أحكام الصيام مكتوبة من أهم الأمور التي يبحث عنها المسلمون كثيرًا في كافة بقاع الأرض وخاصة مع وقت دخول رمضان، من أجل معرفتها واتباع النهج الصحيح للصوم والاستفادة من الشهر الكريم في طاعة الله تعالى على أكمل وجه وكسب الثواب، فعلى صدد هذا يقوم موقع القمة بمناقشة أحكام الصيام وفرائضه وأركان الصوم وفوائده.
أحكام الصيام مكتوبة
إن أحكام الصيام هي الدراسة المبنية على الصوم في الشريعة الإسلامية والتي اهتم بها علماء الفقه وبنوا عليه أركان الصوم والشروط ومبطلاته والمستحبات والمكروهات وأقسامه ودينه ونوافله، والتي نطلع عليها بالتفصيل من خلال ما يلي:
1- حكم العقل في الصيام
إن الصيام قد فُرض على كل بالغ عاقل وليس على المجنون والأبله لأن الشرع قد وجه خطابه للعاقلين وليس لغير ذلك، وإما من كان مجنونًا ولكن يعود لوعيه فعليه صيام في الأوقات التي يعود إليه وعيه بها فقط.[1]
بجانب الكبار الذين بدأت تظهر عليهم التخاريف وعلى كلامهم ويهذين ليس عليهم صيام ولا دين ولا حكم ولا على أهلهم، ومن يصاب بالغيبوبة أو الإغماء أو يعيش على أجهزة تنفس وإنعاش صناعي أو من يخضع للبنج الجراحي والمخدرات الطبية أيضا ليس عليهم صيام.
لكن إن كانوا يقدرون على قضاء الصيام في الأيام التي أفطروا فيها فليهموا بفعل هذا ما عدا الذي يقع عليه حد الإغماء الطويل فهو لا تكليف عليه أو من يقع في الغيبوبة لمدة تزيد عن يومين.
اقرأ أيضًا: هل من شروط الصيام الطهارة من الحيض
2- حكم صيام الحائض والنفساء
الحائض هي من أتى عليها دم الحيض والطمث في أيام تبويضها، أما النافس هي المرأة التي ولدت ومازال ينزل منها دم النفاس والولادة، ففي كلتا الحالتين ليس عليهن أي حكم صيام حتى تنتهيان من فترتهما وإن صامت النافس أو الحائض فقد جرى عليها إثم وذنب عظيم فعليهن أن يصومن بعد أن يتطهرن ثم يقضين الأيام التي عليهن في دين الصيام.
3- حكم حبوب تأخير الحيض في الصيام
على المرأة أن تستلم لما جعلها الله به وهو الحيض ولا تقاطع قضاء الله عليها بالأدوية، مثل حبوب منع الحيض ولكن إذا استخدمت حبوب منع الحيض لأنها تريد الصيام فلا إثم عليها ولكن بشرط عدم وجود ضرر صحي عليها حتى لا ترتكب ذنب الإهمال في صحتها.
أما هناك فرق بين النزيف المهبلي والحيض فالنزيف المهبلي لا يفسد الصوم وإذا أفطرت به فهو إفطار عمد ولا يحتكم كحكم الحيض.
4- حكم الصيام والسفر
في ظل التعرف على أحكام الصيام مكتوبة، وجب التنويه على أن العلماء قد أجمعوا على أنه من حق المسافر الإفطار، ومن ينكر ذلك وجب عليه التوبة ولو اعترض وأنكر يطبق عليه حكم الردة لأن الدين معلوم وواضح.
فالجدير بالذكر أن حكم الإفطار في السفر جائز وليس واجب سواء كان السفر لمسافة بعيدة أو قريبة وإن تصحبه مشقة أم لا.
5- حكم الصيام واختلاف المواقيت
يختلف حكم الصيام بين البلاد ومواقيتها فتنقسم الحسبة إلى ثلاثة انقسامات على خطوط دوائر العرض، تتضح كما يلي:
- البلاد التي يستمر فيها النهار أربع وعشرين ساعة فأكثر فهذه البقعة يتم تقدير مواقيت الصلاة والصيام بها على حسب أقرب الجهات لها مما يكون لها ليل ونهار متقاربين في أربع وعشرين ساعة.
- البلاد التي لا يغيب فيها الغروب حتى يطلع الفجر وهي لا يتميز بها الخيط الأبيض من الخيط الأسود أي شفق الغروب والشروق وفيها يقدر الإمساك عن الصوم وقت صلاة الفجر بحساب اختلاف الشفقين.
- المناطق التي يظهر بها ليل ونهار في أربع وعشرين ساعة وتنقسم بها الأوقات وتختلف بها المواقيت ولكن يطول بها الليل في فصل مخصص من السنة والعكس في فترة أخرى يغلب طول النهار الليل.
6- حكم الصيام والمرض
بالنسبة لحكم الصيام والمرض فالمرض الذي يزيده أو يسببه الصيام أو يعمل على تأخر الشفاء منه أو يجلب مشقة للمريض وأهله له رخصة الفطر، ولكن يقضي المريض دين صيام الأيام التي أفطر بها وما فاته بعد أن يصح.
7- حكم الصيام مع الكبر والخرف
إذا بلغ الإنسان المسلم الكبر في السن وبدأ بالهذي والخرف، أو حتى لم يهذي فعليه بالإفطار وله رخصته لأن الصيام يرهق الكبار ويجدي بهم مشقة وتعب.
وبالنسبة للأمراض المزمنة فمن ابتلى بمرض مزمن يمكن للصوم أن يضره أو يجعل حالة المرض تسوء فله رخصة الفطر.
والمرض المزمن هو المرض الذي قد يشخصه الأطباء بأن المريض لن يشفى منه ابدًا على حسب المعلومات الطبية.
ولكن اختلف العلماء في حكم الكفارة لهم وهل لهم رخصة للإفطار بدون إطعام مسكين أو كفارة أم سقط عنهم الصيام وبدون كفارة وكان أغلب الرأي أنه قد سقط عنهم الصيام إذا زاد سنهم أما من كان في شبابه فعليه بالإطعام.
اقرأ أيضًا: أحاديث في فضل صيام التطوع
8- حكم صوم الحامل والمرضعة
بالنسبة للحمل والرضاعة فليسوا رخصة للفطر في فقه الصيام ولكن إذا كان هناك خطر على الحامل والمرضع أو خطر على الجنين فلهم رخصة إفطار ولكن اختلف العلماء هل عليهم قضاء دين أم إطعام أم سقط صوم من عليهم فقال الشيوخ أن المرأة التي يأتي عليها رمضان بين الحمل والرضاعة ليس عليها القضاء ولكن إطعام أما من تقدر وتسمح لها الفرصة فعليها القضاء والإطعام أيضًا.
فقه الصوم يحمل أحكامًا كثيرة لكل حالات الصيام في مختلف الحالات، فلقد حدد الدين الحنيف مجموعة من القواعد والأحكام التي تنظم تلك الفريضة الجليلة مع التيسير على الأمة الإسلامية.