ماذا يقرأ في صلاة التهجد؟ وما هو فضل صلاة التهجد؟ إن للصلاة مكانة عظيمة في الدين الإسلامي فهي الرابط الحقيقي بين العبد وربه، إذ شرّع الله تلك الفريضة، وأحبّ أن يجعل منها تطوعًا للتقرب منه زلفى، وفي رحاب تلك النسائم الإيمانية نعرض من خلال موقع القمة التفاصيل المُتعلقة بالتهجد.
ماذا يقرأ في صلاة التهجد
تتعدد صور ومواقيت صلوات النوافل في الإسلام، والنوافل هي كل ما دون الفريضة، والتي يؤديها المُسلم بنيّة التقرب إلى الله والفوز بالحسنات، وفي هذا الإطار نختص بالذكر أعظم تلك الصلوات ألا وهي صلاة التهجد.[1]
في هذا الصدد يطرح الكثير من الناس سؤالًا شائعًا، وهو ماذا يقرأ في صلاة التهجد خاصةً من كان منهم حديث عهد مع تلك الصلاة، وفي حقيقة الأمر أنه لم يُرد في القرآن نص ثابت بتحديد آيات قرآنية للتهجد.
لكنه ورد عن السنة النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ سور الأعلى، والكافرون والإخلاص، لكنها ليست فرضًا حيث يجوز للمسلم اختيار أيًا من السور القرآنية لأداء صلاة التهجد، وكل حرف من كتاب الله هو خير.
كيفية أداء صلاة التهجد
في ضوء طرح سؤال ماذا يقرأ في صلاة التهجد، لا بد من عرض كيفية أدائها، وهنا يجب العلم أن قيام الليل أو التهجد مثله كمثل باقي الصلوات من حيث الأركان والشروط.
أما من ناحية عدد الركعات فهي مفتوحة أقلها ركعتين وقد تصل إلى 11 أو 12 ركعة بحسب قدرة المُصلي، مع العلم أنها تُصلى مثنى مثنى، أي يتم التسليم بعد كل ركعتين متتاليتين، والقيام مرة أخرى للصلاة وهكذا.
وذلك عن الحديث النبوي الشريف الذي فسره أغلب العلماء أن الحكمة من بدأ الصلاة بركعتين يكون بهدف تهيئة الجسد والنفس على جو الصلاة، فلا يشعر المرء بالملل سريعًا.
“عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ” [رواه مسلم].
من الجدير بالذكر هنا أيضًا -والكلام مُوجّه للمبتدئين في التهجد- أنه يُفضل أن تكون عدد الركعات في الفترة الأولى قليلة، وذلك باتباع نصيحة أفضل العبادات أدومها وإن قل، حيث إن بداية العبادة بعزم كبير وتحميل النفس فوق طاقتها يؤدي إلى نتائج عكسية.
اقرأ أيضًا: الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح
الفرق بين التهجد وقيام الليل والتراويح
بعد معرفة الإجابة عن سؤال ماذا يقرأ في صلاة التهجد، من الجدير بالذكر توضيح الفرق بين 3 أنواع من أسماء الصلوات أو العبادات يتكرر ترديدها على المسامع، ولا يعرف أغلب المسلمين الاختلاف بينهم، وهم التهجد وقيام الليل، والتراويح.
في حقيقة الأمر أن تلك الأسماء في العموم هي مُفردات مختلفة لعبادة واحدة، وهي أي صلاة يتم أداؤها من بعد العشاء وليست فريضة، والفرق هو التوقيت الذي تُقام فيه، مع اختلافٍ آخر طفيف نوضحه على النحو التالي:
- قيام الليل هو أي عبادة يقوم بها المسلم من صلاة أو غيره، من بعد العشاء دون أن يفصل بينهما بالنوم.
- أما التهجد هي صلاة نافلة من بعد العشاء، لكن بعد نوم عدد من الساعات، ومن ثم الاستيقاظ في الليل لأدائها.
- أخيرًا التراويح وهي قيام الليل في شهر رمضان المبارك.
نستنتج مما سبق أمرين مهمين، ألا وهما:
- أن قيام الليل ليس مقتصرًا على الصلاة فقط -وإن كانت أعظم العبادات فيه-، ولكن المقصود به هو أي عبادة يتقرب بها العبد لربه في ذلك الوقت الذي يكون أغلب الناس فيه مُستغرقون في النوم، أو أي نوع من المُلهيات.
- أن كل تهجد هو قيام ليل، ولكن ليس كل قيام ليل هو تهجد.
صلاة التهجد في القرآن الكريم
الصلاة بشكل عامٍ هي نعمة ومنَّة من الله عز وجل على عباده، ولا يعي فضلها إلا من هدى الله قلبه، فهي الحبل المتين الذي لا ينقطع بين الإنسان وربه.
في إطار صلاة التهجد أو قيام الليل فقد تحدث الله عنها في كتابه الكريم في مواضع عدة، وفي هذا الاختصاص تبيانًا لفضلها العظيم، وذلك على النحو التالي:
- {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا} [المزمل: 1 – 4].
- {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء: 79].
اقرأ أيضًا: ما حكم تأخير الصلاة ساعة أو ساعتين
صلاة التهجد في السنة النبوية
من خلال اقتفاء آثار السنة النبوية الشريفة العطرة، نتلمس فضل صلاة القيام التي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم كم كان يُكثر من أدائها، فضلًا عما ورد عنه بأنها أفضل الصلاة من بعد الصلاة المكتوبة أي الفريضة.
“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئِلَ [أي النبي صلى الله عليه وسلم]: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ” [رواه مسلم].
من يبحث عن ماذا يقرأ في صلاة التهجد، ويسعى لمعرفة تفاصيلها، فقد وُفق لعظيم العبادات التي يختلي بها مع ربه، ويبث له شكواه ويناجيه، وعليه أن يسعى إلى عدم انقطاع تلك الصلة.