هل رأي الصحابة ليلة الْقَدْرِ؟ وما علامات هذه الليلة المباركة؟ إن ليلة القدر من الليالي التي تهم كل مسلم، لأنها تحتوي على العديد من المنافع والمميزات التي تعود على المسلمين بالخير، وتجعلهم يعملون بجهد أكبر للقيام بكل الطاعات والعبادات التي تجعل الله يرضى عنهم، ومن خلال موقع القمة نعرض إجابة هذا السؤال وكل ما يخص ليلة القدر.
هل رأي الصحابة ليلة الْقَدْرِ
إن النبي صلى الله عليه وسلم أكد على أن ليلة القدر تأتي في العشر الأواخر من رمضان وذلك ورد في حديث “تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ” [صحيح البخاري – الراوي: عائشة أم المؤمنين] ولكنه لم يخبر أي يوم تحديدًا.[1]
وبخصوص سؤال هل رأي الصحابة ليلة الْقَدْرِ؟ فإنه لا يوجد إشارة واضحة تأكد ذلك إلا فيما ورد عن أحد الصحابة: “أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَأَرَانِي صُبْحَهَا أَسْجُدُ في مَاءٍ وَطِينٍ. قالَ: فَمُطِرْنَا لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ، فَصَلَّى بنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَانْصَرَفَ وإنَّ أَثَرَ المَاءِ وَالطِّينِ علَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ. قالَ: وَكانَ عبدُ اللهِ بنُ أُنَيْسٍ يقولُ: ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ.” [عبد الله بن أنيس].
اقرأ أيضًا: ليلة القدر فضلها وخصائصها
علامات ليلة القدر
إن سؤال هل رأي الصحابة ليلة الْقَدْرِ؟ مر ببال الكثير من المسلمين وكذلك مر بذهنهم الاستفسار عن علامات ليلة القدر، لأنهم يدركون مدى أهمية هذه الليلة فضلها العظيم وبالتالي يرغبون بالاستعداد لها بكل طاقاتهم كي يفوزوا الفوز العظيم الذي تمنحه لهم، وفيما يلي نوضح علامات هذه الليلة:
- لأن الله يجعل الملائكة تنزل للأرض في هذه الليلة، فإن أرواح المؤمنين تجعلهم يشعرون بالسكينة والطمأنينة.[2]
- تقل الشرور والكوارث في هذه الليلة لأن الله سبحانه وتعالى يجعلها تمر في سلام، كما ورد في قوله تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} [سورة القدر].
- بعد هذه الليلة تكون الشمس دون شعاع والجو ليس حارًا أو باردًا.
“إنَّ ابنَ مسعودٍ يقولُ: مَن قام السَّنةَ أصاب ليلةَ القدرِ فقال أُبَيٌّ: واللهِ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو إنَّها لفي شهرِ رمضانَ – يحلِفُ ما يستثني – واللهِ إنِّي لأعلَمُ أنَّ ليلةَ القدرِ هي هذه اللَّيلةُ الَّتي أمَرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نقومَها صبيحةَ سبعٍ وعشرينَ وأمارتُها أنْ تطلُعَ الشَّمسُ في صبيحةِ يومِها بيضاءَ لا شعاعَ لها كأنَّها طَسْتٌ” [صحيح ابن حبان – الراوي: أبي بن كعب]
هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة
في إطار الحديث حول هل رأي الصحابة ليلة الْقَدْرِ، فإنها ليلة مبهمة وهي تنتقل من ليلة لأخرى، حيث يمكن أن تأتي في الأيام الوترية مثل ليلة 23 وليلة 27 أو في العشر الأواخر بوجه عام وهي ليست ثابتة، فيمكن أن تأتي في رمضان ليلة 21 وفي رمضان التالي تكون مغايرة.[3]
ولم يخبر النبي الصحابة في أي ليلة تكون إذ إنه لم يرد أن يتراخوا وتقل عزيمتهم، وبهذه الطريقة يلتمسوها في أي يوم ويجتهدون خلال العشر كلهم، لأنهم كلهم في رمضان وهو شهر الخير والبركات.
اقرأ أيضًا: ما يستحب في ليلة القدر
فضل ليلة القدر
أجبنا عن هل رأي الصحابة ليلة الْقَدْرِ، والآن دور الحديث عن فضل هذه الليلة العظيمة، والتي لها سورة خاصة بها في القرآن ومن اللازم التعرف على فضائلها، لكي يتحفز المسلمون للقيام بالأعمال الطيبة والعبادات التي يحصد بها جبال من الحسنات، ونوضح هذه فضائل فيما يلي:
- بهذه الليلة انزل الله القرآن على محمد عليه الصلاة والسلام كما ورد في القرآن الكريم في قوله تعظم وتعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)} [سورة القدر].[4]
- يضاعف الثواب والحسنات في هذه الليلة إذ يقدر العمل الصالح بالأضعاف كما ورد في القرآن الكريم {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [سورة القدر].
- إن هذه الليلة مليئة بالخير والروحانيات العالية إذ إن الملائكة تنزل للأرض، كما في قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} [سورة القدر].
ليلة القدر من أعظم الليالي بالنسبة للمسلمين، إذ إنها من الأوقات التي يمنحها الله لعباده الصالحين لكي يساعدهم على نيل المغفرة والعفو ولينزل عليهم الرحمات.