وصية الرسول في السحور يرغب كل مسلم في معرفتها ليقوم بتطبيقها في حياته بما يضمن له رضا المولى عز وجل، لأن الله أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وقد شدد الله في القرآن في أكثر من موضع أن اتباع هدي النبي يساعد المرء على تحقيق السعادة في الدارين، ومن خلال موقع القمة نعرض وصايا النبي بخصوص السحور.
وصية الرسول في السحور
يقتدي كل المسلمين بسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بهدف أن يكونوا من الفئة التي يشفع لها يوم القيامة، لذا يهمهم أن يتعرفوا على النمط الذي كان الرسول الكريم يسير عليه في رمضان وماذا كان يفعل في كل موقف من مواقف الحياة اليومية.[1]
يلزم بالطبع التعرف على وصية الرسول في السحور، إذ إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان شديد الحرص على السحور، لذلك كان يحث المسلمين على عدم إهمال هذه الوجبة، كما أنه قد ورد في حديث له “تسَّحروا فإنَّ في السَّحورِ بركةٌ” [حديث صحيح – الراوي: أبو هريرة]
وقد ورد عن النبي أن السحور هو من الأمور التي تفصل بين المسلمين والأمم التي سبقتهم من أهل الكتاب إذ قال “فَصْلُ ما بيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ” [الحديث صحيح – الراوي: عمرو بن العاص]
أفضل أوقات السحور
كل مسلم يعرف وصية الرسول في السحور أنه من الضروري الحرص على تناول السحور، إذ إنه نصح الصحابة بالاستعانة بطعام السحور لصيام نهار رمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤخر السحور فقد ورد في حديث نبوي “لا تزالُ أمَّتي بخيرٍ ما أخَّروا السَّحورَ وعجَّلوا الفِطرَ” [حديث صحيح – الراوي: أبو ذر الغفاري].
إذن فإن أنسب توقيت للسحور أن يكون قريبًا من الفجر بحيث يكون الفرق بين السحور وصلاة الفجر حوالي 20 دقيقة أو أقل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحيانًا يتسحر مع إحدى زوجاته أو مع أحد الصحابة.
اقرأ أيضًا: أفضل وجبات سحور صحي للرجيم في رمضان
فضائل السحور
في إطار الحديث عن وصية الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه من الضروري التعرف على فضائل هذه العبادة لكي يتم وضع نوايا صحيحة يؤجر عليها المرء، إذ إن السحور ليس سنة من النبي فقط بل حثنا عليها القرآن الكريم كما قال الله تعالى في كتابه العزيز {…وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ…} [سورة البقرة -187]
فالجدير بالذكر أن السحور له فوائد معنوية ومادية وشرعية نعرضها عليكم فيما يلي:
- السحور هو امتثال لأوامر الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
- يعين السحور العباد على صلاة الفجر في جماعة.
- يساعد السحور الإنسان على الاستيقاظ من النوم في وقت السحر والذي ينزل الله فيه للسماوات الدنيا فيخصص العبد هذا الوقت للقيام والدعاء والاستغفار.
- تناول طعام السحور يعطي المسلم قوة تجعله قادر على القيام بالعبادات، ويستطيع من خلاله تحمل أعباء الصيام والقيام بالطاعات والعبادات المفروضة.
- وجبة السحور تجعل المسلمين مخالفين لأهل الكتاب بالتالي هي مطلب شرعي.
كيف كان إفطار النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
بعد تتبع وصية الرسول في السحور فمن اللازم ذكر الطريقة التي كان النبي يتبعها في الإفطار، إذ كان يقول الأدعية وأذكار المساء حتى يسمع أذان المغرب فيقوم بالإفطار على الرطب، وهو التمر كما ورد “كانَ يُفطرُ على رُطَباتٍ قبلَ أنْ يصلِّي، فإنْ لمْ تكنْ رُطَباتٌ فتمراتٌ، فإنْ لمْ تكنْ تمراتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ من ماءٍ” [حديث حسن – الراوي: أنس بن مالك]
وأكد النبي على ضرورة التعجيل بالفطور وإنهاء الصيام لو من خلال بل العروق بالماء وبعدها التوجه لأداء الصلاة كي ترتاح المعدة وتتمكن من تناول الطعام براحة وتهضمه بشكل جيدًا بعدما حصلت على ماء أو تمر بعد فترة الانقطاع عن الطعام.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصيام بدون سحور في غير رمضان
آداب الطعام النبوي
استكمالًا للحديث عن وصية الرسول في السحور، فإن المسلم شغوف دائمًا بالتعرف على شخصية خير الأنام في كل الجوانب الحياتية حتى الطعام والشراب الذي كان النبي يفضلها يرغبون بمعرفتها.
لأنهم متيقنون أن النبي لم يرغب في شيء إلا وكان له فضل عظيم ولم ينفر من شيء، إلا وكان ضرره شديد، لذلك من المهم التحلي بأخلاق النبي في كل شيء حتى في تناول الطعام والشراب، وهو ما نوضحه من النقاط التالية:
- ذكر اسم الله والتسمية قبل تناول كل طعام وبصوت مسموع لتذكير من حولنا بالأمر.
- الامتناع عن التأخير والانشغال بأي شيء حين يجتمع الآخرين على الطعام.
- الأكل من الطعام المقابل لك وأكله باليد اليمني فقد ورد عن النبي “يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بيَمِينِكَ، وَكُلْ ممَّا يَلِيكَ” [صحيح مسلم – الراوي: عمر بن أبي سلمة].
- الجلوس بشكل صحيح وعدم الاتكاء خلال تناول الطعام.
- تناول الطعام باعتدال وعدم تعبئة المعدة بأكثر من طاقتها فقد ورد في حديث شريف “مَا ملأَ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِنْ بطنِهِ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلبَهُ، فإنْ كانَ لا محالةَ، فثلثٌ لطعامِهِ، وثلثٌ لشرابِهِ، وثلثٌ لنَفَسِهِ” [الجامع الصغير – الراوي: المقدام بن معدي كرب].
- التوقف عن إحداث أصوات مزعجة خلال تناول الطعام.
- حمد الله على النعم بعد إنهاء الأكل.
يتبع المسلم كل ما كان يقوم به النبي ليس فقط في تناول السحور، بل في كل العبادات من صلاة وقيام، ويلتزم بسلوك النبي في نهار رمضان فلا يغضب ولا يسيء لأحد قولًا أو فعلًا.