ماذا اقول في نية قضاء الصيام؟ وهل النية في الصوم شرطًا أم ركنًا؟ نظرًا إلى أن الصيام هو فرض على كل مسلم بالغ عاقل فيجب عليه أن يتساءل حول أحكام هذا الفرض وهل يستلزم نية أم لا، وما إذا كانت النية بالقلب أم يلزم التفوه بدعاء معين، كل هذا وأكثر سنتعرف عليه اليوم من خلال موقع القمة.
ماذا اقول في نية قضاء الصيام
لم يرد أي نص في السنة النبوية عن الدعاء بنية نية قضاء الصيام، والمطلوب فقط هو أن يكون للإنسان نية الصيام، ويكفي أن تكون نية الصيام من خلال تناول الإنسان لطعام السحور، حيث إن بهذه النية يكون لا حاجة للمسلم بأن يتلفظ بأي دعاء.[1]
حيث إن في حالة فرض قول دعاء أو التلفظ بأمر معين فقد يكون تحمل للمسلم بما لا يطيقه، حيث إن من الوارد أن تكون نية المسلم الصيام ولكنه ينسى قول ذلك ومن هنا يظن بطلان صيامه على الرغم من نيته لذلك فعلًا، ولهذا لا يوجد قول بخصوص نية الصيام أو قضائه.
اقرأ أيضًا: أحكام الصيام في القرآن
هل النية في الصوم شرطًا أم ركنًا؟
اتفق العلماء على أن النية مطلوبة في كل أنواع الصيام سواء كان صيام فرض أو تطوع، ومن المعروف أن الشرط هو ما كان خارج حقيقة الشيء.[2]
أما الركن فهو ما كان جزء من الشيء نفسه، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “ إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى ” [صحيح الألباني]، ولقوله أيضًا: “من لم يبيِّتِ الصِّيامَ قبلَ الفَجرِ، فلا صيامَ لَهُ ” [صحيح النسائي].
نجد أن في أمر النية اعتبر الحنفية والحنابلة والمالكية أنها شرطًا في صوم رمضان، حيث إن صوم رمضان وغيره من العبادات والعبادة اسم لفعل يقوم به العبد خالصًا لوجه الله عز وجل، والاختيار والإخلاص لا يتحقق دون النية، وبالتالي لا يُمكن أداء الصوم إلا بالنية وذلك تمييز للعبادات عن العادات.
الجدير بالذكر أن محل النية هو القلب ولا تكون من خلال اللسان، وبالتالي لا يشترط التلفظ بها قطعًا، ولكن عند جمهور (غير المالكية) يسن التلفظ بها، ولكن الأولى عند المالكية ترك التلفظ.
ما هي شروط نية الصيام؟
في صدد الإجابة عن سؤال ماذا اقول في نية قضاء الصيام، هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن يتم توفيرها من أجل إتمام النية في الصيام، وتلك الشروط تأتي على النحو التالي:
1– تبييت النية
معنى تبييت النية هي أن تقع ليلًا، وهذا الشرط مُتفق عليه وقد ذُكر ذلك في الحديث “من لم يبيِّتِ الصِّيامَ قبلَ الفَجرِ، فلا صيامَ لَهُ “، ولكن تساهل العلماء في تحديد وقت النية لأنواع معينة من الصيام.
فقال الحنفية أن الصيامات كلها تكون النية لها وقت طلوع الفجر إن أمكن ذلك او من الليل، وذلك لأن النية عند طلوع الفجر تكون أول جزء من العبادة الحقيقة، ولكن النية في الليل تكون تقديرية.
2- تعيين النية في الفرض
هذا الشرط من الشروط الموجودة لدى الجمهور وليس شرط عند الحنفية، حيث إنه لا يشترط تعيين النية في الصوم عند الحنفية المتعلق بزمان معين كصوم رمضان، ونذر معين زمانه، والنفل المطلق، وذلك لأن الزمن المخصص له وهو شهر رمضان وغيره من نذر يوم محدد بوقت مضيق أو معيار، لا يسع إلا صوم رمضان.
أما الجمهور فقالوا إن يجب على الإنسان أن يُعيين النية في الصوم الواجب وأن يعتقد أن صوم غدًا من رمضان أو من قضائه أو من كفارته أو نذره، فلا يجزئ نية الصوم المُطلق، والسبب في ذلك يرجع إلى أن الصوم هي عبادة مُضافة إلى الوقت، ووجب التعيين في نيتها كالصلوات والقضاء، حيث إن إذا نويَّ صيام غيره لم يجزه عن واحد منهما.
3- الجزم بنية الصيام
يعتبر هذا الشرط من الشروط لدى الجمهور، فلو عقد النية في ليلة الشك وقال: إذ كان رمضان غدًا فأن صائم فرض وإن لم يكن فأنا صائم نفل أو واجب آخر يتم تعيينه بالنية (كنذر أو كفارة) لم يجزئه عن واحد منهما وذلك لعدم جزمه بالنية لأحدهما لم يعين الصوم من رمضان جزمًا.
4- تعدد النية
يعتبر تعدد النية بتعدد الأيام شرط عند الجمهور وليس شرطًا عند المالكية، ويشترط عند الجمهور النية لكل يوم رمضان على حدة، وذلك لأن صوم كل يوم هو عبادة على حدة، والدليل في ذلك إن فساد صوم يوم فيها لا يُفسد اليوم الآخر، ومن هنا يشترط لكل يوم منه نية على حدة.
أما المالكية فقالوا تجوز نية واحدة لرمضان في أوله، ويجوز صوم الشهر بأكمله بتلك النية وكذلك في صيام متتابع ككفارة رمضان وكفارة القتل اول الظهار طالما لم يقطعه سفر أو كمرض أو شيء آخر.
أو في حالة أن لم يكن على حالة يجوز بها الفطر كالحيض والنفاس والجنون، ففي هذه الحالة يلزم استئناف النية أو تجديدها، ولا تكفي النية الواحدة، وإن لم يجب استئناف الصوم فالصوم السابق يعتبر صحيح ولا ينقطع تتابعه، ولكن يتم تجديد النية.
أنواع الصيام
في سياق الإجابة عن سؤال ماذا اقول في نية قضاء الصيام، نجد أن الصيام نوعان وهما:
- صيام يشترط تبييت النية وتعيينها: هذا الصيام هو ما يتم إثباته في الذمة وهو صوم رمضان، وقضاء ما تم إفساده من نوافل، بالإضافة إلى صوم الكفارات بمختلف أنواعه ككفارة صوم التمتع وكفارة اليمين، والنذر المطلق.
- صيام لا يتشرط فيه تعيين النية وتعيينها: هذا الصيام هو الذي يتعلق بزمان بعينه مثل صوم رمضان والنذر المعين زمانه، بالإضافة إلى النافلة المُستحبة والمكروهة، وفي هذا النوع يصح الصيام قبل نصف النهار على الأصح.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام القضاء يوم الجمعة
نية الصيام والنفل
بالنسبة لصيام النفل فيصح صومه بنية النهار سواء كان ذلك قبل الزوال أو بعده، وهذا هو مذهب الشافعية والحنابلة، ولكن يشترط ألا يأتي الشخص مفطر بعد طلوع الفجر، فإذا جلاء الشخص مفطر لا يصح صومه.
هذا بدليل الحديث الشريف أن: “دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقالَ: أَرِينِيهِ، فَلقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فأكَلَ”. صحيح مسلم.
معرفة إجابة سؤال ماذا اقول في نية قضاء الصيام يفتح الكثير من الأبواب الأخرى كأنواع الصيام والنية في صيام النفلة، وشروط النية في الصيام لدى الفقهاء، كما يوضح ما إذا كانت النية في الصيام شرط أم ركن.