ما صحة حديث عمرة في رمضان تعدل حجة معي؟ وما هو شرح الحديث؟ حيث تتعدد الآثار النبوية الشريفة التي تحدثنا عن فضل زيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج والعمرة، ونختص في هذا الصدد فضل الأخيرة، وذلك من خلال موقع القمة ونسلط الضوء على أهم التفسيرات التي تناولت ذلك الحديث الشريف.
صحة حديث عمرة في رمضان تعدل حجة معي
ورد لنا من نفحات السنة النبوية العطرة الكثير من الأحاديث التي يوضح فيها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فضل العمرة خاصةً في شهر رمضان المُعظّم، وبما أننا أوشكنا على الاقتراب من تلك الأيام المباركة، نعرض أهم تلك الأحاديث الصحيحة وذلك على النحو التالي:[1]
“عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: لَمَّا رَجَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حَجَّتِهِ قالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الأنْصَارِيَّةِ: ما مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟ قالَتْ: أبو فُلَانٍ -تَعْنِي زَوْجَهَا- كانَ له نَاضِحَانِ، حَجَّ علَى أحَدِهِمَا، والآخَرُ يَسْقِي أرْضًا لَنَا. قالَ: فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً -أوْ حَجَّةً مَعِي-” [رواه البخاري ـ حديث صحيح].
اقرأ أيضًا: صحة حديث من صام رمضان واتبعه بست من شوال
شرح حديث عمرة في رمضان تعدل حجة معي
يُظهر لنا الحديث النبوي الشريف مدى رفق النبي الكريم الذي أرسله الله رحمةً للعالمين، حينما مرّ على إحدى نساء الأنصار السيدة أم سنان، وذلك عند عودته من الحجة الوحيدة له صلى الله عليه وسلم، وهي حجة الوداع.[2]
وطرح عليها سؤالًا عن عدم أدائها للحج معهم، لتجيبه بأن لها وزوجها ناضحان -أي البعير الذي يحمل الماء- فأخذ أبا سنان واحدًا وذهاب ليحج، وترك الأخر حتى يسقي أرضهما.
ليأتي رد الرسول الكريم -الذي لا ينطق عن الهوى- وذلك تخفيفًا عنها، بأنها إن اعتمرت في شهر مضان، نالت ثواب الحج معه، وكأنها لم يفتها شيئًا.
اقرأ أيضًا: ما صحة حديث تابعوا بين الحج والعمرة
فضل العمرة في شهر رمضان المبارك
في ضوء التأكد من صحة حديث عمرة في رمضان تعدل حجة معي، يُبين لنا هذا الحديث الصحيح أن أداء العمرة في شهر رمضان بمثابة أداء فريضة الحج برفقة رسول الله من حيث الأجر، وفي هذا دليل على مدى عِظم الأجر والثواب في الأوقات المُشرّفة مثل رمضان.
فكما هو معروف أن حرمة الزمان والمكان تؤديان إلى مضاعفة الحسنات والسيئات، وكان لشهر رمضان تشريف الزمان الذي تكون فيه أصغر الأعمال الصالحة لها مثقال عظيم في الميزان، فما البال بأكبرها مثل العمرة.
أن يحج المرء ويكون رفيقًا للمصطفى من الأمور العظيمة أجرًا، وهذا هو المشهد الذي يجب أن يتخيله كل من يؤدي مناسك العمرة في رمضان، بحسب بشرى النبي الكريم في حديثه الشريف.