره.
لكن ما دام المرض يُمكن الشفاء منه فإن الصوم يبقى في الذمة حتى يُشفى الإنسان فإما أن يقضيه قضاء متتابع أو لا يلزمه التتابع وفي هذه الحالة يتم قضاؤه مُفرقًا، فيصوم ويفطر حتى ينهي كل ما عليه، ولا مشكلة في ذلك الأمر.
حكم الشرع في الرغبة في إفطار صيام القضاء
في سياق عرض قضاء دين الصيام قبل الزواج سنوضح حكم الشرع في إذا كان الشخص قد قام بصيام قضاء يوم رمضان، وأراد أن يفطر ولا يُكمله.[3]
حيث إن حكم الشرع هو عدم جواز الإفطار إلا من على كمرض أو سفر أو عذر شرعي يستوجب الإفطار، وإلا فالواجب عليه أن يقوم بإتمام الصوم المفترض عليه كقضاء رمضان والنذر، وقد أجمع العلماء على هذه المسألة بألا يجوز الإفطار إلا بوجود علة تُبيح الفطر.
هل يجوز صوم الابنة عن والدتها؟
لا يجوز أن يصوم الإنسان عن غيره في حال ما كان الإنسان الذي يصوم عنه حيًا، ولكن إذا مات فيجوز الصيام له بعدد الأيام التي عليها من قضاء، ولذا على الابنة في هذه الحال أن تصوم عن أمها أيام القضاء.[4]
لكن في حالة ألا يتيسر للابنة أن تصوم ففي هذه الحالة سيكون من المشروع لها أن تصوم بنصف صاع من التمر أو غيره من القوت، ويكون مقداره كيلو ونصف تقريبًا مع الدعاء لها بالمغفرة والرحمة.
ماذا يفعل من أفطر أيام في رمضان ولم يعلم عددها
تتساءل أحد الفتيات أنها قد أفطرت في رمضان بسبب الدورة الشهرية ولم تتمكن من صيام تلك الأيام على الرغم من نُضي الكثير من السنوات، وترغب أن تقضي ما عليها من دين ولكنها لا تعرف عدد الأيام المُتبقية فما الحل في هذه المشكلة، ويأتي جواب العلماء في مثل هذه المسألة بفعل ثلاثة أمور وهم:
1- التوبة إلى الله
على الفتاة أن تقوم في البداية في التوبة إلى الله عز وجل والندم على ما مضى من التساهل، والعزم على ألا تعود إلى فعل هذا الذنب مُجددًا، وذلك بالاستناد إلى قول الله عز وجل: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [سورة النور، الآية 31]، ويلزم التوبة في هذه الحالة حيث إن تأخير قضاء تلك الأيام معصية ومن الضروري التوبة منها.[5]
2- الصوم على حسب الظن
أن تبادر الفتاة بالصوم على حسب الظن، حيث إن الله -عز وجل- لا يكلف نفسًا إلا ما تستطيع عليه، وحيث إن من الصعب أن تتذكر الفتاة عدد الأيام التي يجب عليها قضاؤها، لذا في هذه الحالة عليها أن تأخذ بالظن فإذا ظنت أن عليها أن تصوم 10 أيام فلتصومهم.[6]
فإذا ظنت أن عليها أكثر أو أقل من ذلك فلتفعل، وذلك عملًا بقول الله عز وجل: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} [سورة البقرة، الآية 286]، ولقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن، الآية 16].
3- إطعام المساكين
على الفتاة أن تقوم بإطعام المساكين عن كل يوم وذلك في حالة إذا كانت تقدر على ذلك حتى لو يُصرف كله لمسكين واحد، وأما في حالة إذا كانت فقيرة ولا تتمكن من الإطعام فما عليها سوى التوبة والصوم.
اقرأ أيضًا: هل يجوز نية الصيام بعد طلوع الشمس
ما هو حكم صوم يوم الجمعة قضاء؟
قضاء أيام رمضان أمر لا يلزم فيه التتابع، ويُمكن أن يتم التفرقة في صيام الأيام، وفكرة أن يكون يوم الجمعة من ضمن أيام الصيام من الأمور التي تجعل الشخص يشك في جوازها من عدمه، وذلك لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا يَصُومَنَّ أحَدُكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ، إلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أوْ بَعْدَهُ.” (صحيح البخاري).
لكن في حال الرغبة في صيام هذا اليوم عن واجب كفريضة صيام رمضان، ولم يكن قادر على صومه في بقية الأيام الستة الأخرى، فيكون هذا الأمر محل نظر، فإن تم صيامه فيجوز بإذن الله، حيث إن صيام الجمعة هنا ليس بغرض الفضل وإنما القصد منها أن يفرغ فيها وهذا في الأظهر أن يصح.
لكن في حال أن يتيسر صوم آخر غير يوم الجمعة لقضاء الفريضة يكون أفضل أو أن يقوم بصيامها ولكن مع يوم قبلها ويوم بعدها، فإذا تم صيام يوم مع الجمعة سواء كان سبت أو خميس زالت الشبهة والكراهة.
معرفة أحكام قضاء صوم رمضان من الأمور الضرورية التي تخص كل مسلم، ومعرفة قضاء صوم أيام رمضان قبل الزواج من الأمور التي تهم كل فتاة بصفة خاصة، لذا على الفتاة أن تتطلع على حكم القضاء وتتعرف إلى ما إذا كان صيامه بيوم مثله أم لا.